السبت 1 يونيو 2024

النائب طارق الخولى: تجربة شباب ٣٠ يونيو داخل البرلمان مثمرة

28-6-2017 | 13:59

 

حوار: رانيا سالم

عدسة: محمد فتحى

 

من رؤيته المحايدة لثورة ٣٠ يونيو، وتقييمه لأداء النواب الشباب فى البرلمان، بدأ الحوار مع النائب البرلمانى، طارق الخولى، أحد رموز ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.

«الخولى» فى سياق حديثه لم يخف أمله فى أن ينجح شباب ٣٠ يونيو فى بلورة تجربتهم فى البرلمان ومؤسسات الدولة التنفيذية، كمساعدين للوزراء والمحافظين، وثمن دور القيادة السياسية الحالية التى نجحت فى إعادة دمج الشباب عبر مؤتمرات الشباب والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، وحتى لجنة العفو عن الشباب فى السجون... وكان الحوار التالى:

 

بداية.. من وجهة نظرك ما أبرز إنجازات ثورة ٣٠ يونيو؟

تتجلى إنجازات ثورة ٣٠ يونيو فى عظمة أداء شبابها وتصديهم ومواجهتهم لجماعة الإخوان الإرهابية، عندما خرج الشباب المصرى سواء فى صورة جماعات منظمة كحركة تمرد، أو حتى بشكل فردى لجمع التوقيعات لعزل النظام الإخوانى والتظاهر فى الميادين للمطالبة بإسقاط هذا النظام الإرهابى.

لكل ثورة أخطاؤها.. ما الأخطاء التى وقعت فيها ٣٠ يونيو؟

ثورة ٣٠ يونيو وقعت فى نفس أخطاء ثورة ٢٥ يناير، وهو الفشل فى عدم إيجاد كيان سيايى لترجمة شعارات الثورة، فلم تتم صناعة كيان سياسى يعبر عن الثورة ومبادئها وأفكارها، وقبل ٣٠يونيو تم إجهاض كل من حاول صناعة مشروع سياسى لحزب ناجح من قبل الجماعة الإرهابية.

لكن شباب ٣٠ يونيو ومن قبل شباب ٢٥ يناير ما يزال لديهم أمل فى وجود كيان سياسى فى شكل حزبى يترجم شعارات ٣٠ يونيو فى برنامج سياسى ويسعى إلى تحقيقه، وعلينا أن ندرك أن عدم وجود أحزاب سياسية تستوعب الشعب المصرى بكافة أطيافه يشكل خطر ا على البنية الديمقراطية المصرية، فالدستور المصرى نظم الحياة السياسية على أساس حزبى، وفى حالة غياب هذه الأحزاب سيفتح الطريق أمام عودة الجماعات المتطرفة.

لكن هناك بعض التجارب الحزبية القائمة على فكرة الشباب.. تعقيبك؟

لا أنكر أنه هناك من حاول ممارسة تجربة حزبية جديدة خلال السنوات الأربع الماضية- دون الخوض فى ذكر أسماء بعينها- لكن هذه التجارب لم تتم بلورتها بشكل واضح، والدليل ظاهرة الانشقاقات والانقسامات التى أصيب بها بعض الأحزاب، فهناك تجارب شهدنا جميعا تصدعات وانشقاقات داخلها، ووصلت حتى ساحات القضاء، ويمكن أن نرجع عدم بلورة هذه التجارب إلى عدم الاستقلال المادى لهذه الكيانات الحزبية وسيطرة رؤوس الأموال عليها، كما أن الأحزاب قائمة على أشخاص وليس على مؤسسة، يذهب فيها الأشخاص لتبقى المؤسسة، كما هو الحال فى الحزب الديمقراطى بأمريكا، الذى تتعاقب عليه الأشخاص والرموز لكنه يبقى الحزب الأقوى.

بصفتك نائبا برلمانيا.. كيف ترى تجربة شباب يونيو فى البرلمان؟

تجربة شباب ٣٠ يونيو داخل مجلس النواب تجربة مثمرة، فالشباب لديهم آمال ويحاولون ترجمة كافة أحلامهم، ومنهم من حقق بالفعل علامات وإنجازات تحسب لهم ، لكن حجم التحديات أكبر من الإمكانيات، فالجيل الذى يسبقه لا يعطيه مساحات كبيرة للتحرك وبلورة تجربته، وكواليس العمل البرلمانى تكشف عن هذه الحالة بشكل كبير، لكن هذا لايمنع أن هناك شبابا يحاول تقديم تجربة محترمة ويصنع نموذجا برلمانيا جيدا يحتذى به، والتجارب لا تمنح لكنها تنتزع، والجيل الحالى من الشباب ينتزع بشكل مستمر فرصته لإثبات نفسه وتجربته.

عام الشباب، البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، مؤتمرات الشباب، خطوات تخطوها القيادة السياسية المصرية نحو الشباب.. كيف رأيتها؟

من أكثر المسارات الناجحة التى اتخذتها القيادة السياسية الحالية فى خطابها للشباب، وهى تعبر عن وعى واهتمام وإدراك من القيادة السياسية لأهمية استغلال الشباب فى مرحلة البناء، ولهذا جاء البرنامج التأهيلى للكوادر السياسية و مؤتمرات الشباب الدورية وإطلاق عام للشباب بشكل متواز، وهو ما أحدث فارقا بالتأكيد.

لكن يبقى على هذه التجارب أن تتحول من المواد العلمية النظرية إلى التطبيق العملى، وأخص بالذكر البرنامج التأهيلى للقيادات الشابة، فجزء الخبرة والاحتكاك بالعمل المباشر من مواجهة التحديات والصعوبات والإمكانيات والتغلب عليها هى الأهم، فلابد من الاستعانة بهؤلاء الشباب كمعاونين للوزراء والمحافظين لترجمة المواد النظرية بالاحتكاك بالعمل المباشر، ليصبح لدينا شباب فى الوزارات والمحافظات والبرلمان والأحزاب، وهم جميعا شباب يصنع جيلا جديدا تثمر عنه حياة سياسية سليمة.

كعضو مشارك فيها.. كيف ترى لجنة العفو الرئاسى عن الشباب؟

فلسفة تكوين اللجنة قائمة على أن كل شاب لم يرتكب أعمال العنف ويرغب فى العودة والاندماج فى المجتمع فهناك فرصة لأن يعود، وهناك بالفعل عدد من الشباب شارك فى تظاهرات سلمية وتم حبسه لثلاث وخمس سنوات، لتأتى اللجنة لترفع الكابوس عن هؤلاء الشباب وتعطى لهم الأمل ليس للعودة فقط ولكن للاندماج مرة ثانية فى المجتمع.

وكعضو مشارك فى اللجنة فتم دراسة عدد كبير من الحالات، وأثمر ذلك عن خروج دفعتين أولهم ٧٢ شابا والثانية ٢٠٣، ومازلنا نتطلع لخروج دفعات أخرى، فالأمر يعبر عن وعى المؤسسة الرئاسية بأهمية خروج الشباب ودمجهم سواء بعودتهم للعمل أو لدراستهم، حتى إن الأمر تطرق لإعادة النظر فى الحبس الاحتياطى وقانون الإجراءات الجنائية، وهو الأمر الذى يتطلب جراحة قانونية.

وماذا عن مشاركة الشباب فى المجالس المحلية؟

لم تتضح حتى الآن أسباب معوقات تأخير قانون الانتخابات المحلية، فبالتأكيد وجود انتخابات أفضل، لأنها ستستوعب عددا ضخما من الشباب، ١٢٪ من المجالس لابد أن تكون من الشباب وفقا لما نص عليه الدستور.