في آخر العام أفكارى تقودني لمسار متفائل، ارتباطاً بمتابعتى خلال تلك الأيام للافتتاحات العديدة للمشروعات التنموية بصعيد مصر، وذلك في ضوء استمرارية جهود الدولة لتحقيق الإنجازات الحقيقية بشكل دورى، وبأسلوب علمى مخطط، نراها على الواقع وبشكل ملموس يعكس رغبة حقيقية في البناء والتغيير للأفضل .
أقابل أشخاصًا كثيرة ومختلفة يعملون ويشاركون في مشاريع استراتيجية عملاقة، لم يعلن عن حجم إنجازها بعد، وآخرين يتألقون في مجالات ومناحي عديدة أخرى، يحكمهم الضمير والتحدي ورغبة النجاح وتغيير الواقع، مما عزز بداخلي الأمل والتفاؤل بأن عجلة التنمية تسير برغم كل ما يحاك بالدولة من تحديات، ورغم مواجهتنا لمصاعب الحياة المعيشية خلال المرحلة الراهنة، أدركت إننا نتحدى الواقع بشكل تلقائي وبأسلوب يتوافق مع طبيعة الشخصية المصرية العنيدة رغم كل سلبياتها وتناقضاتها، تكتمل الصورة لو قاومنا أولاً أنفسنا من الداخل، فالبلد مليئة بالشرفاء والمجتهدين ونحن جميعاً مقاتلين بالفطرة دون أن ندرك، وفي رباط إلى يوم الدين.
ووسط تلك الإنجازات غير المسبوقة التى نراها جميعاً، والتي ساهمت في تصدير حالة تفاؤل نادرة وإشعاع لطاقة نور حقيقية وإحياء وتعزيز لأمل في مستقبل أفضل رغم قيود الطريق، إلا أن ذلك لا يمنع أن هناك آخرين يبحثون في دهاليز الظلام، ويرتكزون عليها ويعيشون في رحابها ويصدرون سمومهم وأمراضهم وأصواتهم المضطربة الهزيلة، يتبنون مخططات الإحباط واليأس والتشكيك في النوايا والأهداف بشكل خبيث، ولكن عزاؤنا الوحيد أن تأثيرهم بات محدوداً وسط إدراك شعبى ووطنى عالى
وختاماً، أنقل إليكم رسالة وطنية خالصة، فرغم اعترافنا وإحساسنا جميعاً بتعثر وصعوبة أحوالنا المعيشية ارتباطا بوجوب الإصلاح والتغيير، فنحن دون أن ندرك نقاتل بالفطرة ونتوحد علي الهدف ونحافظ على بقاء الدولة ولا ننساق إلى الأفكار الهدامة المحبطة والعقول الجاهلة المرتزقة، وأستحضر في هذا المقام مقولة "أنظر حولك"، فلابد أن يكون التقدير موضوعي في ضوء السلبيات المتجذرة، فالمرحلة هامة وتاريخية في مسار الوطن والتحدي عميق، ويزداد يقينى بأن الجهود مخلصة وأمينة والنوايا مغلفة بالوطنية لتغيير واقع أليم وصعب تحكمه سلبيات وتحديات عميقة، فلنصبر ونجتهد ونواجه أنفسنا وضمائرنا ونثابر ونتعامل بواقعية مع مقتضيات المرحلة بعيداً عن الأفكار المزيفة الخبيثة، ولابد أن يكون الإيثار والتجرد وإيقاظ الضمير والعمل المتواصل والدعم الواعي عنواناً للمرحلة.
ويقيني دائماً بأن الأمل حاضر بحيوية شبابها وحكمة وخبرة كبارها، فصبر جميل، والخير القادم بإذن الله سيكون خير دليل .
** استشارى الأمن الإقليمى والدولى