الخميس 25 ابريل 2024

«إسرائيل» وقائمة الأكثر مشاهدة في 2021

مقالات20-12-2021 | 12:36

اتصلت بي زميلتي الصحفية منذ أيام تسألني "كمصدر متخصص" في استقصاء رأي عن الأفضل في ٢٠٢١، عن أحسن مطرب قلت عمرو دياب، وعن أحسن مطربة قلت أنغام وعن أحسن ألبوم قلت ألبوم محمد حماقي، وعند أحسن "دويتو" اعتذرت لأنني لم أتابع جيدا ما طرح من "دويتو" اللهم إلا دويتو أنغام ووائل كفوري بسبب ما أشيع حول التشابه بين لحنه ولحن أغنية لنوال الزغبي.

 فأخذت زميلتي تذكرني بأكثر من دويتو ليس بينها أي "دويتو مهرجانات" بالطبع، إلا أني طلبت منها أن تمهلني لليوم التالي لأكون قد راجعت ما ذكرت من أسماء، وفي المساء كان الإعلامي عمرو أديب على MBC مصر يتحدث عن أرقام وترتيب الأكثر مشاهدة في محركات بحث "جوجل" على منصتي "تيك توك" و"يوتيوب" وأنهى فقرته بالترتيب في ساحة الغناء وجاء الترتيب الأول متوافقا مع رأيي وهو عمرو دياب ثم بعدها توالت الصدمات في باقي القائمة لأكتشف أني وزميلتي صاحبة الاستقصاء أبعد ما نكون عن واقع أليم.

 

ولكن.. وقبل أن يفترسني الإحباط عدت لمنهجي" كمتخصص" أيضا في توسيع الدائرة لتشمل كل أبعاد الصورة وسألت نفسي- هل "التيك توك واليوتيوب" هما المقياس الحقيقي أو المقياس الوحيد لمعرفة الأفضل في ساحة الغناء؟

وهل كل أنشطة الساحة من حفلات ومهرجانات كبيرة في مصر والوطن العربي بداية من مهرجان الموسيقي العربية بالقاهرة ولياليه المبهرة التي كانت كلها كاملة العدد، ومرورا بمهرجان "قرطاج" في تونس ومهرجان "جرش" في الأردن وانتهاء بحفلات موسم الرياض في جدة، ناهيك عن حفلات الإمارات الضخمة وحفلات الكويت وغيرها من فعاليات هي الأكثر بريقا وإبهارا وإعلاما وإعلاء من شأن نجومها في قائمة الأفضل والأشهر؟

هل كون هذه الحفلات وتلك المهرجانات لضخامتها وفخامتها وطول فقراتها لا يمكن مشاهدتها كاملة علي "تيك توك أو يوتيوب" يحرم نجومها من ترتيبهم الحقيقي في قائمة الأفضل في استقصاءات الرأي؟

 

من المؤكد أن الإجابة المنصفة هي لا.

لا يجب أن تكون هذه النظرة القاصرة والغافلة لأبعاد كثيرة في الصورة هي منهجنا في قياس الأفضل، وإن كنا مطالبين بدراسة هذا الوضع الأليم الذي كشفه يوتيوب أو تيك توك، والذي يستوجب من نقابة الموسيقيين أن تضم إلي مهامها وأنشطتها عمل دراسات وأبحاث مع متخصصين في علم الاجتماع وعلم النفس إلي جانب متميزين في قراءة وتحليل أسباب التغير في الذائقة الفنية من شعراء وملحنين وموسيقيين وأن تتضافر الجهود مع جمعية المؤلفين والملحنين ووزارة الثقافة في ذلك، علنا نجد مخرجا ينقذنا من تلك الهاوية، ويخرجنا من هذه الدائرة الضيقة والنظرة القاصرة، ولا تترك الساحة لمقاييس "يوتيوب وتيك توك" الظالمة التي استوقفني فيها (بالمناسبة) ملاحظة لن أبني عليها حكما لكني لا أستطيع إغفالها، حيث لا حظت في الدول التي توزعت المشاهدات الأكثر فيها أن "إسرائيل" جاءت في ترتيب متقدم في كل مشاهدات مؤدي المهرجانات وخاصة "صاصا" الذي حمل رقم ٢ في القائمة بعد عمرو دياب، ثم زميله رقم ٤ ورقم ٦ ورقم ٨ إلي آخر القائمة بينما اختفت إسرائيل من مشاهدات محمد حماقي وتامر حسني وجاءت في آخر ترتيب الدول لمشاهدات عمرو دياب.

Dr.Randa
Dr.Radwa