أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس في ختام فعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة التي استضافتها شرم الشيخ، تكليف الأكاديمية الوطنية للتدريب بإعداد برامج تدريبية متخصصة للشباب العربي والأفريقي.

وأوضح الرئيس السيسي أن هذه البرامج لتطوير مهارات الشباب لمواجهة المتغيرات الناجمة عن جائحة كورونا والصراعات الحالية وفي مقدمتها تطوير القدرات الشبابية في ريادة الأعمال والتكنولوجيا، حيث أكد خلال فعاليات المنتدى أن الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب جاهزة لاستقبال جميع الأشقاء، مضيفا: " الأكاديمية الوطنية للتدريب وأي حاجة موجودة في مصر متاحة للجميع لبناء القدرات، الأكاديمية الوطنية جاهزة لشباب اليمن وكل الشباب، وفيه أشقاء يحضروا إلى الأكاديمية بكل تواضع".

 

استمرار للدبلوماسية المصرية ودورها

وعن أهمية ذلك، قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بورسعيد، إن منتدى شباب العالم بعد اعتماده من قبل الأمم المتحدة أصبح منصة دبلوماسية للسياسة الخارجية المصرية وأحد أدوات القوى الناعمة، فأصبح له تأثير كمواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن شباب العالم الذي جاؤوا إلى مصر وأرض شرم الشيخ شاهدوا بأنفسهم الوضع الحقيقي في مصر بعيدا عن التحيز الغربي ضد مصر.

وأكد سنجر، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المنتدى منصة مهمة يجب الحفاظ عليها للاستماع للشباب كقوة دفع للمجتمعات لأنهم طاقة كبيرة وراغبين في بناء أوطانهم، موضحا أن الأكاديمية الوطنية للتدريب هي حاضنة مصرية للشباب وتعيد للأذهان مصر الرائدة في ستينيات القرن الماضي والتي كان لها وجود كبير في أفريقيا والعالم العربي بالثقافة والسينما والتعاون والدورات التدريبية.

وأشار إلى أن الطلبة الذين تخرجوا في الأكاديمية الوطنية للتدريب أشادوا بما تلقوه فيها من برامج تدريبية لأنها تسير بمعايير أكاديمية منضبطة تحقق أهداف المتدربين، موضحا أن هذه الأكاديمية واستقبالها للطلاب الأفارقة والعرب كما قرر الرئيس السيسي هو استمرار للدبلوماسية المصرية ودورها لأن هؤلاء الشباب هم قادة رأي وفكر في أوطانهم.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن المنتدى يحقق مكاسب مهمة منها إظهار حقيقة الوضع في مصر كدولة مستقرة وآمنة، وكذلك يعمل على الترويج للسياحة لأن مدينة شرم الشيخ ذات طبيعة جغرافية وسياحية مميزة، مضيفا أن تسويق مصر بهذا الشكل من خلال المنتدى ينعكس إيجابيا على صورة مصر عالميا.

وأوضح أن منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة كان محل اهتمام من كثير من المتابعين داخليا وخارجيا، فكانت شفافية الرئيس السيسي في عرض الموضوعات محل اهتمام وكذلك توضيحه لطبيعة المصريين والتحديات التي واجهها الشعب المصري، كما تحدث الرئيس السيسي بشفافية عن حقوق الإنسان وأوضاعها في مصر

وشدد على أن مصر دولة مركزية وهامة ومستقرة، وخاصة أن الكثير من دول الجوار لا تزال تعاني من أحداث العنف والصراعات وتداعياتها على الدولة الوطنية.

توصيات منتدى شباب العالم

وفي ختام فعاليات المنتدى، أعلن الرئيس السيسي عددا من القرارات من بينها، إعلان العام 2022 عاما للمجتمع المدني، مكلفا إدارة المنتدى والجهات والمؤسسات المعنية بالدولة بإنشاء منصة حوار فاعلة بين الدولة وشبابها ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية.

وكذلك تكليف إدارة المنتدى بتفعيل مبادراتها التي أطلقتها بإنشاء حاضنة عالمية لرواد الأعمال والمشروعات الناشئة والصناعات الصغيرة، بالتنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء والجهات المسؤولة مع التوسع في إشراك القطاع الخاص ومؤسسات التمويل الدولية وشركاء التنمية في هذه المبادرة، وتكليف إدارة منتدى شباب العالم، بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة، بتكوين مجموعات من شباب مصر والعالم للمشاركة الفورية في إجراءات الإعداد لقمة المناخ الـ27 المقرر انعقادها في مدينة شرم الشيخ

كما أعلن الرئيس السيسي أيضا تكليف رئاسة مجلس الوزراء بإعداد تصور شامل مع شركاء التنمية؛ لتحقيق امتداد افريقي لمبادرات التنموية المتحققة في مصر، وتكليف الأكاديمية الوطنية للتدريب بإعداد برامج تدريبية متخصصة للشباب العربي والأفريقي؛ لتطوير مهاراتهم لمواجهة المتغيرات الناجمة عن جائحة كورونا والصراعات الحالية وفي مقدمتها تطوير القدرات الشبابية في ريادة الأعمال والتكنولوجيا.

كما كلف إدارة منتدى شباب العالم بتفعيل منصة حوار تفاعلي دائمة لشباب العالم وشباب مصر لتبادل الرؤى والأفكار على أن يتم عرض نتائجها بشكل دوري على مختلف مؤسسات الدولة لتمثل هذه النتائج رؤية استشرافية للدولة تجاه كافة القضايا والموضوعات ذات الاهتمام، وتكليف إدارة المنتدى والجهات المعنية في الدولة بإطلاق حملة دولية قوامها الشباب المصري وشباب العالم المشارك في المنتدى؛ للتعريف بقضايا الموارد المائية الدولية.

كما أعلن تكليف رئاسة مجلس الوزراء، وبالتنسيق مع أجهزة الدولة ومؤسساتها ذات الصلة، بإعداد تصور شامل يعبر عن رؤية الدولة المصرية لإعادة إعمار مناطق الصراع إقليميا.