بقلم – خالد ناجح
مما لا شك فيه أن الرئيس عبدالفتاح السيسى رجل صارم يحب الانضباط ويكره العشوائية فى كل مناحى الحياة، هذا بالطبع ما اكتسبه الرئيس من تربيته العسكرية فى مختلف مراحل تدرجه الوظيفى داخل الجيش المصرى، حتى تركه تحت ضغوط شعبية بالنزول فى الانتخابات والترشح للرئاسة، إلا أن الرئيس السيسى وبرغم كل هذا ظل محتفظًا بطيبته ورقة قلبه على المصريين، رغم قسوته وشدته على أعداء الوطن.
ورغم الصرامة التى يتمتع بها الرئيس فى التعامل مع الأزمات فى البلاد، إلا أن إنسانيته تظهر فى بعض المواقف مع الشعب المصرى، حيث أصدر الرئيس قرارا برقم ٢٨٠ لسنة ٢٠١٧ فى شأن العفو عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم؛ بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك الموافق الأول من شوال ١٤٣٨ هجرية والعيد الخامس والستين لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.
أيضا من علامات طيبة قلبه عندما استقبل السيسى مجموعة من المواطنين فى مقر إقامته لتناول وجبة الإفطار معه، حيث يمثل المواطنين مجموعة من مختلف محافظات الجمهورية، ولم ينس الرئيس أهالى حى الأسمرات، بل وحرص على استقبال المواطنين بنفسه فى مقر إقامته الخاص وأدار معهم حديثًا حول أوضاع البلد والظروف الحالية التى تشهدها البلاد، وتأتى تلك الدعوة فى إطار جهود الرئيس المستمرة للتواصل مع فئات الشعب، والتى كان من بينها إفطار المرأة المصرية، وإفطار الرئيس مع مجموعة من الضباط والمجندين خلال تأديتهم لخدمتهم على الطريق، والطريف ما تناولته مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، فيديو للرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء التقاطه صورا تذكارية مع عدد من المواطنين والضباط والمجندين خلال زيارته لأحد الأكمنة الأمنية بشارع التسعين فى منطقة التجمع الخامس لتناول الإفطار معهم، والذى يوضح التقاط أسرة بسيطة مرت بجوار الكمين صورًا تذكارية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث قامت سيدة بحمل ابنتها واصطحاب باقى أولادها بجوار الرئيس مداعبًا الأطفال فى مشهد إنسانى بديع، وما لفت انتباهى هو ما فعله الرئيس من دعوة أحد مجندى الكمين لالتقاط الصور التذكارية معه لتحفيزه على أداء واجبه.
ليس هذا فقط ما يظهر إنسانية الرئيس السيسى، بل تتجلى هذه الإنسانية فى مشاهد عديدة ومنها بكاء السيسى أثناء حمل نجل شهيد شرطة أثناء تسليمه وسام تكريم لأرملة الرائد الراحل محمد أمين إسماعيل الحبشى، حيث حمل الرئيس السيسى نجل الرائد الراحل والذى ولد بعد وفاة والده، مشهد آخر والسيسى يقبل رأس والدة أحد شهداء الشرطة، وهى رأس والدة المقدم محمد جمال الدين خلال الاحتفالية بعيد الشرطة، وقرر فيها منح أسماء شهداء الشرطة العديد من الأوسمة والأنواط، ومن المشاهد التى لا تنسى للرئيس السيسى وهو يقبل رؤوس أبناء الشهداء، حدث ذلك بعد أن ردد الطفل محمود نجل الشهيد محمد البرعى والطفلة ملك نجلة أحد شهداء الشرطة هتافا تحيا مصر خلال احتفالية كلية الشرطة بتخريج دفعة جديدة من الطلبة قدما للرئيس نسخة من القرآن الكريم وقبل رأسيهما.
هذا بخلاف ما يقوم به الرئيس من جهود دولية تجاه بعض الدول العربية، فرغم الظروف الاقتصادية السيئة التى تمر بها مصر، إلا أنه وجه بإرسال معونات إنسانية للصومال للمعاونة فى التخفيف عن كاهل الأشقاء الصوماليين المتضررين من موجة الجفاف العنيف التى ضربت مناطق متفرقة من دولة الصومال، وكذا توجيه الرئيس بإرسال شحنة مساعدات طبية؛ دعماً للقطاع الصحى فى جنوب السودان، وذلك فى إطار العلاقات المتميزة والخاصة التى تجمع بين البلدين.
نعم الرئيس صارم ويحب الانضباط، لكنه فى الوقت نفسه «إنسان» وتغلبه مشاعره خاصة مع المواطن المصرى الذى يضحى هو أو أحد أفراد أسرته فى سبيل الوطن.