الأحد 5 مايو 2024

"سنوات الخماسين" ما بين يناير الغضب ويونيو الخلاص لـ"ياسر رزق"

غلاف الكتاب

ثقافة2-1-2022 | 15:35

أبانوب أنور

صدر حديثًا كتاب "سنوات الخماسين" ما بين يناير الغضب ويونيو الخلاص للكاتب الصحفي ياسر رزق، ويضم الكتاب بين صفحاته الـ 397، ملخصًا للفترة الزمنية الأخيرة التى مرت بها مصر، منذ يناير 2011 حتى يوينو 2013 ويعد هذا الكتاب هو جزء أول من ثلاثية عن "الجمهورية الثانية" .

ويتناول الكاتب في كتابه سبعة فصول هي سقوط الجمهورية الأولى والانتقالية الأولى وعمود الخيمة وجمهورية السراب وجماعة الفكر، وبداية النهاية وإسقاط جمهورية السراب، ورجل الأقدار، وطريقه السياسي إلى الاتحادية، ويحوي الكتاب عددًا من الملاحق المهمة، منها مقالات في قلب العاصفة والنص الكامل لأول حوار مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وبالصور أخطر 1200 يوم في تاريخ مصر.

ويقول ياسر رزق في مقدمة الكتاب: " قبل أن أبدأ هذه ليست محاولة الكتابة تاريخ، إنها محاولة لقراءة حاضر، علنا نهتدي بها عند مفارق طرق قد تقابلنا في المستقبل.

فلا يمكنك أن تؤرخ لأحداث ماض قريب، بينما هي تنبض وتتحرك وتتفاعل، أو هي مازالت تدهي وتوجع وتؤثر

لكن يمكنك أن ترصد مجريات أمور تتړي، بعدما تتقصی مسبباتها وتفتش عن جذورها.

ليس هذا أوان التاريخ لما جرى في مصر في العقد الثاني من الألفية الجديدة، الذي اعتبره -وهذا رأيي- أكثر الحقبات صعوبة وتقلبات، وأشدها جزرا ومدا في تاريخ مصر الحديث والمعاصر.

ربما يحين الأوان عندما تكتمل كل مكونات "البازل" المصري في ذلك المنعطف غیر المسبوق أمام من يتصدى لمسئولية التاريخ.

ربما يحل وقته عندما تصبح الخفايا ظاهرة، وتبوح الخبايا بمكنوناتها.

وربما يأتي زمانه عندما يتوافر لمسئولية كتابة التاريخ، جيل لم يعاصر ولم يعش وقانع ما جرى، ولم يتأثر بميول واتجاهات ونوازع ذاتية، تحول بينه وبين كتابة سجلات الوطن.

أما قراءة ما حدث، فهي واجب على من عاش وعائي وسمع ورأي واشتبك؟

لقد قدر لي أن أكون واحدة من هؤلاء كمواطن ظل يحلم بمصر في مكانة أخرى تستحقها، لكنه وجد وطنه على حافة جرف مهددة بالسقوط من حالق، ليتمزق شظايا على القاع السحيق.

وكصحفي آل على نفسه، أن يستقي الأنباء، ويستقصي الأبعاد، ويحصل على معلومات من صانعي الأحداث، دون تواتر أو عننة وأيضا كشاهد على محطات حاسمة ووقائع مفصلية، بعضها معلوم للقلة، وعلى مواقف فارقة معظمها في طي الكتمان، عشتها وتابعتها رأي العين، من غير حاجة لأن أعاينها بأنظار آخرين.

هذا الكتاب هو جزء أول من ثلاثية عن "الجمهورية الثانية " أرجو أن يمتد بي العصر لكي أتمها.

أدون في هذا الجزء، وقائع عاصرتها وعايشتها وعلمت بها من مقدمات ومجريات ثورة 20 يناير 2011، والتي أسقطت جمهورية أولى، قامت يوم 18 يونيو 1953 إثر زوال الحكم الملكي الأسرة محمد علي".

أضاف رزق: " أحاول في هذا الجزء من ثلاثية "الجمهورية الثانية" أن أرصد وقائع مرحلة الانتقال الأولى، حين تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة دولة، كانت تترنح بفعل رياح ثورة، وعواصف إقليم ومخططات قوی کبري، أرادت تغيير خريطة المنطقة بحراب أبنائها.

أقدم شهادتي عن تلك المرحلة الحرجة، التي انتهت بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب كانت عصمة أمره بيد جماعة اختزل فيها الشعب، فاقتاد البلاد تحو طريق الهلاك.

أكتب عن وقائع عشتها، وكنت شاهدة عليها، أثناء عام حكم الإخوان لمصر، وربما أتاحت إلى الظروف أن أرقب عن كثب، شرر الغضب الشعبي منذ بدا يبرق، حتى تحول إلى حريق هائل، قوض نظام المرشد في ثورة كبرى لم يعرف التاريخ العالمي المعاصر لها مثيلا أكشف أسرار بطولات رجال، وتفاصيل أدوار شخصيات فيما بين الثورتين، وما بعد ثورة يونيو الكبرى، وأعرض مفارقات أقدار كانت ذروتها حينما خرجت الناس تنادي ببطل شعبي، حاكما ينقذ البلاد وينهض بالأمة، حتى استجاب البطل لتداء الجماهير، وترشح وفاز وأدي اليمين، ليشرع في مهمته الوطنية مستعينة بالله والشعب.

لست أزعم أنني أحتكر الحقيقة، أو أنني أمتلك كل جوانب الوقائع.

فقط أكتب من زاوية رؤية.

منها أرنو إلى المشهد، وأطالع ما تيسر لي من تفاصيله، بما أدركه من ألوان وظلال وحركة وعلاقات بين فسيفساء الصورة، قد لا تكون الزاوية متسعة 180 درجة، على نحو ما كنت أتمنى، لكنها كافية للنظر دونما خداع بصر أو خديعة يصيرة..!

أكتب برأي العين عما شاهدت بناظري من غير خائنة أعين، وأرصد بسماع أذن دون اختلاط أصوات، وأسطر تفاصيل وقائع وحادثات، بل وأسرار مواقف وأبعاد قرارات، مازال صناعها أحياء، ويملكون الرد والإيضاح، ولم أجنح أبدا إلى الحديث عن أشياء، شهودها كلهم رحلوا، لا يقدرون على التعقيب.

لست أدعى فيما أكتب حيادة، لكني أزعم أنني كنت أتوخي الموضوعية قدر ما أستطيع.

وقناعتي دائما أنه لا حياد بين حرية وطغيان، ولا بين حق وباطل، ولا بين جمهورية أمل تقوم على أكتاف الجماهير، وجمهورية سراب روج لها الأهل والعشيرة.

وأفتخر بأنني ما كنت يوما من أصحاب الأعراف في قضايا وطني.

هي زاوية رؤيتي لتلك الحقبة في هذا الكتاب.

أرجو أن تكون عونا لجيل قادم، يجمع زوايا الرؤية كلها في منظور واحد، تطل منه الأجيال الآتية على مرحلة فاصلة من عمر بلادها، عندما يأتي زمان كتابة التاريخ..!".