الإثنين 25 نوفمبر 2024

مقالات

شهور العدة الدراسية!

  • 1-1-2022 | 15:39
طباعة

كانت جلسة احتفالية، مجموعة من نون النسوة مختلفي الأوضاع الاجتماعية ما بين مطلقة وتعول ومطلقة لا تعول ومنفصلة في إجازة زوجية، وأرملة وهبت حياتها لفنون تأمل الرجال! وقررن الاحتفال بهبوب سنة جديدة على أعمارنا

 

وأثناء الجلسة الحريمي جدا وبعد العشاء والرغي والنم قررنا مشاهدة فيلم كوميدي، نستعين به على منازلات الحياة.

 

وقبل أن نحول الجهاز الذكي جدا إلى أحد المنصات العالمية ، فجأة اطل علينا السيد وزير التربية والتعليم صوتا بدون صورة وفيديو، من خلال أحد برامج المساء والسهرة يعلق فيه على أحداث تعليمية بموجب ذهابه إلى البرلمان بعد اعتذارين والثالثة تابتة! وذلك للرد على أكثر من ١٤٠ طلب إحاطة وسؤالا من أعضاء بالبرلمان وتم شطب بعض العبارات الوزارية من المضبطة !

 

بلهجة آمرة منفردة! طلبت منهن الصمت التام والتوقف عن القزقزة ومضغ اللبان حتى استطيع الإنصات العام، وفجأة وجدت الوزير يقول إن (عامنا الدراسي طوله وليس عرضه ١٠٠ يوم فقط لا غير وأن منهج الصف الرابع الابتدائي الجديد وليس المحسن تم تصميمه لعام دراسي مدته ١٨٠ يوما؟ أكيد طبعا فهمت منه إن العيب في عامنا الدراسي القصير جدا وليس بالتأكيد في تصميم المناهج، بمعني أن العام الدراسي عندنا لا يسمع الكلام الوزاري ومشاغب بل من القلة المندسة التعليمية!!

 

وكانت مداخلة الوزير المسائية حتى يشرح ما استغلق على فهمنا في القضايا التعليمية واستعراضا لإجاباته بالبرلمان، ورد الوزير على شكاوى وأسئلة كثيرة منها طول مناهج الصف الرابع الابتدائي بجلالة قدره على سن ورمح حيث أصبح الصف الرابع بهذا المنهج الجديد المقتبس أو المستورد أيهما يصلح للوصف، يعامل معاملة الامتحان القومي تشبهها للثانوية العامة وبنوك أسئلة وكلام كثير كده.

 

وفجأة أيضا وبعد انتهاء كلام الوزير التليفزيوني وقفت وبأعلى صوت لي وقلت لهن في الجلسة "وجدتها وجدتها"، والحل إننا نقدم طلب لمساواة العام الدراسي المصري بمدة العدة الشرعية للنساء من أمثالنا وهي حوالي ١٢٠ أو ١٣٠ يوما.

وبجدية شديدة جدا استكملنا النقاش في ضرورة اقتباس فكرة مدة العدة الشرعية للعام الدراسي، ومع الإلحاح منهن لي شخصيا في أن أتقدم بطلب رسمي لإصدار مثل هذا الفكرة المقتبسة لتطبيقها في عامنا الدراسي المصري ومعاملة العام الدراسي شرعيا مع الأخذ في الاعتبار، الاختلافات بين أوضاع المرأة في حساب أيام العدة وأن يتساوى العام الدراسي مع كل حالة ونوع للنظم الدراسية لدينا.

 

فمثلا المدارس الحكومية الرسمية ترفع لمعاملة خاصة أي مثل شهور عدة الأرملة بواقع ١٣٠ يوما، أما المدارس الأجنبية فهذه لها أوضاع خاصة متفقا عليها في بلادها وعدتها لا تقل عن ٧ أشهر تعليمية أي ٢٠٠ يوم وأكثر .

 

ونظرا لاختلاف الآراء بيننا حول التفاصيل وكيفية التطبيق التي سيتم بناء عليها اقتراح احتساب أيام العام الدراسي، وحسما للخلاف دخلنا جوجل شخصيا نسأله الخبر اليقين وجاءنا الرد فورا، وهي أربعة شهور وعشرة أيام لأرملة أو ثلاث حيضات للمرأة التي تطلق وهذه الحالة الأخيرة يقترب حسابها من مدة العام الدراسي المصري ١٠٠ يوم طبقا لما قاله الوزير بنفسه!؟

 

وحسمت أكبرنا مقاما وليس سنا الجدل أخيرا بالاتفاق على التقدم العاجل بهذا الالتماس بضرورة احتساب ومعاملة العام الدراسي المصري معاملة مثل شهور عدة الأرملة .

 

وبذلك الاقتراح ربما نساعد في فك الاشتباك حول أيهما الصحيح تعليميا، وضع مناهج ضخمة فخمة طويلة بينما عامنا الدراسي مقصوف أيامه بفعل فاعل معلوم بالضرورة، خاصة وقد اشتكي منه الجميع، وعكستها طلبات الإحاطة والأسئلة في مجلس النواب، ولم يكن أولياء الأمور والمدرسون والطلاب في حالة وهم أذن أو مرض بالوهم وهم يشتكون من طول المنهج الدراسي الجديد أذن.

 

والآن بالصوت من غير صورة يعترف وزير التعليم، بأن المنهج الجديد مصمما لعام دراسي مدته ١٨٠ يوما وليس ١٠٠ يوم كما الحالة المصرية .

 

وكان الوزير قد اسمعنا قبل الجلسة البرلمانية، ألذ كلام وتهكم حول المنهج الجديد وكتبه وروعته وعالميته وغيره من المفردات، ثم هو بنفسه وبكلماته يقول سوف ندرس جزءا فقط يلائم الـ ١٠٠ يوم دراسيا.

 

أما الباقي من المنهج فأنا اعتبرته زكاة تعليمية مرحلة إلى أيام أخرى في العام القادم.

 

ويامين يعيش أو يفتكر وقتها كلام الوزير عن العام الدراسي اللذيذ!!

 

ولكن الذي أقلق القعدة الحريمي جدا ليس الاختلاف حول كيف نحسب العدة في العام الدراسي وهل تكون كما المطلقة البائنة أو الأرملة وإنما ومنهم أستاذة تربية كانت تحاورني في الجلسة وكادت تصاب بنوبة ضغط لولا أني أسعفتها بكلام عن أن هذا تجديد في الفقه التعليمي وأن تحاول التجديد مع الدكتوراه التي حصلت عليها في كيف تضع المنهج الدراسي المناسب والصحيح للوقت الدراسي، وأن جودة المنهج من موضوعاته (وليس منها البطريق) وأن قوانين الجودة العالمية أيضا في تطابق وصلاحية مدة تدريس المنهج ووضعه في خطة زمنية صحيحة وأن ذلك يدرس في السنوات الأولى ليس بكليات التربية فقط وإنما في كل التخصصات التي تتطلب مشروعات وخططا، بل ضربت لها مثالا عن جودة العام الدراسي في فنلندا وكان الوزير عائدا منها، وكيف أنهم في فنلندا يذهبون إلى المدارس في عز البرد وهطول الثلج، وأن المنهج هناك للجميع، وليس لديهم أيام عدة دراسية وأنهم يأخذون بالأسباب ومنها أن المنهج يتم وضعه ليلائم مدة وأسابيع الدراسة تطبيقا لجودة ولذة ليس التعليم وإنما كأي مشروع في الحياة من الهندسة إلى التكنولوجيا، ويدربون المعلمين عليه، وليس لديهم عجزا بأعداد المدرسين أو يتعاقدون معهم بمقاولة تعليم ثلاثة أشهر فقط لإصلاح وتهذيب المدارس، وابن الوزير كما الفئات الأخرى لديهم عدة شرعية لأيام الدراسة للجميع.

 

وأغلقنا التلفاز على تاريخه لنستمتع بالفشار والقزقزة مع بابا نويل .

أخبار الساعة

الاكثر قراءة