واجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي انتقادات حادة وصلت إلى وصفها بأنها "لا إنسانية" و"غير مهتمة"، وذلك بسبب تجنبها الإجابة على بعض الأسئلة عن حريق برج "جرينفيل" في العاصمة لندن، الذي أدى لمقتل 30 شخصا على الأقل، وسط ترجيحات بزيادة حصيلة القتلى.

ووفقا لما ذكرت صحيفة "ذا إندبندنت" على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، فقد تجاهلت ماي الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت قد فشلت في الحكم على الحالة المزاجية العامة للبريطانيين في أعقاب حادث "جرينفيل"، وذلك خلال مقابلة متلفزة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية، أمس .

وعندما قالت محاورتها إيميلي ميتليس إن الشعب البريطاني يريد اعترافا بالمسئولية عن الحادث من جانب الحكومة، قالت ماي: "هذا حريق مروع تماما الذي حدث، أُناس فقدوا حياتهم، وأناس دُمرت بيوتهم، لقد أصبحوا لأجل حياتهم بلا شيء إطلاقا". ولم تتطرق في ردها إلى مسألة الاعتراف بالمسئولية.

وفيما يتعلق بإذا كانت قد أساءت قراءة مستوى الغضب الشعبي ضدها، ردت رئيسة الحكومة: "ما فعلته منذ أن وقع هذا الحادث هو: أولا التأكيد على أن الخدمات العامة كان لديها الدعم الذي تحتاجه لتكون قادرة على القيام بالوظيفة التي كانوا يقومون بها في أعقاب الحادث"، وهي الإجابة التي اضطرت معها المحاورة إلى زيادة الضغط على مسألة عدم فهمها للغضب الشعبي، وهو ما تجنبت ماي الرد عليه مرة أخرى.. مواصلة نهجها خلال بقية المقابلة لتفادي الرد على الأسئلة الحرجة الموجهة إليها، والتي كان من بينها أن حادث "جرينفيل" كان من الممكن تفاديه.

وانتقد المشاهدون رئيسة الحكومة على أساس أنها "متجاهلة بشكل فاضح" لأسئلة ميتليس، وكتب أحدهم على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": تيريزا ماي بدقة هي نوعية القائد الذي نعلم أننا لا نحتاجه في وقت مثل هذا"، بحسب "ذا إندبندنت".

وكتب آخر على الموقع نفسه: "غاضب من تيريزا ماي في (برنامج) نيوزنايت، السيدة تتحدث فقط في المقاطع الصوتية الإعلانية"، فيما اتهمها آخر بكونها "لا إنسانية".. قائلا: "كيف يمكن لأحد أن يكون لا إنسانيا وغير مكترث إلى هذا الحد؟ تيريزا ماي مشطوبة الآن أكثر من أي وقت آخر".

وقالت "ذا إندبندنت" إن هذه المقابلة مثلت نهاية "يوم الكدمات" بالنسبة لماي، حيث هاجمها البريطانيون بشكل حاد بعد مغادرتها كنيسة كانت تستخدم كمركز لدعم ضحايا حريق "جرينفيل"، حيث توجهت إلى هناك للقاء ضحايا الحريق والمقيمين والمتطوعين في الكنيسة .

كما خرج الآلاف من سكان العاصمة لندن في مسيرة احتجاجية إلى مقر الحكومة في وسط المدينة للمطالبة بالعدالة لضحايا الهجوم، وسط ترجيحات باستمرار هذه الفعاليات الاحتجاجية.