أكد السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الآسيوية، أن زيارة الرئيس الكوري الجنوبي «مون-جيه-إن» إلى القاهرة، بعد غد الأربعاء، تعد زيارة تاريخية بكل المقاييس بين بلدين تجمع بينهما علاقات سياسية واقتصادية وكذلك تاريخية.
وشدد حجازي - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم /الاثنين/ تعقيبًا على الزيارة المرتقبة لرئيس كوريا الجنوبية إلى القاهرة والتي تعد الأولى منذ ١٦ عامًا - على العلاقات الثنائية المتنوعة والتي تتجه نحو آفاق واسعة منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المهمة إلى كوريا الجنوبية في عام ٢٠١٦، حيث أُعلنت منذ ذلك التاريخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأوضح أنه عقب زيارة الرئيس السيسي إلى "سول"، تم تنفيذ العديد من المشروعات التنموية الكبرى، ووصل حجم التبادل التجاري إلى نحو مليارين ونصف مليار دولار، مشيرًا إلى أن هذا التبادل التجاري المستقر بين البلدين يميل قليلًا إلى كوريا، إلا أنه ميزان متوازن، حيث تصدر مصر بنحو مليار دولار، بينما تصدر كوريا الجنوبية بنحو مليار ونصف المليار دولار، لافتًا في الوقت ذاته إلى محفظة التمويل التنموي الجارية بين الدولتين والتي تسجل نحو ٥٠٠ مليون دولار.
وأضاف حجازي أن مصر وكوريا الجنوبية تسعيان من خلال العديد من المشروعات التنموية الكبرى إلى إطلاق العلاقات لآفاق تتعلق في المرحلة القادمة بالصناعات الخضراء وبالطاقة المتجددة، منوهًا بالوفد رفيع المستوى - من الوزارء ورجال الأعمال والصحفيين - المرافق للرئيس "مون جيه إن" في مصر، حيث سيشارك في المائدة المستديرة حول الصناعة والاستثمار، ليتحدث عن التعاون في مشروعات كبرى تتعلق بالكثير من المجالات، ومن بينها تطوير السكك الحديدية (من الأقصر إلى نجع حمادي)، وكذلك السيارات الكهربائية، ومشروعات تحلية مياه البحر، والصناعات الإلكترونية، لاسيما بعد اختيار شركات كورية كبرى لمصر كمحطة رئيسية لتوريد إنتاجها وتصديره لكافة دول العالم، لتصنع مصر بأيدي مصرية وتصدر بتكنولوجيا كورية.
وألمح مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى المباحثات المصرية الكورية المستمرة للعمل من أجل إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين والتي ستكون نقطة انطلاقة كبرى في العلاقات الثنائية الاقتصادية، منوهًا بأن اختيار كوريا الجنوبية لمصر كدولة شريكة ذات أولية في المساعدات الإنمائية خلال الأعوام الأربعة القادمة يعد نموذجًا لما وصلت إليه وما يمكن أن تحققه تلك العلاقات من مكاسب في كافة المجالات التي يمكن أن تنطلق فيها هذه المساعدات التنموية.
وتابع أن هناك مشروعات قادمة كبرى بين البلدين في العديد من المجالات، من بينها التعاون في مكافحة وباء كورونا، وفي تطوير وتبادل المعرفة فيما يتعلق بالمشروعات النووية خاصة في منطقة الضبعة.
واختتم السفير محمد حجازي بالتأكيد على أن زيارة رئيس كوريا الجنوبية إلى مصر ستمثل انطلاقة إلى آفاق أرحب، خاصة أن للدولتين دورًا مؤثرًا على الساحة الدولية في ضوء استعادة أمن واستقرار المنطقة من خلال البعد التنموي والدور الفاعل للبلدين في محيطهما الإقليمي والدولي.