الإثنين 1 يوليو 2024

الكواكب تكشف .. ألاعيب الإنتاج لإعادة تسويق المسلسلات

18-6-2017 | 09:51

كتب : محمد سعد

من الظواهر الفريدة التي ظهرت لأول مرة في دراما رمضان هذا العام إعادة إحياء بعض المسلسلات التي تم تصويرها منذ سنوات باستخدام حيلة جديدة وهي تغيير أسماء هذه المسلسلات والأغرب أنه تم إعادة مونتاجها وهو ما حدث في مسلسل "عرايس خشب" وتصوير أحداث جديدة - كما أكد منتج مسلسل "الدجال" فما حكاية هذين المسلسلين؟ وما اسمهما القديمان؟ ولماذا لم يعرضا إلا هذا العام رغم تصويرهما منذ عدة سنوات هذا ما تكشف عنه الكواكب في هذا التحقيق .

في عام 2014 قامت شركة صوت القاهرة بانتاج مسلسل "كش ملك" بطولة مجدى كامل وسوزان نجم الدين ومها أحمد ونهال عنبر ودنيا عبد العزيز وإيهاب فهمى وخالد محمود وأميرة نايف ومحسن منصور وأسامة أسعد، ومن تأليف رضا الوكيل، وإخراج حسام عبد الرحمن ، تدور الأحداث حول رجل الأعمال "طلعت السخيلي" وزوجته "هبة العسيلي" التي تفكر في الظهور في أحد البرامج التليفزيونية الشهيرة، وتستطيع التوصل إلي مذيعة البرنامج "منال الصاوي" لتطلب منها استضافتها، لكنها تفاجأ باعتراض زوجها "طلعت" علي الفكرة خوفًا من فتح ملف قديم خاص بجريمة قتل راح ضحيتها أحد أصدقائه، واتهم هو بها قبل أن تتم تبرئته. تتمكن "هبة" من تنفيذ فكرتها ولكنها تلقي مصرعها أثناء تسجيل البرنامج ، يشعر "طلعت" بالخوف مما قد يتضمنه الشريط الذي سجلته زوجته، وفي الوقت الذي تصر فيه المذيعة "منال "علي تقديم حلقة خاصة عن الزوجة الراحلة يحاول "طلعت" منعها، حرصًا على إخفاء الماضي.

لم يستطع محمد عبد الله الذي كان يشغل منصب رئيس الشركة وقتها من تسويق المسلسل وعندما تولى محمد العمري رئاسة الشركة كان هناك عدد من الأعمال المتوقفة عن التصوير والتي لم يتم تسويقها ومن بينها مسلسل "كش ملك" الذي تغير اسمه إلى "ماريونيت" ولكن تعثرت عملية تسويقه أيضا بسبب ظروف تصوير المسلسل واستخدام تقنيات غير حديثة في تصويره حتى نجح أخيرا العمري في تسويق المسلسل بعد تغيير اسمه إلى "عرايس خشب" وإعادة مونتاجه وتصحيح الألوان مرة أخرى كما يقول محمد العمري ويضيف : قمنا بتغيير اسم مسلسل "كش ملك" إلى "عرايس خشب" لأن الاسم الجديد مناسب أكثر للأحداث وتتر المسلسل به لفظ عرايس خشب وهو بالمناسبة مرشح للحصول على جائزة أفضل تتر والأغنية قام بغنائها المطرب المتميز وائل جسار.

ويفجر العمري مفاجأة من العيار الثقيل حيث يقول : لم يتم تغيير اسم المسلسل فقط ولكن تم إعادة مونتاج المسلسل بالكامل وتصحيح الألوان مرة أخرى بأحدث التقنيات لمواكبة التطور الشديد على مستوى الصورة في الأعمال الفنية لأننا رأينا أن ذلك مفيد جدا للعمل كما أن وفاة أحد أبطال المسلسل المفاجئة وهو النجم الراحل إبراهيم يسري دفعتنا لإعادة المونتاج مرة أخرى والاكتفاء بظهوره في 12 حلقة والحمد لله وفقنا في تسويق المسلسل ويتم عرضه حصريا على قناة الحياة وهي قناة مهمة ويحقق نجاحا كبيرا عليها .

من جانبه أكد حسام عبدالرحمن مخرج مسلسل "عرايس خشب" أن الهدف الأساسي من تغيير الاسم هو تسويق المسلسل لأن الاسم الجديد أنسب من القديم «ماريونيت» وأسهل رغم أنه نفس المعنى تقريبا وقال: كان الاسم الأول للمسلسل عندما انتهينا من تصويره في عام 2014 "كش ملك" وبسبب الرغبة في تسويقه تم تغييره في المرتين كما أنني قمت بإعادة مونتاج للحلقات بسبب أن زمن الحلقة كان 40 دقيقة ومعظم القنوات تريد ألا يزيد وقت الحلقة علي 35 دقيقة كما قمت بعمل تصحيح للألوان لأن التصوير كان بكاميرات ليست أحدث من الموجود حاليا رغم أنها كاميرات هاي ديفينيشن، والحمد لله أن المسلسل تم تسويقه بشكل جيد حيث يعرض حاليا على شاشة قناة الحياة والتليفزيون المصري كما سيعرض بعد شهر رمضان على قناة صدى البلد .

أما مؤلف مسلسل "عرايس خشب" رضا الوكيل فعبر عن سعادته لظهور المسلسل للنور بعد ثلاث سنوات من انتاجه وقال : أقدر جهود الأستاذ محمد العمري والمخرج وكل العاملين الذين ضحوا بأجورهم من أجل ظهور المسلسل للنور، فقد باع المخرج حسام عبد الرحمن سيارته من أجل المسلسل ، ولكن سعادتي لم تكتمل بسبب حذف عدد كبير من المشاهد المهمة بعد اعادة مونتاجها ومنها المشاهد التي تمهد للشخصيات في الحلقة الأولى ومشاهد تعبر عن فساد النظام في عصر الرئيس الأسبق مبارك وكذلك مشاهد تعبر عن عمل المذيعة التي تجسد شخصيتها "سوزان نجم الدين " فمثلا في أحد المشاهد تقول :"ومعانا تقرير عن كذا" ولا نشاهد هذا التقرير لأنه تم حذفه كل ذلك بالتأكيد أثر بالسلب على السياق الدرامي والفكرة التي أردت توصيلها من خلال المسلسل وهي كشف ما كان يحدث قبل ثورة 25 يناير من فساد.

الدجال

في عام2012 قام المنتج د. عادل حسني

بالتعاون مع شركة صوت القاهرة بانتاج مسلسل بعنوان " البحر والعطشانة "وتدور أحداث المسلسل الذي بلغت ميزانيته وقتها 15 مليون جنيه حول شخصية شيخ فاسد يتخذ من الدين ستارا لجرائمه وفساده الأخلاقي في المجتمع فضلاً عن مناقشته للاوضاع السياسية في مصر قبل قيام ثورة 25 يناير.

ويعتبر المسلسل أولى تجارب المطربة اللبنانية رولا سعد في الدراما المصرية يشاركها البطولة أحمد فهمي ومحمود قابيل ورجاء الجداوي والوجه الجديد أحمد نونه، وإخراج وائل فهمي عبد الحميد.

ورغم الإعلان عن عرض المسلسل على شاشات التليفزيون المصري وقتها في شهر رمضان واحدى القنوات الخاصة إلا أنه تم منع عرض المسلسل بدون إبداء أسباب ، لكن منتج المسلسل د. عادل حسني قد كشف عن سبب ذلك للكواكب وأوضح أن تناول المسلسل لشخصية رجل الدين الفاسد وراء قرار المنع.

وأضاف : لا يخفى علي الجميع أن المسلسل تم منعه من العرض في زمن الإخوان بسبب أنه يكشف ألاعيبهم ولذلك قررنا إعادة كتابة المسلسل مرة أخرى حيث قام السيناريست محمد الغيطي بكتابة سيناريو جديد يتم تصويره حاليا تم التركيز فيه على شخصية الدجال التي يجسدها النجم محمود قابيل والتقليص من الأدوار الأخرى مثل الشخصية التي تجسدها رولا سعد والنجم أحمد فهمي وظهور شخصيات بشكل أكبر مثل الشخصية التي يجسدها الفنان صبري عبد اللطيف وانتهاء بشخصية "العمدة" التي كان يجسدها الفنان الراحل صلاح رشوان بحيث أصبحت فكرة المسلسل الرئيسية الدجل والشعوذة وكشف ألاعيب الدجالين وأساليبهم في النصب واستخدام القرآن الكريم في الدجل .

وعن تسويق المسلسل يقول د. عادل حسني : يعرض المسلسل حاليا على قناة العاصمة المصرية والجديد اللبنانية كما سيعرض بعد رمضان على قناة روتانا وعلى التليفزيون المصري لأنه مشارك في إنتاجه .

من جانبه فجر المخرج وائل فهمي عبد الحميد مفاجأة من العيار الثقيل حيث نفي تماما كل كلام د. عادل حسني جملة وتفصيلا وقال : هذه مجرد عملية نصب على القنوات الفضائية من أجل تسويق وبيع المسلسل لها، فكل ماتغير هو اسم المسلسل فقط من "البحر والعطشانة" إلى "الدجال" والاسم الجديد مناسب للأحداث ولكن الكلام عن اعادة كتابة السيناريو وتصوير المسلسل من جديد كذب وعار تماما من الصحة فأنا آخر مسلسل قمت بتصويره "السرايا" وعرض الجزء الأول قبل رمضان وسيعرض الجزء الثاني بعد العيد ومسلسل "الدجال" لم يتم تغيير أي شيء فيه سوى الاسم فقط على تتر المسلسل الذي قمت بعمله أيضا وأنا متابع للمسلسل الذي يعرض حاليا على احدى القنوات ولم أجد أي تغيير بالمرة وقد كتبت على حسابي الخاص على الفيس بوك أن المسلسل قمت بإخراجه منذ 5 سنوات بعد أن فوجئت بعدد كبير من الأصدقاء يتصلون لتهنئتي وقد أردت توضيح الأمر خاصة أن المسلسل تم تصويره بكاميرات ديجيتال ولم تعد تستخدم حاليا في الدراما مما قد يسيء لي كمخرج لأن من يعتقد أن المسلسل إنتاج هذا العام سيلفت نظره قلة جودة الصورة بعد التقدم الكبير الذي حدث في التصوير ولكن هذا لا ينفي أن المسلسل جيد ويستحق المشاهدة .

ويفجر المخرج وائل فهمي عبد الحميد عدداً من المفاجآت الأخرى حيث يؤكد أن المسلسل تم عرضه في عام 2012 على قناة كايرو دراما وان الهدف من تغيير اسمه هو تسويقه على أنه عمل جديد وأكد انه سيتقدم بشكوى نظراً لتغيير اسم المسلسل دون الحصول على موافقه منه أما المفاجأة الأخرى فهي أن شقيقه الملحن محمد فهمي عبد الحميد سيقاضي الشركة المنتجة لأنه لم يحصل على أجره نظير تلحين تتر المسلسل حتى اليوم !!

والسؤال الآن : بعد أن نجحت هذه الحيلة في تسويق المسلسلات هل تنجح في تحقيق نسبة مشاهدة عالية وجذب الجمهور لمشاهدتها؟!