كتب: إسلام أحمد
وقفت فاطمة منير على سلالم محكمة الأسرة بمصر الجديدة أثناء رفع دعوى خلع ضد زوجها والدموع تنهمر من عينيها تحاول إخفاءها عن عيون الحاضرين، مؤكدة أنها باتت لا تطيق الحياة مع زوجها وتخشى ألا تقيم حدود الله جراء تسلطه والتحكم بآرائه ورفضه حتى سماع وجهة نظرها في أمور حياتهما.
وتقول الزوجة مشكلتنا مشكلة تفاهم، وأيقنت أن هذا شبه مستحيل بيننا فهو متسلط ضد آرائي إلى أبعد الحدود، حتى الأمور البسيطة والبديهية لا يترك لي مجرد حق إبداء الرأي فيها، بما في ذلك اسم ابنتنا، إذ راودتنى رؤية حلمت فيها بأني أضع فتاة أسميها هاجر وأضافت أخبرته أنى أحب الاسم واخترته لابنتنا لكني فوجئت بعد عودته من مكتب الصحة بتسميتها، مى وتقبلت قراره بحكم علمي بطباعه، لكنى لم أتمالك نفسي عن سؤاله لماذا رفض اسم "هاجر" فوجدته يعنفني ويصرخ في وجهي وينهرني بيديه ولا ينقصه شيء ليضربني وأنا فى حالة إعياء شديدة وطريحة الفراش
وتتابع الزوجة وهى تبتسم: هو إنسان شديد الغرابة استنكر حالي حينما أتذكر المواقف التي اضطررت لتحمله فيها، وتروي أنها حينما كانت تجهز ملابس لطفلتهما، كان يأمرها بإعادتها مجددًا لدولاب الملابس، وانتظاره حتى يختار هو ما يراه جيدًا وهو يتحكم في كل شيء ليس فقط بالنظام والمواعيد ولكن بصلابة رأي في كل صغيرة وكبيرة، متى نأكل ومتى أنام ومتى أزور أقاربي، وأحيانًا يأمرني بالغياب من العمل لعدة أيام دون مبرر أو سابقة إنذار، وكل قرار يتخذه واجب الطاعة والنفاذ، مضيفة: طبيعي أن يتدخل الزوج بإبداء الملاحظات على ملابس زوجته، هذا ضيق وهذا قصير وهذا شكله غير ملائم، لكن فرق شاسع بين الطبيعي وبين التحكم المرضي.