مجلة بريطانية: عدم رضاء شعبي عن الاتحاد الأوروبي

رصدت مجلة «اسبكتاتور» البريطانية قلق الكثيرين في بروكسل من ظهور أية علامة لما يُسمّى بـ"عدوى بريكست" - أو فكرة أن البريطانيين قد يشجعون غيرهم على مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وأكدت المجلة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم  الأحد، أن نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز أبحاث (بيو) حول رأي الأوروبيين بخصوص "عدوى بريكست"، لا تشير إلى اندفاعٍهم صوب الخروج من الاتحاد، إلا أنها تجزم بأن ثمة عدم رضاء شعبي على الاتحاد الأوروبي وتعامله مع العديد من القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجه القارة العجوز.

ومن بين تلك القضايا على سبيل المثال، بحسب المجلة، قضية سياسة التجارة، و"هل ينبغي لأي من دول الاتحاد الأوروبي أن تُعيّن حلفاءها التجاريين أو أن تترك ذلك للاتحاد الأوروبي يقرره بدلا عنها؟" .. وهي في الواقع مسألة يختص بها الاتحاد الجمركي، غير أن استطلاعات مركز أبحاث (بيو) تشير إلى أن معظم الناس في كافة الدول الأوروبية تقريبا التي شملتها الاستطلاعات يرغبون لو أن حكوماتهم هي التي تضطلع بصياغة سياسات البلاد التجارية بدلا من الاتحاد الأوروبي.

وبحسب مركز أبحاث (بيو)، فإن الأغلبية في اليونان وفرنسا والسويد والمجر وبولندا تفضل اضطلاع حكوماتهم بصياغة سياسات البلاد التجارية، في مقابل أن يضطلع بها الاتحاد الأوروبي بالنسب التالية: 61% مقابل 19% في اليونان، و56% مقابل 41% في فرنسا، و56% مقابل 39% في السويد، و55% مقابل 28% في المجر، و51% مقابل 25% في بولندا.

ورصدت (اسبكتاتور) أنه على الرغم من أن التصويت على "بريكست" سبق ما قاد بلا شك إلى زيادة في الدعم الشعبي للاتحاد الأوروبي، إلا أن هذا التصويت قد ولدّ رغبة في الاحتذاء ببريطانيا في إجراء استفتاء على العضوية بالاتحاد الأوروبي. وبالفعل، ثمة أغلبية في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان والسويد وبولندا في الوقت الراهن تدعم إجراء استفتاء على العضوية في الاتحاد الأوروبي.. فيما ترغب نسبة 50% من الألمان في أن تقول رأيها في القضية ذاتها.

وبحسب مركز أبحاث (بيو)، ففي إسبانيا، تدعم نسبة 65% إجراء هذا الاستفتاء مقابل نسبة 28% تعارض إجراءه، وفي فرنسا نسبة 61% تدعمه مقابل نسبة 37% تعارضه، وفي إيطاليا نسبة 57% تدعمه مقابل نسبة 34% تعارضه، وفي اليونان نسبة 57% تدعمه مقابل نسبة 34% تعارضه، وفي السويد نسبة 53% تدعمه مقابل نسبة 43% تعارضه، وفي بولندا نسبة51% تدعمه مقابل نسبة 37% تعارضه.

ورأت المجلة أن كبار القادة في بروكسل ربما يتنفسون الصعداء لأن عملية "بريكست" (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) قد أخفقت حتى الآن في إطلاق تيارٍ كفيل بنسف الاتحاد الأوروبي.. لكن ذلك لا ينفي أن ثمّة رغبة قوية ومتنامية بين الأوروبيين في تقليص سلطات بروكسل.