الإثنين 6 مايو 2024

مقالات23-1-2022 | 20:34

من ملحمة الإسماعيلية عام 1952.. وحتى الحرب على الإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار.. يسجل التاريخ بأحرف من نور أمجاد وتضحيات وبطولات رجال الشرطة الشرفاء.. حيث تتجسد عقيدتهم الوطنية في فداء هذا الوطن.. والحفاظ على كرامته وتحقيق الأمان لشعبه.. في عيد الشرطة الـ «70» الرسالة واضحة.  

جاء الاحتفال بعيد الشرطة الذى حضره الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس حافلاً بالرسائل المهمة التي تعكس سمو ونبل مهمة رجال الشرطة الشرفاء وتضحياتهم من أجل الحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن وتوفير الأمان لشعبه.

جاء الاحتفال رغم بساطته ثريًا بالمضامين الوطنية التي تجسد الولاء والانتماء والتفاني والتضحية.. فعلى مدار 70 عامًا من ملحمة الإسماعيلية التي أظهرت معادن الرجال وشرفهم في عدم التخلي عن الأرض المصرية ورفض الاستسلام وتنكيس العلم الوطني حتى وإن كان الثمن هو الروح فكلمة الضابط المصري لقائد قوات المحتل الإنجليزي لن تمروا من هنا إلا على جثثنا.. مازالت تصدح وتدوى في عقول ووجدان المصريين.. ومازالت تمثل عقيدة وطنية شريفة على مر العصور.. فهي نفس الروح التي تصدت للإرهاب الأسود بشجاعة وبسالة وبتضحيات غير مسبوقة.. فانتصرت مصر ولم تركع إلا لربها بفضل عزيمة وإرادة الرجال.

الاحتفال جاء مؤثرًا على كافة المحاور ويصلح قاعدة تنطلق منها رسائل الوعى والولاء والانتماء فمن الماضي حيث أبطال معركة الإسماعيلية إلى معركة البقاء وكرامة الوطن فالحرب على الإرهاب وحتى استتباب الأمن والاستقرار في كل ربوع البلاد.. والعمل على ترسيخه ومكافحة كافة أشكال الجريمة والتعامل الراقي والإنساني مع المواطنين وحالة التحديث والتطوير غير المسبوقة في كافة مجالات العمل الأمني والشرطي الذى يعكس أعلى معايير حقوق الإنسان ويبعث برسائل الأمان والاطمئنان في وجدان كل مواطن مصري على الحاضر والمستقبل.

الاحتفال عمل إبداعي بكل المقاييس.. عبَّر وجسَّد كل الرسائل المهمة في عيد الشرطة الذى هو عيد الوفاء والشجاعة والفداء والتضحية من أجل الوطن.. فرغم مضى 70 عامًا على ملحمة رجال الشرطة في الإسماعيلية إلا أن العقيدة مازالت متوهجة تنطلق منها البسالة والرجولة والمروءة وعشق الوطن.. تبعث فينا الثقة والاطمئنان ولعل أهم ما استوقفني من رسائل ما يلى:

أولاً: إن الغاية الأسمى للدولة هي الحفاظ على بقائها وحفظ الأمن وتحقيق الأمان للمواطنين، وأن ذلك لن يتأتى إلا بوجود جهاز شرطة واع ومدرك لطبيعة وظيفته.. الرئيس أيضًا أكد على دور الشرطة الوطني قائلاً ما يقوم به رجال الشرطة من الحفاظ على الوطن ومحاربة الإرهاب يدل على أن أرض مصر لا يمكن أن تنضب أبدًا من الأبطال، وأن ما يقوم به رجال الشرطة من حفظ أمن واستقرار الوطن ومحاربة الإرهاب البغيض خير دليل على أن معين الأمة لا ينضب وأراضيها الطيبة تفيض دائمًا بالخير وتنجب رجالاً يدركون جيدًا قيمة الانتماء لهذا الوطن.

الرئيس السيسي يؤمن إيمانًا كبيراً بالدور الوطني المحوري والمصيري لرجال الشرطة الشرفاء في الحفاظ على الوطن وأمنه واستقراره وربط بين الماضي منذ 70 عامًا بعبقرية شديدة وبين الحاضر فقد أشار الرئيس إلى أن رجال الشرطة أثبتوا في معركة الإسماعيلية عام 1952 أن الدفاع عن الأوطان ليس مرهونًا بالعدة والعتاد بل بمدى عقيدة الرجال الراسخة في نفوسهم وكذلك دورهم الوطني في حاضر هذا الوطن من مكافحة الإرهاب وبذل التضحيات وتقديم البطولات حتى استردت مصر عافيتها وقوتها وقدرتها وأمنها واستقرارها.

ثانيًا: إن تضحيات الشهداء والمصابين على مدى العصور مستمرة .. فقد حفظت تضحيات الشهداء الكرامة والهيبة للوطن في معركة الإسماعيلية.. وحفظت تضحيات الشهداء لمصر في الحرب على الإرهاب البقاء والخلود والأمن والاستقرار والبناء.. ولولا تضحياتهم ما كنا ننعم بالأمن والازدهار والحق يقال إن رجال الشرطة الشرفاء كانوا مع أشقائهم من رجال القوات المسلحة البواسل في صدارة الصفوف دفاعًا عن الوطن.. عندما تصدوا للمتآمرين وأعداء الحياة من الخونة والمرتزقة.. ودحروا الإرهاب فسلمت مصر بفضل تضحياتهم.

وبما أن الشهداء والمصابين قدموا أغلى وأعز ما لديهم فداء للوطن.. فإن مصر الوفية.. وقائدها الشريف أبدًا لم ينس أسرهم وأبناءهم ودائمًا يحيطهم بالرعاية والاهتمام والتكريم وكان هذا المشهد مضيئا في الاحتفال بعيد الشرطة.

ثالثًا: مضمون حفل الافتتاح جسد ما وصلت إليه الشرطة المصرية من تطوير وتحديث وكفاءة واحترافية في أداء جميع المهام ولعل قائمة الإنجازات الطويلة التي حققها رجال الشرطة الأبطال خلال العام الماضي تشهد على ذلك.. فيكفي أن تعكس النسب والأرقام والبيانات حجم الجهود والإنجازات والنجاحات الكبيرة.. فقد تراجعت معدلات الجريمة بنسبة 13.2٪ خلال العام الماضي مقارنة بعام 2020.. ونجحت الأجهزة الأمنية أيضًا في مكافحة العمليات الإرهابية من خلال ضبط 120 بؤرة إرهابية و290 قطعة سلاح ناري متنوع و38 عبوة ناسفة وحزام ناسف وقنابل يدوية ومفجر وكميات من الذخائر وقذائف (آر بى جيه) والعديد من اللجان المالية القائمة على إدارة مصادر التمويل وبحوزتهم 153 مليون جنيه و77 كيانا تجاريا متورطا في تقديم الدعم المادي لتنظيم الإخوان الإرهابي بقيمة سوقية بلغت 3 مليارات جنيه.

السؤال ماذا لو لم تنجح الأجهزة الأمنية في ضبط 120 بؤرة إرهابية بهذه العدة وهذا العتاد الإرهابي؟ بالإضافة إلى جهود وزارة الداخلية في كافة أنواع الجرائم وتوفير الأمن والأمان للمواطن ليطمئن على حياته وأسرته وماله وتجارته وأيضًا النجاح في ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة وإحباط تهريب كميات هائلة من المخدرات إلى داخل البلاد أيضًا.

رابعًا: ان ما تشهده وزارة الداخلية من تطوير وتحديث في كافة مجالات وأنشطة العمل الأمني هو أمر غير مسبوق.. ويجسد بأننا أمام شرطة عصرية تؤدى مهامها باحتراف وبأحدث الوسائل التكنولوجية كمًا وكيفًا.. وبفكر أمنى يواكب الأفضل والأحدث بالعالم.. فقد شاهدت خلال تنفيذ مهمة شرطية في ضبط كميات هائلة من المخدرات وعمليات اقتحام وتخطيط علمي مدروس ليتحقق النجاح باستخدام أسلحة متطورة واستخدام «الدروتز» لتصوير أماكن وتحركات المجرمين وبنادق مزودة بكاميرات لمعرفة مواقع الهدف وأجهزة رؤية ليلية وسيارات متطورة وحديثة.. وكفاءة بدنية عالية وتدريب راق ومتقدم.. واستعداد ذهني وأداء محترف وهي رسالة اطمئنان للمصريين بأن لديهم شرطة عصرية على أحدث مستوى في العالم والأفضل في الشرق الأوسط.

التطوير والتحديث بالنسبة لجهاز الشرطة أصبح في عهد الرئيس السيسي أسلوب حياة سواء في أدائها المهني والشرطي.. ومهامها الأمنية أو في كيفية تقديم الخدمات للمواطن في كافة المجالات المنوط بها بسرعة وراحة ويسر وبأعلى معايير التكنولوجيا والانضباط والتعامل الراقي.. سواء في أقسام ومراكز الشرطة من حيث الناحية الإنشائية بأجمل ما يكون أو في التعامل الإنساني الراقي مع المواطنين راغبي الخدمة والحفاظ على تطبيق القانون.

التطوير والتحديث تجده أيضًا في عبقرية مراكز التأهيل والإصلاح لتأهيل النزلاء وإعادة دمجهم في المجتمع بعد قضاء العقوبة وتتوفر في هذه المراكز برامج وصفها أكبر الخبراء باتباع أحدث الأساليب العلمية وتتوفر فيها سبل الحياة الكريمة بأعلى المعايير تطبيقًا وترجمة للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس السيسي.

خامسًا: عبقرية احتفال عيد الشرطة الذى حضره الرئيس السيسي جاءت من رسالة مهمة للغاية تحمل عنوان «العهد» حيث يخبرنا الماضي وتحديدا منذ 70 عامًا.. وحتى حاضرنا الذى نعيشه بأن رجال الشرطة الشرفاء أوفياء لــ «يمين» القسم والولاء.. والعهد».. عقيدتهم الفداء والتضحية من أجل الوطن.. يدافعون عن أمن واستقرار مصر وأمان شعبها مهما كانت التضحيات يقدمون الغالي والنفيس.. متسلحين بالتأهيل والتدريب والكفاءة والاحترافية.. وأحدث المنظمات سواء في التسليح والأجهزة الحديثة في مجال العمل الفني لديهم من الفكر والوعى والفهم والإدراك لمتطلبات عملهم.. ويقظة أمنية تدرك أن الوطن يواجه أصعب التحديات والتهديدات.. ينفذون ضربات استباقية لبؤر الإرهاب والإجرام ويحافظون على سلامة هذا الشعب.. ويرسخون الأمن والاستقرار من أجل البناء والتنمية والتقدم.

الصورة التي جسدها احتفال عيد الشرطة بالأمس وما تضمنه من فقرات ورسائل وإنجازات تبعث في نفوسنا الثقة والاطمئنان على حاضر ومستقبل هذا البلد الأمين.. يحاط بعناية ورعاية وحماية أبنائه الشرفاء المخلصين.. الشرطة المصرية حاجة تفرح وتدعونا إلى الفخر والاعتزاز إلى جانب جيش مصر العظيم.. وهما ركيزتا الدولة الوطنية.. وقاعدة انطلاق البناء والتقدم والازدهار أستطيع أن أقول وبكل ثقة وجدارة ان رجال الشرطة الأوفياء.. «على العهد» والقسم في حفظ أمن واستقرار هذا الوطن لتنعم مصر بعطاء أبنائها وتضحياتهم لكنها وفية تحفظ لهم الجميل.

 تحيا مصر

Dr.Randa
Egypt Air