بعث قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكدرية بطريرك الكرازة المرقسية، رسالته البابوية لعيد الميلاد المجيد 2022، وترجمتها إلى 12 لغة، من بينها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والصينية واليابانية والسويدية والدنماركية؛ لتهنئة جموع الأقباط في مصر وبلاد المهجر بعيد الميلاد.
فيما يترأس البابا تواضروس، صلوات قداس عيد الميلاد المجيد من كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة بمشاركة مجموعة من أباء المجمع المقدس والكهنة والرهبان وعدد محدود من شعب الكنيسة بسبب الظروف الخاصة بفيروس كورونا المستجد.
ويحضر الصلاة عدد من كبار رجال الدولة والمسئولين والمحافظون ومندوبون عن الأزهر الشريف والأوقاف والدبلوماسيون وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والشخصيات العامة، ويتم نقل الصلوات عبر التلفزيون المصري والقنوات الفضائية والقنوات المسيحية وقناة coc، التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وجاء في نص الرسالة: "أهنئكم أيها الأحياء ببداية العام الجديد 2022، وأيضا بعيد الميلاد المجيد بحسب التقويم الشرقي اهنتكم في جميع الكنائس القبطية خارج مصر بأمريكا وكندا وأمريكا الجنوبية وأوربا والكرسي الأورشليمي بالقدس وأفريقيا وايضا في كنائس الخليج العربي وكنائس استراليا وكافة المدن التي بها كنائس قبطية. أهنيء جميع المطارنة والأساقفة والأباء الكهنة، القمامصة والقسوس والآباء الرهبان الذين يخدمون خارج الأديرة وأيضاً الرهبان والراهبات في الأديرة، كما أهنيء كل الأراخنة والأسر القبطية والشباب والأطفال والشعب القبطي كل سنة وحضراتكم بخير وسنة جديدة سعيدة على الجميع.
وتابع قائلا: في ميلاد ربنا يسوع المسيح فرحة كبيرة جدا في كل عام رسائل عديدة نتعلمها من ميلاد مولود المزود في قرية بيت لحم في أورشليم. رسائل يقدمها لنا هذا الميلاد، ميلاد ربنا يسوع المسيح الذي جاء ليبدأ ا رحلة الخلاص للإنسان من الخطية والسقوط الذي كان أولا من خلال آدم وحواء ونتيجة هذا السقوط ظل العالم كله ينتظر من يأتي ليخلصه إلى أن جاء اليوم السعيد، يوم الميلاد المجيد لربنا يسوع المسيح. وبهذا الميلاد قدم لنا رسائل عديدة في حياتنا وأريد أن اقدم لكم بعضا من هذه الرسائل التي يمكن أن تفيدنا في حياتنا.
الرسالة الأولى، الميلاد يعني البداية الجديدة: هو بداية جديدة والبداية دائما تمتلئ بالفرح والرجاء والأمل، عندما يبدأ الانسان مشروعا أو دراسة أو عائلة، يبدأ في تكوين بدايات جديدة التي دائما تملأ الانسان بالفرح. لذلك هذه البدايات الجديدة تعبر عنها في صلواتنا الصباحية ونقول؛ فلنبدأ بدأ حسنا، أنت تبدأ من جديد فربما كان العام الماضي فيه بعض الضعفات أو السهوات او حتى الخطايا فأنك تبدأ هذا العام الجديد بدأ حسنا. والخلاصة، أبدا من جديد وقدم عهود وتعهدات امام الله وقل مع داود النبي تعهدات فمي باركها يا رب (مزمور 119 108).
أما الرسالة الثانية من رسائل الميلاد المجيد، أنه يقدم لنا نوراً للحياة، تلاحظون معي أن ميلاد ربنا يسوع المسيح حدث ليلا وكان في المزود، ولكن في ظلمة الليل يظهر الملاك بنور عظيم ويبشر الرعاة قائلاً لهم ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب (لوقا 2: 10) وظهر هذا النور في وسط عتمة الظلام. هكذا الملائكة عندما أنشدوا تسبحة الميلاد "المجد لله في الأعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة" (لوقا 2: 14)، كان هناك نور وكان النور أيضا يملأ المزود. عندما ولد المسيح، انبثق النور من مولود المزود ببيت لحم وملأ المكان نورا النور يعني الاستنارة في حياة الإنسان والجدية والاجتهاد لذلك نقول في صلواتنا الصباحية بنورك يا رب نعاين النور والنور يجعل الإنسان يعيش في الاستقامة لأن النور كما تعرف يسير في خطوط مستقيمة هذه هي رسالة الاستقامة التي يجب أن يعيشها الإنسان، ليمارس مسئوليات حياته اليومية مواصلا حياة الاستقامة. ونحن نصلي كل يوم وتدعو الله فنقول: قلبا نقيا أخلق في يا الله وروحا مستقيما جدده في أحشاني (مزمور 51)، الخلاصة، سلوكك اليومي وحياتك بشكل عام تكون واضحة في النور لأنها تحدث في النور بروح الاستنارة القلبية والحكمة وروح التمييز.
والرسالة الثالثة فهي، رسالة الدعوة: الميلاد دعوة جديدة. فعندما يولد طفل، يكون هناك دعوة لمسئوليته ورسالة في حياته يمارسها في عمره الطويل الذي وهبه الله له لذلك تردد في الصلوات الصباحية نفس الكلمات التي وردت على لسان القديس بولس الرسول في قوله أسالكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إلبها (افسس 4: 1)، هناك دعوة من خلال ميلاد المسيح في هذا المزود الذي كان بداية جديدة ونور جديد وكان أيضا دعوة لرسالة الخلاص التي تممها المسيح على الصليب لذلك نقول ان لكل واحد فينا دعوة، ومسئولية، فرسالة الله أنه خلقك من أجل قصد معين يتممه الآب، الأم، الخادم، الخادمة، وكل مسئول ، كيفما تكون مسئولية الإنسان وتؤكد أن لحياتك معنى وقصد عند الله لذلك كان الميلاد دعوة جديدة.
وتابع: أخوتي وأحياتي، الميلاد بداية جديدة، نور جديد، دعوة جديدة يمارسها الإنسان في حياته، اكرر تهئنتي القلبية بمحيتي لكم جميعا، أرسلها لكم من المقر البابوي من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، القاهرة، مصر مرسلا لكم تحيات أباء المجمع المقدس والأباء الكهنة والآباء الذين يخدمون في كل كنانس مصر وصلواتنا ودعواتنا لكم من خلال أباء الأديرة القبطية في مصر متمنيا لكم مع رسالتي هذه دوام الصحة والعافية ليعطيكم الرب نعمة وصحة كاملة، حافظاً اياكم حتى وإن كانت أزمنة وباء وجائحة ولكن لنا ثقة كما يقول داود النبي الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، الرب حصن حياتي ممن أرتعد (مزمور 27) تهنئتى القلبية لكم جميعا، راجيا لكم كل خير وسعادة في العام الجديد ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد أمین.