الثلاثاء 21 مايو 2024

إذا حضر البناء والنماء

مقالات26-12-2021 | 22:06

التنمية والبناء والعمران والخير والحق والوعي والعلم كلها أسلحة قوية.. في مواجهة التطرف والتشدد وتزييف الوعي وبث الفتنة.. الحقيقة أن ما يحدث ويجرى على أرض مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي عهد الإنجازات الحقيقية التي تصلح ما أتلفته العقود الماضية، وأيضاً تعيد الاعتبار وتوفر الحياة الكريمة للمواطن المصري.

أرض الخير والنماء والبناء والحق والوعي لا يمكث فيها الشر والكذب والتطرف والغلو والإرهاب والمتاجرة بالدين.. ترحل أفكار الشيطان مع انتشار الخير والبناء والتنمية وبناء الإنسان وجودة الحياة.

حضور الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي واقترابها بشكل واضح للمواطن وسباقها مع الزمن هو حالة فريدة وغير مسبوقة.. وبذلك لا يمكن للمواطن أن يستمع إلا لصوت الحق والبناء والخير والتنمية، صوت الصدق والشرف.. لا مكان للفراغات والمساحات الخالية في هذا العصر والعهد.. لن تعود مصر مرة أخرى أو أي منطقة فيها للتهميش والنسيان والحرمان والإهمال.. كل ربوع البلاد، وجميع فئات الشعب في قلب الاهتمام وهدف الوطن.. وهذا يؤكد أنه إذا حضر البناء والنماء.. ذهب التطرف والإرهاب إلى الجحيم.

الدولة أقرب للمواطن مما يتوقع بالعمل والإنجازات والخدمات والحياة الكريمة والفرص.

إذا حضر البناء والنماء ...

هناك مشهد كنت أراه في فترات كثيرة من حياتي في الصعيد، ذكرني بما يدور ويجرى على أرض مصر من تنمية وإنجازات وبناء وخير في كافة ربوع البلاد.. ولكن وبما أن هذا الأسبوع يشهد إطلاق عشرات المشروعات القومية في محافظات الوجه القبلي.. سيكون التشبيه والمثل على هذه المنطقة التي شهدت عقوداً من جفاف التنمية وندرة البناء وتعرضت لحالة من الحرمان والإهمال والنسيان والتهميش والتعطيش، فيما يخص الإهمال لكل ما من شأنه أن يساعد على تطوير حياة الناس وتخفيف معاناتهم، لذلك غابت الدولة ولم تكن موجودة أو حاضرة، فحدث الكثير من الكوارث، ولعل أبرزها غياب الوعي بسبب انتشار الفقر والجهل والأمية.. وتسبب غياب وانسحاب الدولة في انتشار وتمدد الجماعات الإرهابية والظلامية وتفشى التطرف والتشدد والعنف.

الأرض عندما يخاصمها الماء، وتتعرض للجفاف تتحول إلى أرض «بور» فيطلقون عليها في بلادنا في الصعيد «شراقي» تنتشر فيها الشقوق والفواصل والفجوات، وبمجرد أن تتدفق إليها المياه، تخرج منها «بلاوي» مثل الجرذان والأفاعي والثعابين، وكل ما تتخيله من قوارض وزواحف، وهي الأذى والضرر، وبمجرد أن ترويها المياه تجدها عادت وحدة واحدة.. تختفي الشقوق والفواصل والفجوات، وتعود أكثر خصوبة، تطرح الخير والرخاء والزرع «والخضار» والعمار.. هكذا هو حال التنمية والبناء والعمران، وبناء الإنسان.. كلما دخلت التنمية هربت وانسحبت جرذان وأفاعي الإرهاب والتطرف والتشدد.

عندما تدخل التنمية والبناء وتتحسن جودة الحياة وتتوفر الفرص للعمل والإنتاج.. ويختفى الفراغ على الفور، ترحل كل مظاهر الفتن والانقسام والتشرذم، لأن أدوات جماعات الضلال والإرهاب والخيانة تعتمد على ملء الفراغ الذي تتركه، واحتلال مساحات الانسحاب، هكذا فعلوا في العقود الماضية.. لكن مع وجود الدولة القوية الحاضرة المستبقة والسابقة لشعبها في تقديم احتياجاته وخدماته وتوفير الحياة الكريمة له، وبناء وتشكيل الوعي الحقيقي.. لا تجد مثل هذه الجماعات الضالة موجودة.. لأنه لا توجد مناطق للضعف أو ثغرات للنفاذ منها إلى وعى وعقل المواطن.

الحقيقة أن من أهم الإنجازات الكثيرة لأكبر ملحمة بناء وتنمية وعمران وبناء الدولة الحديثة التي تغطى وتنتشر في كافة ربوع البلاد، أنها دحرت وطردت كل أبالسة وشياطين الإرهاب والتطرف والتشدد.. لأنه مع انتشار التنمية والبناء، والوعي لا تستطيع مثل هذه الجماعات العيش في وسط هذا المناخ الخصيب بالحياة الكريمة واحتضان الدولة والوعي والتنوير.

جماعات الإرهاب والضلال والفكر المتشدد والتطرف تنشط في حالة واحدة هي غياب الدولة وانسحابها، وبالتالي ما يترتب عليه من إهمال وتهميش وحرمان لهذه المناطق وما تخلفه من فقر وجهل ومرض، وتشدد وتطرف واحتقان من الدولة، خاصة أن المواطن في معظم الأحيان يصغى لتخاريف وخزعبلات وضلالات وأكاذيب هذه الجماعات الضالة من تجنيد واستقطاب وتشويه للدولة ونشر للتشويه والفتنة والانقسام.

في الصعيد الذي عانى طويلاً من شبه غياب الدولة وعدم حضورها خلال العقود الماضية.. انتشر التشدد والإرهاب والتطرف في محافظات الوجه القبلي وتخرج فيها أباطرة الإرهاب ورؤوس الفتنة.. لأنهم وجدوا ضالتهم في عقول مؤهلة.. ومشاعر ممهدة لاستقبال كل ما يقوله الإرهابيون، فالناس كانت تعيش حالة مزمنة من النسيان والإهمال، وتراجع الخدمات إلى أدنى مستوياتها.. لذلك انتشر الإرهاب والثأر والعنف في الصعيد.. وشاهدنا جرائم كثيرة مثل مذبحة الدير البحري، وفتنة وجرائم الإرهابيين في أسيوط وغيرها من الجرائم الإرهابية.

من المؤكد أنه كلما دخلت وانتشرت وتمددت التنمية والبناء وبسطت الخير والوعي والرضا، ذهبت ودحرت ودهست وطردت كل الضلالات والأكاذيب والشائعات واختفى الإرهاب والتشدد والتطرف.

الحقيقة أن ما يشهده الصعيد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي من إنجازات عظيمة وملحمة بناء فريدة يعيد الاعتبار لأهل الجنوب ويؤسس لعهد جديد.. ورغم عشرات المشروعات القومية العملاقة التي وصلت الاستثمارات فيها إلى أكثر من تريليون جنيه، إلا أن مستقبل الصعيد في ظل «حياة كريمة» سيكون أكثر إشراقاً.. ولن يقل عن أي منطقة حضارية في مصر متوفر فيها الخدمات وجودة الحياة الكريمة.. لذلك لن تجد شياطين الإرهاب وأبالسة التطرف والتشدد ما تقوله للمواطن، ولن تفلح في متاجرتها وألاعيبها وأكاذيبها لأن الدولة حاضرة وتبذل جهوداً غير مسبوقة، وجل اهتمامها وجهودها هو توفير الحياة الكريمة وتحسين جودة الحياة ورفع المعاناة عنهم والأخذ بيد الفئات الأكثر احتياجاً.

المواطن نفسه في ظل هذه الملحمة والمعجزة والوعي الكبير هو الذي سيتصدى بنفسه لجماعات الإرهاب والضلال.. وسيعنفهم ويطردهم، ولن يسمح لهم بالأكاذيب والافتراءات.. الآن لديه واقع مختلف.. حقائق على الأرض.

الصعيد سيكون مختلفاً في كل شيء في الشكل والمضمون، فمع ارتفاع مستوى التعليم والوعي وإتاحة الخدمات والفرص.. ستنفجر المواهب والطاقات والإبداعات، فأهل الجنوب هم أهل الحضارة، شأنهم شأن كل مصري عندما تتهيأ له الظروف والفرص، سيصبح خلاقاً ومبدعاً وقيمة مضافة لمشروع مصر الوطني لبناء الدولة الحديثة في الجمهورية الجديدة.

إن أهل الصعيد بالفعل مبهورون بما يقوم به الرئيس السيسي من إنجازات ونجاحات ومشروعات واهتمام كبير بالصعيد وأهله.. لذلك تنتظر منهم مصر الكثير من العمل والبناء والتقدم.

لا وجود لشياطين الإرهاب وأبالسة التطرف والتشدد بين أهالينا في الصعيد.. لأن وعيهم أكبر من أي متاجرات وأكاذيب.. فالدولة معهم وإلى جوارهم.. وأيضاً الفهم الصحيح والوعي الحقيقي هو شعار وعقيدة هذا الوطن في عهد الرئيس السيسي.

أتوقع في 2030.. سيكون الصعيد هو أهم منارات مصر.. لأن أهل الصعيد لديهم مخزون حضاري وجينات العبقرية، كما أن كل مقومات الحياة الكريمة ستكون في متناولهم.. ننتظر منهم الكثير والكثير.. خاصة أن القيادة السياسية تكن لهم كل التقدير والاحترام، وقالت فيهم ما يفوق معاني الشعر وأنهم رجال عمل وهمة وكفاح وشرف.. وأعلنوها أنهم مع الرئيس السيسي وحوله ويدينون له بالفضل بعد المولى عز وجل.

تحيا مصر