أحد رواد الفن الشعبي في مصر، وتميزت أغانيه بالحس البلاغي الفريد والبساطة الساحرة التي تخاطب القلب مباشرة، و عندما نستمع إلى أغانيه، نفخر باللغة العامية المصرية، التي يستطيع أن يشدو بها لتوصيل المشاعر ببلاغة تصل إلى مختلف الفئات، و يقف في رحلة الفن الشعبي المصري، كأيقونة للبساطة والصدق، بأسلوبه الذي يجمع بين الإحساس الشعبي والعبقرية اللغوية، حملت أغانيه هموم الناس وأحلامهم، وزرع بها بذور الفرح والأمل في نفوس المستمعين، إن أغانيه ليست مجرد كلمات وألحان، بل هي مرايا تعكس نبض الشارع وروح المجتمع المصري إنه «نجم الموال الأول» والذي لقب بـ «أستاذ الموال».. الفنان شفيق جلال.
وقدم شفيق جلال العديد من الصور والبرامج الغنائية للإذاعة مسيرته الغنائية من أبرزها: «أوبريت المعرض، وشارك في أوبريت «الليلة الكبيرة»، و«الزفة»، وتميزت أغانيه بالشجن والحزن، كما أنها لا تخلو من حس الفكاهة على المسرح، فكان يتغنى بالكلمات، ويقف عند بعض جُمل الأغنية، أو يتغنى بما في رأسه ارتجالًا.
بداية مبكرة
ولد الفنان المطرب الشعبي شفيق جلال فى مثل هذا اليوم 15 يناير1929م، بحي الدرب الأحمر بالقاهرة، وكان وحيد والديه، واسمه كاملًا هو شفيق جلال عبد الله حسين البهنساوي، وكان والده عازف وممثل فى فرقة علي الكسار، ولأن شفيق طفل وحيد لم يلحقه والده بالتعليم.
وبدأ شفيق جلال حياته مطربًا فى الأفراح، وأخذه والده وقدمه إلى بديعة مصابني ليغنى المونولوج فى صالتها بين فقرات برنامج الصالة، وكان عمره 9 سنوات وتنقل بين ، الكازينوهات يغنى المونولوج والأغانى الشعبية
وقم بالغناء و هو شابًا في حفلات الزواج وقام بجولة عبر الأقاليم حيث جمع بين خفة الروح وحلاوة الصوت، وتميز بأغانيه الشعبية، حيث كان يطرب جمهوره وهو يغني في المجالس الشعبية إلى أن تم اعتماده من الإذاعة.
اعتمد شفيق جلال من قبل الإذاعة المصرية عام 1943، وكانت أول أغنية ناجحة له بالإذاعة هى «يا عم يا جمال».
السينما وأول مشاركة
غنى شفيق جلال، وفى إحدى الحفلات على مسرح سينما الحلمية، ضمن دعاية لأحد مرشحى البرلمان، وسمعت عنه المنتجة عزيزة أمير، وأرسلت تبحث عنه، والتقى «شفيق» بالمنتجة التى عرضت عليه الغناء والتمثيل فى فيلم «سر طاقية الإخفاء» ونجح الفيلم، وكانت أولى خطواته مع عالم السينما، وتعاقدت معه عزيزة أمير بعد ذلك على مسرحية «تاكسي حصاوي» مع شكوكو وفرقته عام 1948 وفيلم «الأستاذة فاطمة» عام 1952م.
غاب العندليب وانطلق أستاذ الموال
وكانت بداية انطلاقة شفيق جلال بقوة الأولى على ساحة الغناء، من خلال إحدى حفلات الفنان عبد الحليم حافظ، حيث تأخر عبد الحليم حافظ، عن الحفلة مما دفع منظمي الحفل للاستعانة به، وكان قبل ذلك شفيق جلال، مطرب مغمور يظهر على المسرح في آخر الفقرات الغنائية، فحسب، إلى أن جاء يومٌ في حفلٍ لعبدالحليم حافظ عام 1961م، وقام شفيق جلال بالغناء بدلًا من العندليب.
أشهــر المــــواويــــل
قدم شفيق جلال للفن عدد من المواويل فى مصر بداخل أفلام للسينما المصرية، أثرت ساحة الغناء المصري، و لحن له موسيقار الأجيار محمد عبدالوهاب، ومن أشهر أغانيه «شيخ البلد»،«أمونة بعتلها جواب»، «موال الصبر»، وأغنيته في فيلم «ريا وسكينة» .. ياحسرة عليها»، وأغنية «بنت الحارة يابنت الحارة.. حبيتك يا أم حلق طارة»، «عمران وبهانة، «بنت بحري».
وقدم العديد من الصور والبرامج الغنائية للإذاعة في مسيرته الغنائية من أبرزها: أوبريت «المعرض،«أنوار»، «القاهرة»، وشارك في أوبريت «الليلة الكبيرة»، أوبريت «الزفة» ، تفاريح»، «رحلة شباب»، « رمضان كريم»، «زفة العروسة»، عين الغزلان»
شهرة أوسع، ونجاح خاص
وقام المخرج حسن الإمام باكتشاف شفيق جلال من جديد ويرجع إليه الفضل فى شهرة جلال السينمائية حيث تخلى عن الجلابية والطاقية وارتدى الباروكة والبدلة، وقدمه فى ثلاثة أفلام كانت سر انتشاره هى: «خلي بالك من زوزو، حكايتي مع الزمان، أميرة حبى أنا»، وحقق التعاون لشفيق جلال مع حسن الإمام شهرة أوسع، ونجاحًا خاصًا».
وشارك في العديد من الأفلام والأعمال الفنية وغنى بها وهي .. المسلسل الإذاعي «أجدع زواج في العالم»، ومسرحية «تاكسي حصاوي» 1948، وفوازير «المناسبات» 1988م.
ومسلسلات.. «ثم تشرق الشمس» 1982 في دور «مطرب الفرح»، «لن أعيش في جلباب أبي» في دور «المطرب» 1996، و «أيام الضحك والدموع» 1998م.
أفلام.. «المرايات 1900م، «عودة طاقية الإخفاء» 1946، «قليل البخت»، «النمر» 1952، «عبيد المال»، «ريا وسكينة» في دور «مطرب العصابة» 1953، «الآنسة حنفي» في دور «المطرب الشعبي»، «العاشق المحروم» 1954، «غازية من سنباط» 1967، «نشال رغم أنفه» في دور «مطرب البار» 1969م
وفي السبعينيات.. أفلام «خلي بالك من زوزو» في دور «شلبي» 1972، «حكايتي مع الزمان» في دور«لمعي قرني» 1973، «بمبة كشر» في دور «مشمشية» 1974م.
في عام 1975 أفلام «بديعة مصابني» في «دور وفقة»، «البحث عن المتاعب» في دور «مطرب الاستعراض» ، فيلم «مين يقدر على عزيزة» في دور «المطرب» .
أفلام 1976م .. «وبالوالدين إحسانا» في دور «دلعو»، «نساء تحت الطبع» في دور «مطرب الكباريه»، «شلة الأنس» في دور «الحلاق»، «ممنوع في ليلة الدخلة» دور «المطرب»، «سنة أولى حب» في دور «المطرب»، «الدموع الساخنة» في دور «المطرب»، «حافية على جسر الذهب» في دور«المطرب»، وأفلام عام 1977م «الزوج المحترم»، «المرايات»، «إلى المأذون يا حبيبي» .
أفلام 1978م.. «ليالي ياسمين»، «شفيقة ومتولي»، «حب فوق البركان»، «امرأة بلا قيد»، الوسام»، «الحب تحت قدميها»، «العمر لحظة»، وفيلم «رجال لا يعرفون الحب» 1979م.
الثمانينيَّات «لا تظلموا النساء» في دور «حنفي أبو سِنة - المكوجي» 1980، «ليال» 1982 في دور«مطرب الفرقة»، فيلم «حادي بادي» في دور «المطرب» 1984، فيلم «رجب الوحش»، وفيلم «عسل الحب المر» في دور « لطفي» 1985، «فضيحة العمر» 1989، «نوارة والوحش» في دور «سيد دربكة» 1987م.
التسعينيات.. «كابوريا» 1990 في دور «عزيز»، «الدلالة» 1992، وفيلم «أجدع ناس» في دور «طباخ الفريق»، «زنقة الستات» في دور «مطرب الكباريه» 1999م.
رحيل وأثر باق
ورحل شفيق جلال، في 17 19 مارس عام 2000 عن عمر ناهز 71 عامًا، بعد صراع طويل ومرير مع مرض الكلى، بعد أن خاض رحلة فنية ثرية بها الكثير من المشاركات المتميزة، وكان من أشهر رمزًا للفنان الشعبي المخلص لفنه، والصادق مع جمهوره، في كل مقدمه أيقونة فنية مصرية متميزة ونجما عاليا ساطعا في سماء الفن المصري والعربي باق دومًا بأثره.