نحو 157 عاما مرت على تأسيس البريد المصري، في صورته الحديثة، حيث يعد من أعرق المؤسسات المصرية، ومنذ تأسيسه عام 1965 وقد مر بالعديد من التغيرات والتطورات حتى نجح في الفترة الأخيرة في النهوض بمستوى خدماته وتطوير مكاتبه وفروعه لتقديم أفضل خدمة للمواطنين في كافة أنحاء الجمهورية.
وتعتبر مصر من بين 22 دولة ساهمت فى تأسيس الاتحاد البريدى العالمى، كما كان لها دورا فاعلا في تأسيس اتحادات البريد العالمية والعربية والأفريقية، فكانت مصر من بين 22 دولة ساهمت فى تأسيس الاتحاد البريدى العالمى عقب مؤتمر 1874 واختيرت عضواً فى هذا الاتحاد، بجانب إسهامها العربي والأفريقي.
وفي مصر مر البريد بالعديد من المراحل والتطورات، حيث بدأ منذ عهد الفراعنة واستمر في التطور في العصور التالية حتى أصبح في صورته الحديثة هكذا.
بداية البريد المصري
تأسس البريد المصري الحديث في مثل هذا اليوم 2 يناير عام 1865، في عهد الخديوي إسماعيل، وكان قبل ذلك اسمه "البوستة الأوروبية"، حيث قام إيطالي في الإسكندرية يدعى "كارلو ميراتى" بإنشاء إدارة بريدية على ذمته لتصدير واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وكان يتولى تصدير وتوزيع الرسائل نظير أجر كما قام بنقل الرسائل بين القاهرة والإسكندرية.
لكن الخديوي إسماعيل أدرك أهمية البوستة الأوربية وقام بشرائها من " كارلو ميراتى" بعد وفاة شريكه "تيتو كينى" وكان ذلك في 29 أكتوبر 1864 وقد عرضت الحكومة المصرية على " كارلو ميراتى" وظيفة مدير عام البريد.
وبالفعل في 2 يناير 1865 نقلت ملكية البوستة الأوربية إلى الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم يوماً تاريخياً للبريد المصري وعيداً للبريد يحتفل به كل عام، وفي البداية ألحقت مصلحة البريد في أول أمرها بوزارة الأشغال ثم نقلت تبعيتها بعد ذلك لعدة وزارات وفى ديسمبر 1865 تم إلحاقها بديوان عام المالية.
وتأسست الهيئة العامة للبريد عام 1966 بقرار من رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر، وبذلك حلت محل هيئة البريد، ثم أعقبها عدة مراحل فيما بعد، ومنها:
- صدور القانون رقم 16 لسنة 1970 بنظام البريد المصري
- صدر القانون رقم 19 لسنة 1982 بإنشاء الهيئة القومية للبريد كي تحل محل الهيئة العامة للبريد على أن تتبع وزارة المواصلات.
- وفى عام 1999 أنشئت وزارة الاتصالات والمعلومات لتتولى الإشراف على الهيئة القومية للبريد والشركة المصرية للاتصالات والمعهد القومى للاتصالات.
- وقد أسهمت تبعية هيئة البريد إلى وزارة الاتصالات والمعلومات فى تحديث خدماتها وتقديمها بصورة أكثر كفاءة وفاعلية .
متحف البريد المصرى
وقد تحول مبنى البريد في ميدان العتبة إلى متحف للبريد المصري، توثيقا لبداية هذه المؤسسة، وقد تم افتتاح هذا المتحف أثناء اجتماع مؤتمر البريد العالمي العاشر بالقاهرة عام 1934 ، وذلك أثناء حكم الملك فؤاد الأول، ثم تم تجديد المتحف مرة أخرى ثم تم افتتاحه وذلك يوم الثلاثاء السابع من فبراير عام 1989.
- يقع هذا المتحف في ميدان العتبة بالقاهرة في مبنى البريد وذلك بالدور الثانى من المبنى.
- يتكون من قاعتين وردهة طويلة ورواق، بمساحة 543 متراً مربعاً تقريباً.
- يحتوى المتحف على أقسام عديدة أهمها القسم التاريخي الذي يعرض فيه مجموعة من أوراق البردي والرسائل القديمة في عصور مختلفة كرسالة العصا، ورأس الجنديو لوحة نارمر، ومحابر من العهد الفرعوني والروماني والقبطي، وتمثال للكاتب في عهد الدولة القديمة، ونماذج من بعض الرسائل والخطابات.
- كما يضم وثائق كثيرة كعقد امتياز شركة البوستة الأوربية وأول منشور لمصلحة البريد في عهدها الحكومي.
- كذلك قسم طوابع البريد المصرية والأوراق المتنوعة والكلشيهات ومجموعات طوابع البريد المصرية والعربية والأفريقية والأوروبية والآسيوية والأمريكية والاسترالية وغيرها.
- وقسم أدوات البريد من موازين وحقائب ومفاتيح وصناديق.