بقلم : إيمان الدربي
حكايتي عن بهية المصرية التي لاتعرف حدود الخطبة مابين الإفراط والتفريط .
فالإفراط في العلاقة بينها وبين الرجل أيام الخطبة يسبب الكثير من المشكلات ويؤدي لتراجع التقييم الحقيقي لكل منهما، وانشغالهما بالعلاقات الحسية لايجعل لديهما فرصة حقيقية للتعرف على عادات وطباع وأخلاق كل منهما، بل أن التمادي في مثل هذه الأمور قد يؤدي للتعتيم على العيوب وتقبلها بشكل مبالغ فيه فتجد الفتاة خطيبها مثلا ينظر لأخريات وهي معه.. فتتغاضي عن ذلك لوجود قصة حب عاشت تحلم بها لسنوات وسنوات،أو تجده بخيلا بخلا غير عادي، وحاد الطباع فتتغاضى عن ذلك وتقدم له ألف عذر لما يفعله وتقنع نفسها أن عليها الزواج سريعا حتى لايفوتها قطار الزواج .
وعلى الجانب الآخر يؤدي التقنين المبالغ فيه في علاقة الخطبة إلى الغموض وعدم الوضوح أيضا والتعتيم على شخصية كل منهما ، فنجد البعض يحرم حتى التحدث البريء بينه وبين خطيبته فيتسبب هذا في عرقلة الحياة الزوجية وعدم قدرة طرفي الزواج على تجاوز صعوبات الحياة.
ما أريد أن أتحدث عنه أن أهم الخطوات التي يجب أن تهتمي بها في اختيارك لزوج المستقبل هو تحديد احتياجاتك الفعلية وماتريدينه أنتِ من هذا الرجل الذي ستقسمين معه حياتك المستقبلية.. فيجب أن تعرفي أولوياتك أولا حتى تستطيعي اختيار شريك حياتك بما يتناسب وهذه الاحتياجات والأولويات, وماهي الأمور التي من الممكن أن تتقبلينها والأخرى التي لايمكن أن ترضي بها في حياتك .
هناك نقطة أخري وهي التكافؤ بينك وبين هذا الرجل الذي سيكون بإذن الله أب لأولادك فيجب أن يكون هناك بينكما تكافؤ اجتماعي وثقافي وفكري، وتوافق في الميول ولو بقدر فلا يصح أن تكون ميولك مختلفة كل الاختلاف عن ميوله وعاداتك لاتتوافق وعاداته وبعيدة كل البعد عنها .
وأخيرا عليكِ أن تعرفي وكما يؤكد رجال الدين أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته تماما ولا ينبغي أن تتبذل أمامه ولا أن تعانقه أويقبلها أو يحتضنها وإنما تظل العلاقة بينهما علاقة احترام وتعارف فلا يختلي بها أبدا حتي يعقد عليها, وأتذكر الحديث النبوي الذي قاله لي فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق "عن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات.. احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف".