صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، كتاب "الإخوان والحكم.. أسباب الصعود وتداعيات الفشل" للكاتب الصحفي مصطفى بكري.
يؤكد الكاتب في المقدمة أن هذا الكتاب الذي يتناول تجربة "الإخوان" في الحكم في مصر والسودان وتونس والمغرب، لا يستهدف إدانة هذا التيار وإصدار الأحكام النهائية عليه، بقدر التعمق في تجربته ودراستها ومعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى فشلها وانفضاض الناس من حولها.
ويشير الكاتب إلى أن تجربة "الإسلام السياسي" في الحكم تختلف من دولةٍ إلى أخرى، ويبقى قاسمها المشترك هو الفشل، الذي كان مآلها بعد وصولها إلى السلطة خلال العقد الأخير؛ ذلك أن هذه التجربة حملت معها أسباب الفشل البنيوية والموضوعية، من قبيل انعدام الرؤية الفكرية وغياب الديمقراطية عند هذا التيار وضعف كفاءته، وعدم قدرته على التأقلم مع ظروف الواقع، ويضاف إلى ما سبق تشبثه بأفكاره القطعية وأحكامه المسبقة، وانسياقه وراء شعارات ثبت عدم مصداقيتها ومحدوديتها.
ويأتي الكتاب المدعم بالصور في مقدمة وخمسة فصول، وهي: أسباب الصعود وتداعيات الفشل، جماعة الإخوان "حزب الحرية والعدالة"..الحركة الإسلامية في السودان، التجربة التونسية "حزب حركة النهضة".. التجربة المغربية "حزب العدالة والتنمية".
والكتاب الذي يرصد تجارب أربعة بلاد عربية تمكن فيها الإخوان من الوصول إلى السلطة، يؤكد أن تجربة الجماعة في الحكم كانت كاشفة لمنهج هذا التيار وعجزه عن مواكبة متطلبات الجماهير وكسب ثقتها مجدداً، وأن هذا التيار يتحمل وحده أسباب فشله في تدبير شئون الحكم، وقد أثبتت تجارب حكم الإخوان بعد أحداث "الربيع العربي" أن شعاراتهم المحدودة لا تستند إلى أي برنامج يمكن تنفيذه واقعيًا.
