صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة "كتابات نقدية" كتاب "انعكاس الثقافة القومية على الإبداع" لـ طلعت رضوان، وتصمين الغلاف لـ أحمد شوقي حسن.
ونقرأ على غلاف الكتاب: يجمع علماء علم الإنسان ( أنثروبولوجيا) أن جدود جدود البشرية، الذين سطروا أول فصل فى تاريخ المجتمعات الإنسانية، على مسرح كوكب الأرض، خلقوا معتقداتهم التى تطورت إلى عقائد تلختص نظرتهم إلى الطبيعة المحيطة بهم، ثم الانتقال إلى مرحلة خلق تصور يتجاوز الطبيعى إلى (ما وراء الطبيعة) وهىي المرحلة التي شهدت ميلاد فكرة ال (توتم T0tem وأنه (حيوان خرافى لا وجود له يعتقد أفراد العشيرة أنهم انحدروا منه) (1) وكذلك اخترعت الشعوب القديمة معتقد ال (تابو) أى الأشياء (المقدسة التى لا يخطر على الناس الاقتراب منها خشية تدنيسها مما يعرض الشخص نفسه للخطر)
ويرى العالم الكبير سيجموند فرويد فى كتابه عن (التوتم والتابو) أن أقرب ترجمة للكلمة هى (الخوف المقدس) (2) وقد أخذت هذه المعتقدات فى النمو إلى أن وصلت (عبر آلاف السنين إلى فكرة خلق الآلهة، فى المجتمعات الإنسانية القديمة. وأن دور هذه الآلهة يرتكز على محورين: الهة لجلب الخير وأخرى لتجنب غضبها. وفى طور أخر من أطوار البشرية، وكتطوير للجانب الميتافيزيقى الذى شغل البشر منذ فجر التاريخ الإنسانى، ابتكر أجدادنا المصريون القدماء، فكرة البعث ووجود حياة أخرى بعد الموت، وفكرة الحساب والثواب والعقاب.. إلخ.. أى أن البشرية قطعت آلاف السنين كى تدعم معتقداتها فى الغيبيات التى تدرجث من ال (توتم) إلى ال (تابو) إلى الأساطير إلى الأديان . ويحفل تاريخ الإبداع الأدبى بالعديد من الأعمال التى تجلى فيها دور الدين فى حياة الفرد والمجتمع، بدءا من الإنتاج الأدبى الذى تركه أجدادنا المصريون القدماء واليونانيون وحتى اللحظة الراهنة. وفى الدراسات التى يضمها هذا الكتاب بعض النماذج من كتابات إبداعية، تجلتى فيها دور الدين ودور الموروث الشعبى، وكيف انعكس هذا التجلى على الشخصيات في بعديه الروحى والمادى.