الجمعة 21 فبراير 2025

ثقافة

على أحمد باكثير.. منحة تفرغ ألهمته لإبداع ملحمة عمر بن الخطاب ومرسوم ملكي منحه الجنسية

  • 21-12-2021 | 17:47

علي أحمد باكثير

طباعة
  • بيمن خليل

تحل اليوم الثلاثاء 21 ديسمبر من عام 1910م ذكرى ميلاد الكاتب المسرحي الكبير علي أحمد باكثير، أحد أهم كتاب المسرح في القرن الـ 20 الذي اشتهر بتأليفه العديد من المسرحيات الملحمية الشعرية والنثرية، وتعد مسرحية "ملحمة عمر بن الخطاب" من أشهر أعماله.

كان لباكثير أسلوبه الخاص والفريد في إتجاهاته الكتابية والأسلوبية في المسرح، إلى غير ترجمته للمسرحية الأشهر "روميو وجوليت"، وكذلك كان له إتجاهات روائية تاريخية مهمة أصدر من خلالها أشهر رواياته "وا إسلاماه"، و "الفارس الجميل"، بالإضافة إلى كتابة عدد كبير من الأعمال المسرحية، والتي تتسم في سردياتها في الكثير من الأحيان بالتنبؤ بالمستقبل، وهذا يدل على عبقرية الكاتب أحمد باكثير، وتاريخه المسرحي، وثقافته العالية.

نشأته

ولد علي بن أحمد بن محمد باكثير الكندي في 21 ديسمبر 1910م، في مدينة سورابايا التي تقع في إندونيسيا، لأب وأم من منطقة حضر موت، وعند بلوغه سن الـ 10 سنوات ذهب به والده إلى مسقط رأسه حضر موت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية، وتلقى تعليمه هناك في مدرسة النهضة العلمية، ودرس اللغة العربية وعلوم الشريعة على يد كبار قامات الشيوخ هناك، ومن ضمنهم عمه الشاعر اللغوي النحوي القاضي بن محمد باكثير، وتلقى أيضًا علوم الدين على يد فقيه يدعى محمد بن هادي السقاف.

 

بداية نظمه الشعر

ظهرت مواهب عديدة لأحمد باكثير منذ صغره ومنها كتابة الشعر، حيث نظم الشعر وعمره 13 عاما، وقام بالتدريس بمدرسة النهضة العلمية وتولى إدارتها وعمره لم يتجازو الـ 20 عامًا بعد.

 

مأساة زواجه

توفت زوجة باكثير في عز شبابها، مما أصابه بحزن شديد وصدمة اضطرته لمغادرة حضر موت فى عام 1931م، وذهب إلى عدة بلاد كـ عدن، والصومال، والحبشة، واستقر فترة طويلة بالحجاز، وهناك كتب أول عمل مسرحي شعري له وهو "همام بلاد الأحقاف" وعند نزوله مصر قام بطباعتها هناك.

 

إقامته في مصر وترجمته مسرحيه شهيرة

غادر علي باكثير إلى مصر في عام 1934م، ودرس بجامعة فؤاد الأول المعروفة حاليًا (جامعة القاهرة)، وحصل فيها على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، عام 1939م، وأثناء دراسته بالجامعة قام بترجمة أشهر مسرحيات شكسبير "روميو وجوليت" (شعر مرسل) وكان ذلك في عام 1963م، وفي عام 1938م قام بتأليف مسرحية "أخناتون ونفرتيتي" (شعر حر)،  وبعد تخرجه من الجامعة التحق بمعهد التربية للمعلمين وحصل فيه على الدبلوم عام 1940م، ومن ثم عمل مدرسًا للغة الإنجليزية لمدة جاوزت الـ 14 عامًا، وبعدها سافر في بعثة للدراسة الحرة بفرنسا عام 1954م.

 

صداقته بكبار أدباء مصر

بعد عودته مرة أخرى إلى مصر وانتهاء دراسته، فضّل الاستقرار والإقامة في مصر لحبه الشديد لها وللمجتمع، وكون أصدقاء من كبار الأدباء حينها أمثال "توفيق الحكيم، وعباس العقاد، ونجيب محفوظ، والمازني، وغيرهم.. وتزوج مرة ثانية من امرأة مصرية، قام برعاية ابنتها من زوجها السابق وحصل على الجنسية المصرية بمرسوم ملكي.

 

أطول أعماله المسرحية ومنحة التفرغ

في عام 1961 و1963 حصل باكثير على منحة تفرغ كأول أديب في مصر يمنح بهذا التفرغ وأنجز فيهما أطول مسرحياته عن الملحمة الإسلامية الكبرى عن عمر بن الخطاب ووصلت إلى 19 جزءًا، وحصل على منحة تفرغ أخرى لينجز فيها ثلاثية مسرحية عن نابليون وغزوه مصر وهي: (الدودة والثعبان، أحلام نابليون، مأساة زينب)، طبعت المسرحية الأولي في حياته والأخريين بعد وفاته ورحيله عن عالمنا، إلى غير أن أحمد باكثير كان يجيد من العديد من اللغات كالإنجليزية والفرنسية والملايوية بالإضافة إلى اللغة العربية.

إنتاجاته الأدبية

كتب أحمد باكثير العديد من الأعمال الأدبية والتي تنوعت ما بين أعمال روائية ومسرحية (شعرية نثرية)، ومن أهم أعماله المسرحية المتعددة:

(السلسلة والغفران، مسرح السياسة، ليلة النهر، التوراة الضائعة، إمبراطورية في المزاد، عودة الفردوس، مأساة زينب، سر الحاكم بأمر الله، هكذا لقى الله عمر، من فوق سبع سماوات، إله إسرائيل، هاروت وماروت، سر شهرزاد، قطط وفيران، الدنيا فوضى، مسمار جحا، أبو دلامة، جلفدان هانم، قصر الهودج، مأساة أوديب، فاوست الجديد، الوطن الأكبر، دار ابن لقمان، إبراهيم باشا، حرب البسوس، ملحمة عمر، الشيماء شادية الإسلام، الشاعر والربيع، همام في بلاد الأحقاف، روميو وجولييت، إخناتون ونفرتيتى، عاشق من حضرموت، الدوده والثعبان، الفرعون الموعود، الفلاح الفصيح، أوزيريس، حازم، حبل الغسيل، شيلوك الجديد.

ومن أعماله الروائية:

  • الثائر الأحمر.
  • سلامة القس
  • .سيرة شجاع.
  • وا إسلاماه.
  • الفارس الجميل.
  • ليلة النهر.
  • عودة المشتاق.
  • الشيماء.

جوائزه والتنبؤ  بالمستقبل في مسرحياته

حصل أحمد باكثير على العديد من الجوائز الأدبية، كما شارك الأديب نجيب محفوظ في جائزة الدولة التقديرية الأولة مناصفة معه، وكانت مسرحيته "مسمار جحا" تعرض دائمًا في الافتتاح السنوي للمسرح، وقد تنبأ باكثير باحتلال فلسطين في هذه المسرحية، وتحولت روايته وا إسلاماه إلى عمل سينمائي ويعد الأشهر في تاريخ السينما المصرية قام ببطولته الفنان أحمد مظهر.

وفاته

رحل أحمد باكثير عن عالمنا في يوم 10 نوفمبر من 1969 م، إثر أزمة قلبية حادة ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة