جاءت القمة المصرية-الجزائرية بالقاهرة في هذا التوقيت لتعكس حرص البلدين الشقيقين على تعزيز سبل التعاون والتقارب والشراكة.. ودعم العمل العربي المشترك في مواجهة سيل هائل من التحديات والتهديدات التي تواجه أمة العرب.. والأمن القومي العربي.. وقبل انعقاد القمة العربية بالجزائر إدراكا لقيمة ودور ومكانة مصر في توحيد الصف العربي والدفاع عن الأمة.. جاءت القمة «المصرية-الجزائرية» ثرية في القضايا والملفات العربية والإقليمية التي تم التباحث حولها.. وعكست توافق الرؤى حول القضية الفلسطينية والأزمة الليبية وأهمية دعم السودان والإدراك الحقيقي لما يواجه أمة العرب خاصة في ظل التدخلات الأجنبية والخارجية في شئونها الداخلية.. وكذلك مكافحة الإرهاب والتطرف.. وامتلاك إرادة التعاون والشراكة بما يحقق آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين.. حيث تميزت القمة بأجواء إيجابية وروح الأخوة الحقيقية.
القمة «المصرية-الجزائرية» تكمن أهميتها في كونها جاءت في توقيت بالغ الدقة.. لذلك كانت على مستوى التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمة وحتمية توحيد الصف العربي.. وجسدت إرادة مشتركة لدى البلدين في إحداث شراكة شاملة في كافة المجالات.. تحقق آمال وتطلعات الشعبين وما بينهما من قواسم وتاريخ ومواقف مضيئة.. فمصر والجزائر لديهما تحديات وشواغل مشتركة.. ومصير واحد وتوافق في الرؤى
جسَّدت القمة المصرية - الجزائرية عمق العلاقات بين البلدين وما يجمعهما من روابط تاريخية وقواسم مشتركة.. وتحديات وتهديدات تعكس وحدة الهدف والمصير بين الدولتين الشقيقتين.
الحقيقة أن مصر تضرب المثل والنموذج وتمثل الإرادة القوية في حتمية وأهمية العمل العربي المشترك في ظل منطقة شديدة الاضطراب وتحديات وتهديدات خطيرة تحدق بالأمن القومي العربي وهو الأمر الذى يتطلب المزيد من التقارب والتنسيق وتعزيز العلاقات بين الدول العربية سواء على صعيد التعاون الاقتصادي والتجاري وتبادل الخبرات والاستثمارات أو على صعيد توحيد الصف بمجابهة التحديات والمخاطر التي تواجه أمة العرب.
زيارة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ومباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي تجسد إرادة البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها في مختلف المجالات إلى آفاق أكثر رحابة وأهمية تطوير العلاقات في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية.. وتذليل أي عقبات بما يحقق التنمية الشاملة في البلدين.
القمة أيضا عكست الشواغل المشتركة.. والتحديات والتهديدات التي تواجه البلدين ودول الأمة العربية والمنطقة عموماً خاصة الإرهاب والفكر المتطرف.. والبلدان الشقيقان لهما تجربة قاسية في مواجهة الإرهاب والتطرف والتشدد وحققا نجاحات كبيرة.. واستطاعا إعادة الأمن والاستقرار لشعبيهما.
لا شك ان المنطقة التي تجمع مصر والجزائر تشهد متغيرات حادة وتوترات واضطرابات وتهديدات خطيرة.. تستهدف في معظمها الأمن القومي العربي.. والحقيقة إن أجواء الأخوة التي بدت في سماء القمة «المصرية -الجزائرية» والمشاعر الطيبة التي عبر عنها الرئيسان تعكس إدراكا حقيقيا لدقة المرحلة التي تعيشها الأمة العربية وأيضاً تتطلب وتستلزم توحيد الصف والرؤى والتقارب والتنسيق ليس فقط بين مصر والجزائر البلدين العربيين الأفريقيين اللذين يشغلهما تحديات الأمة العربية والقارة الأفريقية ولكن نحن في حاجة شديدة إلى مشروع عربي يجسد إرادة الأمة والاصطفاف لمواجهة التهديدات والمخاطر المحدقة.
مصر والجزائر دولتان كبيرتان ولهما أهمية كبيرة في المنطقة.. فمصر هي ركيزة أمن واستقرار المنطقة ومكانتها الاستراتيجية كقوة إقليمية تتصدر المنطقة ويعول عليها العالم في أمنها واستقرارها وتستند عليها الأمة العربية في حماية أمنها القومي ومقدراتها وثرواتها وهويتها.. والجزائر قوة عربية مهمة في المشهد الإقليمي لما لديها من قدرات اقتصادية وعسكرية وتجارب وخبرات طويلة في مكافحة الإرهاب والتطرف.. لذلك فالقمة تعكس إدراكا حقيقيا لأهمية التقارب المصري - الجزائري من ناحية والتقارب العربي بصفة عامة.
القمة «المصرية- الجزائرية» بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وأخيه الرئيس عبدالمجيد تبون كانت على مستوى دقة اللحظة وعكست التحديات العربية في ضرورة جمع الشمل العربي خاصة ونحن على مقربة من القمة العربية التي تستضيفها الشقيقة الجزائر ويسعى البلدان لإيجاد مقومات وأسباب وحيثيات نجاح القمة العربية التي تأتى في توقيت ولحظة شديدة الدقة لما تواجهه أمة العرب من استهدافات وتحديات تواجه أمنها القومي على محاور مختلفة.
القمة «المصرية - الجزائرية» بالأمس عكست أيضا تقارب الرؤى ووجهات النظر حول التحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة وأيضا حول القضايا والأزمات العربية وكذلك القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك لذلك تطرقت القمة إلى ملف الإرهاب وضرورة مكافحته من خلال تبنى المجتمع الدولي مقاربة شاملة للتصدي للإرهاب بمفهومه الشامل ومختلف أبعاده إلى جانب مواصلة مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية بدون استثناء أو تفرقة وتكثيف الجهود لتقويض قدراتها على استقطاب وتجنيد عناصر جديدة وتجفيف منابع تمويلها.. وتلك هي ملامح الرؤية المصرية الثاقبة التي ذكرها الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك.
الجزائر لها رصيد كبير وتجارب وخبرات في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف من خلال الموجات أو الهجمات الإرهابية التي هددت البلاد.. بالإضافة إلى دورها وجهودها في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل والصحراء وما تشهده تلك المنطقة من تحديات.
من أهم وأبرز ما تناولته القمة المصرية-الجزائرية بحث المستجدات المطروحة على الساحة العربية وهناك توافق بين البلدين على أهمية دفع آليات العمل العربي المشترك بما يهدف إلى صون الأمن القومي العربي وحماية وحدة وسيادة ومقدرات الدول العربية.
الحقيقة أن توافق الرؤى بين مصر والجزائر تجسد سواء في أهمية مكافحة الإرهاب وكذلك صون مفهوم الدولة الوطنية ومؤسساتها الوطنية ومواجهة التدخلات الأجنبية والخارجية غير المشروعة.
الشراكة والتقارب «المصري -الجزائري» هو إضافة قوية للعمل العربي المشترك على طريق مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي لذلك بحث الرئيسان بتوافق في الرؤى القضية الفلسطينية والتأكيد على حفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وتحقيق أهدافه المشروعة في دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. وتناولت القمة تطورات ومستجدات الأزمة الليبية وهى تعنى البلدين مصر والجزائر في جارة لهما تجمعها حدود مشتركة مع مصر والجزائر حيث توافق الرئيسان على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن مع خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب بدون استثناء وفي مدى زمنى محدد تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومخرجات مسارى باريس وبرلين وبما يعيد ليبيا إلى الليبيين ويحافظ على وحدتها وسيادتها.
ولان الشواغل والتحديات واحدة.. وان مفهوم الأمن القومي العربي لا يتجزأ فإن القمة «المصرية- الجزائرية» تناولت قضية الأمن المائي المصري كونه جزءاً من الأمن القومي العربي.. وهناك توافق بين البلدين على ضرورة الحفاظ على الحقوق المائية المصرية باعتبارها قضية مصيرية وقد ثمن الرئيس عبدالمجيد تبون جهود مصر للتوصل إلى اتفاق شامل ومنصف حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
تعزيز الجهود «المصرية-الجزائرية» على الساحة الإفريقية كان أحد محاور القمة بين الرئيسين السيسي وتبون في ظل دورهما الكبير في هذا الشأن والاتفاق على ضرورة التنسيق والتعاون في إطار الاتحاد الأفريقي ومواصلة جهود دعم بنية السلم والأمن والتنمية في القارة الأفريقية بما يمكنها من تجاوز التحديات وتحقيق الرخاء والاستقرار.
الحقيقة أن حرص الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون على زيارة مصر هو إدراك حقيقي لقيمة ومكانة ودور وثقل مصر خاصة قبل انعقاد القمة العربية التي تأتى في توقيت شديد الدقة لما يواجه الأمة العربية من المحيط إلى الخليج من تحديات وتهديدات غير مسبوقة.. وان وجود مصر والجزائر في صدر العمل العربي المشترك بما لديهما من قوة وقدرة خاصة كونهما يمتلكان اكبر جيشين عربيين.. وقدرات اقتصادية هائلة ومجالات كثيرة للتعاون تترجم عمق العلاقات بين الشعبين المصري والجزائري شركاء الدرب في الكفاح والنضال والتحرر الوطني والمواقف المضيئة المتبادلة على مدار التاريخ وارادتهما لتعزيز سبل التعاون الاقتصادي والثقافي والأمني والعسكري لمواجهة مخاطر وتهديدات يأتي على رأسها الإرهاب والتطرف وأيضا التصدي للتدخلات الأجنبية والخارجية في الشئون الداخلية للدول العربية ومحاولات العبث بأمن ومقدرات الأمة.
قوة وتوهج العلاقات «المصرية- الجزائرية» إضافة قوية لقدرات الأمة وأيضا رصيد كبير في العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات والأزمات التي تواجه العرب.. كذلك دفع العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين في ظل القدرات الهائلة لهما خاصة في مجال الطاقة.. وأيضا ما تشهده مصر من فرص واعدة وقدرات وخبرات هائلة في مجال البناء والتنمية والتقدم كل ذلك يصب في مصلحة تحقيق تطلعات وآمال الشعبين المصري والجزائري.. وبالتالي زيادة وتعزيز قدرات الأمة العربية في مواجهة التحديات خاصة أن الرئيسين السيسي وتبون أكدا تضافر الجهود وتوحيد الرؤى حول مختلف الأزمات العربية مثل فلسطين وليبيا وأهمية دعم السودان في هذه المرحلة وبحث التحديات المشتركة على الصعيدين الإقليمي والدولي.. لم تغفل القمة أي قضية أو جانب وعلى رأسها حتمية العمل العربي المشترك في هذه الظروف الاستثنائية.. واللحظات الدقيقة في منطقة شديدة الاضطراب وأيضا إحداث الشراكة المصرية-الجزائرية التي يجب أن تكون على مستوى العلاقات التاريخية والقواسم المشتركة وتطلعات الشعبين.
تحيا مصر