السبت 27 ابريل 2024

بهلولكم يغرق.. ألا تكبرون

مقالات19-12-2021 | 13:53

لا يختلف سقوط الليرة التركية المدوي عن السقوط الأخلاقي والمنطقي لأبناء المرشد أنصار الخليفة المزعزم القابع في إسطنبول، وبالطبع نقدر من الناحية النفسية تلك الصدمة التي تلقاها دراويش الإخوان الذين يرون آخر أوراقهم وهي تشتعل وتتلاعب بها الرياح، فبعد سنوات من الأوهام بعودة الإمبراطورية العثمانية بات اليوم جل آمالهم أن يغاث مركب البهلول أردوغان، الذي بات أكثر من نصفه غارقا وعلى النصف الآخر ما زال الخليفة الأحمق يلوح بعلامات النصر.

عجيب هو منطق الإخوانجية في تفسيرهم للسقوط المدوي لليرة التركية التي لم تستطع أن توقف اجتياح الدولار الأمريكي لعرينها مغتصبا شرفها الاقتصادي فلم يفسر الإخوانجية كعادتهم ذلك السقوط بسياسات خاطئة أو رهانات خاسرة اتخذها البهلول، بل قدموا لنا تفسيرا لا يقدر عليه أحد، فقد قالوا إن البهلول الذي يقع على رأس السلطة لما يقترب من العشرين عاما، أنه على حين غرة قرر أن يتخلص من الربا لأنه حرام وأن سلوكه الاقتصادي غير التقليدي، يهدف إلى جعل الفائدة "صفرا" للقضاء على الربا..  لا حلوة ومنطقية وبالطبع منكرها سيكون بلا شك متشككا في دينه غير مبال بآخرته.

وهنا نسي أتباع البهلول - الذين يواجهون أعظم صدماتهم وهم يرون ملجأهم وملاذهم الوحيد على الكرة الأرضية ينهار اليوم - أمرين الأول أنه لو كان ما أصاب الليرة التركية مقصودا، فلماذا هرع المركزي التركي بالتدخل خمس مرات في شهر واحد ضخ فيها ما يقرب من 6 مليارات دولار و300 مليون في محاولة لتعويم المركب الغارق؟!، ولماذا تلك الاقالات التي تنهال على قيادات الاقتصاد التركي إن كانوا ينفذون ما أمر به السلطان الأحمق.

الأمر الثاني إن كان استخدامكم لواجهة شرعية تسترا واستمرارا لسياستكم في الكذب، فهل سيتخلص خليفتكم من أموال الدعارة التي تقاتون بها؟، أم أن الربا فقط هو الذي يزعج ضمائركم اليوم؟!

بالطبع لن تجد الرد وإن وجدته سيشبه في منطقه عقولهم الخربة ذات الاتجاه الواحد الإجباري نحو الهاوية.

إن متابعة الشعب التركي المكلوم وهو يسحب مدخراته من البنوك التركية والعهرولة لوقف التداول يؤكد أن تلك الأموال التي ضخها المركزي التركي هي أموال الأتراك وودائعهم فتركيا لا تملك احتياطيا لضخ كل تلك الأموال في شهر واحد.

النقطة الأخرى لتعرية بهلولكم لماذا لم تصرخوا وأنتم ترون بهلولكم وهو يقبل يد السعودية والإمارات بعد أن كان أول خنجر خيانة مسموم وجه إليهم هل تحول البلدان الشقيقان فجأة إلى حليفين وصديقين أم أن انتهازيتكم أقوى من وأمتن من شرفكم المغتصب.

اللهم لا شماتة ففي النهاية المواطن التركي هو من سيدفع الثمن لكن تذكروا شماتتكم في مصر وهي تتطهر من نجاسة تنظيمكم الفاشل تذكروا تلك القرصنة الدولية التي كان خليفتكم جزءا منها في مصر وليبيا وسوريا ومن قبلها العراق وتلك البلطجة الدولية التي مارسها البهلول في محاولة للسطو على الغاز في المتوسط كل تلك المحاولات غير الشرعية التي ظن البهلول أن الحظ سيحالفها لإنعاش خزائنه الفارغة لكن الله لا يصلح عمل المفسدين.

تذكروا تلك التويتات والحملات المسعورة التي صاحبت قرار مصر تعويم الجنيه المصري وكيف كانت سخريتكم في أشدها والمصريون يشدون الحزام على بطونهم ليبنوا وطنهم وهم يقاومون تخريبكم المنظم حيث كنتم رعاة لكل فاحش وبذئ ومعتدي أثيم رغبة منكم أن تروا مصر راكعة لكن الله خذلكم وباتت عملكتم اليوم في تراجع لم يشهده الجنيه المصري في ذروة بنائه من جديد.

إن الموقف اليوم يتعدى معنى الشماتة بل تتحول تلك المفجعات التي تصلنا من بلد البهلول قرصان المنطقة الأبرز إلى مفرحات موقنات مشجعات تؤكد لنا وبقوة أن تلك الرحلة الصعبة التي خاضها المصريون منذ ثورة الثلاثين من يونيو كانت الخيار الأمثل وكان القدر المختار الذي التف حوله الجميع مؤمنا بقدرة كامنة لدي المصريين على استعادة مجدهم مهما بلغت المؤامرات من حبكة ومهما بلغت التحديات.

إن المشهد اليوم يؤكد أنه لا مناص لتركيا من أن تلجأ وبسرعة إلى انتخابات مبكرة علها تستطيع أن تلملم تلك الفجوات التي تتسع ويسقط فيها الأتراك الذين باتوا اليوم يعيشون حاضرا مؤلما ويستشرفون معه مستقبلا أكثر إيلاما وستبقى مصر دائما ذلك البلد الذي من أراده بسوء قصمه الله فلنكمل الطريق بيقين لايلين واصطفاف خلف قيادة أدركت فتحركت وأخلصت فقدر لها النجاح.

Dr.Randa
Dr.Radwa