قال الناقد الدكتور محمود الضبع أستاذ النقد الأدبي بجامعة قناة السويس، هل أصبح حدثًا الآن أن يكتب شاعر قصة أو أن يكتب روائي قصة أو أن يكتب مسرحي شعرا؟ هناك تحولات تحدث في العالم، ليست قاصرة على الأدب وحسب، وإنما على مختلف مناحي الحياة، وكلنا استجابات للتحولات التي تحدث من حولنا.

وأضاف الضبع خلال ندوة مناقشة المجموعة القصصية "كعب أخيل" للكاتب والصحفي جمال فتحي، المقامة الآن بالمركز الدولي للكتاب، أنزعج جدًّا من الكتاب الذين يقولون أنا لم أكتب هذا النص وإنما كتب نفسه، لأن النص ليس إلهاما ولا وحيا سماويا، فالكاتب عبارة عن نتاج ثقافي وفكري، وإن كان النص قد جاء من اللاوعي فاللاوعي شكله الوعي لدى الكاتب ذلك الوعي الذي بناه بمعرفة وثقافة.

وواصل الضبع، الأنواع الأدبية على مستوى العالم تدخل في إطار السرديات المستمدة من السينما وغيرها من البرامج التلفزيونية، لذلك نجد الكتابة السردية متأثرة بالسينما، هناك العديد من الكتاب الذين يحصلوا على الجوائز في مصر يستقون أفكار أعمالهم من الأفلام السينمائية غير المترجمة.

وأضاف الضبع، العالم تحكمه منظومة السيولة التي اصبحت المتحكم في كل شيء، بحيث تداخلت الأنواع بشكل كلّي، وما قام به جمال فتحي في مجموعته القصصية أنه انفتح على الأنواع الأدبية، التي يحكي خلالها مسيرة حياة إنسان منذ كان طفلا حتى ثورة 30 يونيو، لذلك يكتب جمال فتحي سيرة حياتنا جميعا، لأننا عاصرنا ما تدور حوله مجموعته القصصية.

"كعبل أخيل"، العمل السردي الأول  للشاعر جمال فتحي، وتأتي في صورة متتالية قصصية، تستحضر عوالم وأجواء كتابة السيرة لكنها لا تلتزم لها إذ يبدو أنها مزج بين الواقع والخيال.

الشاعر جمال فتحي، يترأس القسم الثقافي لجريدة الجمهورية، ويشرف ويحرر صفحة أدباء مصر الأسبوعية، له عدد من الدواوين الشعرية كان أولها  في السنة أيام زيادة" الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة 2001، وديوان "عنيا بتشوف كويس" الصادر 2008 عن قصور الثقافة، وله أيضًا "جلد ميت"، و"فور العثور على قدمي"، وهذا الأخير هو الوحيد بالفصحى بين دواوينه التي كان آخرها "لابس مزيكا" الصادر 2018 عن دار الأدهم، وله كذلك كتاب ساخر صدر 2016 عن دار الرواق بعنوان "شفاء الموجوع في أحوال دولة المخلوع".