السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

دراجي المرشح الأوفر حظًًا للرئاسة الايطالية والحكومة منقسمة

  • 24-1-2022 | 14:09

ماريو دراجي

طباعة
  • دار الهلال

 يجتمع البرلمان الايطالي اليوم /الاثنين/، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ويبدو رئيس الوزراء ماريو دراجي (74 عامًا) المرشّح الأوفر حظًا للمنصب، غير أن فوزه غير مضمون في سباق رئاسي يُهدّد استمرارية الحكومة.

وذهب رئيس الوزراء السابق الملياردير سيلفيو برلسكوني (85 عامًا)، الذي كانت حملته الانتخابية الأقوى، إلى حد التباهي بحفلات "بونجا بونجا" الشهيرة التي نظمها مع شابات مقابل أجر، لكنه تراجع عن ترشّحه السبت الماضي، ما أعطى حلفائه فرصة اختيار مرشّح أقل إثارة للانقسام. لكن لم تظهر بوادر توافق رغم المفاوضات التي جرت وراء الكواليس خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ويتمتّع رئيس إيطاليا عادةً خلال ولايته التي تصل لسبع سنوات بسلطة مهمّة في حال حدوث أزمة سياسية، حتى ولو أن دوره فخري بشكل أساسي، فيستطيع حلّ البرلمان واختيار رئيس الحكومة أو رفض تحالفات سياسية هشّة. جدير بالذكرأنه من الصعب توقّع هوية الفائز بانتخابات بالاقتراع السري تستمر عدة أيام والتي يصوّت فيها أكثر من ألف نائب وعضو مجلس الشيوخ والمسؤولين المنتخبين الإقليميين.

وإذا انتُخب الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي دراجي رئيسًا لايطاليا، سيبقى المنصب الذي يشغله حاليًا، أي رئاسة مجلس الوزراء، شاغرًا في فترة دقيقة جدًا.

وفي حين أن إيطاليا بحاجة إلى الاستقرار أكثر من أي وقت مضى، تخوض الأحزاب المنتمية إلى التحالف الذي يدعم دراجي معركةً، تحضيرًا للانتخابات التشريعية العام المقبل. وقال مدير "لويس سكول اوف جوفرنمنت" في روما جيوفاني اورسينا، في تصريحات صحفية "إنها انتخابات مهمّة ومعقّدة للغاية، لأن الأحزاب السياسية ضعيفة وبحالة انقسام تامّ".

وعُيّن دراجي من قبل الرئيس المنتهية ولايته سيرجيو ماتاريلا في فبراير 2021، وتمكّن في ما بعد من الحفاظ على وحدة الحكومة المكوّنة من كلّ الأحزاب السياسية في إيطاليا تقريبًا، ومن إنعاش النمو الاقتصادي. وأشرف أيضًا على إصلاحات أساسية مطلوبة مقابل أموال من خطة التعافي الاقتصادي للاتحاد الأوروبي بحيث تستفيد روما في هذه الخطة من نحو 200 مليار يورو.

ويخشى المستثمرون الدوليون من أن تتأخر ايطاليا الغارقة في الديون عن تحقيق الإصلاحات خلال الوقت الضيّق المُحدّد لها في حال فراغ رئاسة الحكومة أي إذا انتُخب دراجي رئيسًا للبلاد، في وقت تواجه البلاد موجة وبائية جديدة من كوفيد-19 قد تُعرقل الانتعاش الاقتصادي.

ويعتقد معظم الخبراء أن دراجي سيصلح أكثر لأن يكون رئيسًا للبلاد من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والعلاقات الجيدة مع بروكسل، خصوصًا في حال فوز اليمين واليمين المتطرّف بالانتخابات المرتقبة عام 2023. وستبدأ الجولة الأولى من الانتخابات اليوم /الاثنين/ عند الساعة 14,00 بتوقيت جرينتش في مجلس النواب، على أن تصدر النتيجة بحلول المساء.

والتزامًا بالقيود المفروضة لمكافحة تفشي كوفيد-19، ستستغرق كلّ جولة انتخابية يومًا كاملًا، ولا وجود نظريًا لمرشح رسمي. ويتمّ تداول أسماء أخرى لمنصب رئاسة الجمهورية غير اسم دراجي، منها المفوض الأوروبي الحالي لشؤون الاقتصاد باولو جنتيلوني ورئيس الحكومة السابق الاشتراكي جوليانو أماتو، ووزيرة العدل مارتا كارتابيا التي ستكون أول امرأة ترأّس البلاد في حال انتخابها.

ولا يتوقّع المحللون نتيجة نهائية قبل الخميس المقبل، أي يوم إجراء الجولة الرابعة من الاقتراع التي سيتطلّب الفوز فيه غالبية مطلقة من الأصوات وليس ثلثي الأصوات كما في الجولات السابقة. أمّا سيلفيو برلسكوني، فعاد إلى المستشفى الليلة الماضية بعد أن انسحب من السباق الانتخابي من مبدأ "المسؤولية الوطنية"، بحسب قوله.

ولم تكن فرصته في استقراره في القصر الرئاسي الايطالي كبيرة لا سيّما بسبب العواقب القانونية لحفلات "بونغا بونغا" التي نظّمها. وازداد عدد المرات التي دخل برلسكوني فيها إلى المستشفى منذ إصابته بكوفيد-19 في سبتمبر 2020. وأكّد متحدث رسمي باسمه أمس، أن إقامته في مستشفى سان رافاييلي في ميلانو (شمالي البلاد) كانت من أجل إجراء اختبارات روتينية.

الاكثر قراءة