الجمعة 17 مايو 2024

الاستفزاز الأمريكى والتهديد الصينى!

مقالات24-12-2021 | 23:02

ونحن على مشارف حدث رياضي عالمى، من المفروض أن نتجهز لمتعة وتنافسية وأجواء احتفالية، لكن كان للأمريكان ومعسكرهم الضيق من نوعية دول كبريطانيا وكندا واستراليا، رأى آخر لتسييس غير مبرر لحدث رياضي كبير مثل الأولبيماد الشتوية، ليس إلا لأن مضيفتها هذه المرة، الصين، الدولة العظمى بحق في العالم الآن، والتى ترعب الأمريكان في كل الأقاليم الدولية، بتقدماتها العلمية والاقتصادية والعسكرية والسياسية.

 

الأمريكان الذين يتشدقون دائما بحديث حقوق الإنسان الحربائي، على حسب مصالحهم الخاصة، أقحموا السياسة في الرياضة بالدعوة للمقاطعة الدبلوماسية للأولبيماد الصينية، لكن بكين ومعسكرها واجه الاستفزاز الأمريكى بقوة، فسقط المخطط الأمريكى أمام الإصرار الصينى!

فهل من ضمن حقوق الإنسان أيها الأمريكان أن تورطوا الرياضيين في استفزازات سياسية بمكاسب مفضوحة، فحتى من في معسكركم مثل أغلب الدول الأوربية رفضوها، وفرنسا التى تستضيف الأولبيماد الصيفية اعترضت على الموقف الأمريكى، الذي يدعى إنها يعاقبون بذلك الصينيين على إبادتهم لمسلمى اليغور..تصوروا أن هذا الموقف الأمريكى الدعائي، يأتى ممن قتلوا المسلمين الأفغان وعذبوا المسلمين العراقيين ويسرقوا بترول المسلمين السوريين ولا يدعموا المسلمين الفلسطينيين، فقط لا يتذكروا إلا المسلمين اليغور بإدعاءاتهم المردود عليها.

 

يتطلع الرياضيون المشاركون من جميع أنحاء العالم بفارغ الصبر إلى انطلاق المنافسات الرياضية الصينية. ومع ذلك، ظهرت دعوات "المقاطعة الدبلوماسية" للدورة الأولمبية بدوافع خفية، وفي محاولة لتسييس الألعاب الأولمبية وتحويل الحدث الرياضي إلى "استعراض سياسي".

 

نجاح أية دورة للألعاب الأولمبية لا يتوقف على الإطلاق على حضور سياسيين بعض الدول حتى لو كان الرئيس الأمريكي، لأنه حدث رياضي . وطبعا بدون الحصول على دعوة من الدولة المضيفة "الصين" للحضور، فإن حديث البعض عن مقاطعة الألعاب الأولمبية إحتجاجا على ما يدّعون بأنها "قضايا حقوق الإنسان، هو نوع من الدراما المملة وتأجيج سياسي مفضوح بمنتهى الصراحة، وهو أمر تتبعه الولايات المتحدة ومعسكرها مع أغلب الدول المتناحرة معها بشكل أو أخر، ولا تنظر لجرائمها أبدا. وهذا الموقف الأمريكى في حد ذاته انتهاكا خطيرا لمبدأ "تحييد الرياضة عن السياسة"، الذي أرساه "الميثاق الأولمبي" وتتعارض مع الشعار الأولمبي الذي ينادي بتعزيز الوحدة بين الأمم..وتمثل انتهاكا لحقوق الرياضيين واضرارا بالروح الأولمبية.

 

ورغم الدعوات الأمريكية المفضوحة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش والرئيس الروسي بوتين وقادة آخرون أنهم سيحضرون حفل افتتاح أولمبياد بكين الشتوي. كما عبّر مسؤولون من اللجنة الأولمبية من كوريا الجنوبية وفرنسا وفنلندا وبلغاريا واليونان وإيطاليا وهولندا وإسبانيا وبيلاروسيا والأرجنتين وفنزويلا وكوبا ودول أخرى عن تطلعهم إلى النجاح الكامل لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. كما أصدرت الآليات المتعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي ومنظمة شنغهاي للتعاون أصواتًا قوية دعما لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. وأكد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية باخ أن 90 دولة ومنطقة مشاركة في أولمبياد بكين الشتوية 2022، تدعم حكومات معظم البلدان والمناطق فرقها الأولمبية حتى يتمكن رياضيوها من تحقيق أحلامهم الأولمبية.

 

الرياضيون هم الأبطال الحقيقيون لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية. وينص "الميثاق الأولمبي" بوضوح على أن الرياضة حق من حقوق الإنسان، و"يجب أن يتمتع كل فرد بإمكانية ممارسة الرياضة دون أي شكل من أشكال التمييز". وبالنسبة للرياضيين العالميين، تعتبر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022 فرصة ثمينة لا ينبغي تفويتها، فهي مناسبة نادرة للقتال بشجاعة من أجل أحلامهم.

 

 وفى تأكيد على فشل الدعوة الأمريكية ضد الصينيين، مدح الرياضيون الأمريكان والبريطانيين والكنديون والاستراليون الأولبيماد الصينية، حيث قال هانتر تشيرش لاعب فريق الألعاب الثلجية الأمريكي أن "الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022، هي مظهر من مظاهر وحدة العالم." أما لاعب الكيرلنج البريطاني بروس موات فقال أن "المشاركة في أولمبياد بكين الشتوية هي تتويجا للجهود التي بذلناها خلال السنوات الأربعة الماضية. وقالت بطلة العالم للتزلج على جبال الألب السلوفاكية فيلوتشوفا أن "أولمبياد بكين الشتوية هي خطوة نحو العودة إلى الحياة الطبيعية من جديد!

 

وهى رسالة للجميع لا تجعلوا الاستفزاز الأمريكى الأسود يدنس بياض الثلوج التى يتنافس عليها الرياضيون، ولنا في الوقفة الصينية الرسمية والشعبية والدعم الدولى المتنوع لها عبرة ياأولى الألباب.