الأربعاء 8 مايو 2024

طاب صباحكم

مقالات27-1-2022 | 08:45

زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للإمارات الشقيقة جسَّدت الكثير من المعانى والمواقف الشريفة الراسخة لمصر.. فهى صمام الأمان لأمة العرب.. لن تسمح بعدوان أو تهديد أو مساس بأمن الأشقاء.. فهو جزء لا يتجزأ من أمنها القومى.

مشاهد الاستقبال والحفاوة ومشاعر الأخوة والصداقة ووحدة الهدف والمصير والمستقبل، تجلت فى الصور التى جمعت بين الرئيس السيسى والشيخ محمد بن زايد، لتخرس ألسنة، وتقطع رقاب، وتدحض أكاذيب المتآمرين والمتربصين والحاقدين على عمق العلاقة والشراكة بين الأشقاء.. فمصر هى حصن الأمة العربية.

الصورة لا تحتاج تفسيراً أو تعليقاً.. تجسد وحدة الهدف والمستقبل والمصير.. وعمق ونبل العلاقات الأخوية.. وليفهم الجميع مغزى «مسافة السكة»

  

الرسالة واضحة

 لا تتحمل مصر أن تتعرض الإمارات الشقيقة التى تسكن قلب المصريين.. وتحظى بتقديرهم لاعتداء أو تهديد، فموقفنا الثابت الذي لا يتزحزح هو الدعم لأمن الأشقاء واستقرارهم وذلك للارتباط بين الأمن القومى المصرى وأمن الإمارات.. الذي هو جزء لا يتجزأ من أمننا القومى.

جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للشقيقة الإمارات بالأمس لتجسد عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وما يربطهما من علاقات أخوية ترتكز على وحدة الهدف والمصير، مثل الجسد الواحد.. وعكست أيضاً الزيارة الاستراتيجية التى وصفها الرئيس السيسى، فيما يتعلق بدعم مصر وحمايتها وصونها للأمن القومى العربى وأمن الخليج، التى حملت معنى عبقرى هو: «مسافة السكة».. فمصر الكبيرة هى صمام الأمان والحصن المنيع لأمن العرب، ووجود الأمة، تبذل جهوداً صادقة ومخلصة وشريفة من أجل جمع شمل العرب، وتوحيد الصف العربى فى مواجهة أخطر التحديات والتهديدات التى تواجه الأمة.. ومحاولات المساس بأمنها وثرواتها ومقدراتها.. والتصدى لخيالات الأطماع المريضة.. والأوهام القديمة.. فمصر كانت ومازالت هى قلب وعقل الأمة، وقوتها وقدرتها تصب فى مصلحة العرب وتطمئن شعوب الأمة ضد كل الأوهام والأطماع.

زيارة الرئيس السيسى رسالة واضحة لكل محاولات المساس بأمن الشقيقة الإمارات وسلامتها، وهى فى حالة ارتباط أزلى بأمن مصر القومى.. بالإضافة إلى محاولات المساس بأمن ووجود وقوة هذه الأمة.

إن مصر القوية الشريفة تدرك دقة اللحظة، وما يواجه الأمة من تحديات وتهديدات ومخاطر ليس فى الخليج فحسب، ولكن فى بقاع كثيرة من أمة العرب.. فلسطين وليبيا وسوريا والعراق واليمن.. تبذل جل جهودها وتتحرك دبلوماسيتها الرئاسية لتوحيد الصف وحشد الأمة، ولم الشمل العربى من أجل الاصطفاف فى مواجهة تهديدات خطيرة فى منطقة شديدة الاضطراب.

إن مصر التى اشتد ساعدها وتنامت قدراتها الشاملة والمؤثرة على كافة الأصعدة وفى جميع المجالات، هى عمود الخيمة والقاعدة الصلبة، التى ترتكز عليها سلامة الأمن القومى العربي.

الرئيس السيسى أمس الأول استقبل الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون.. لبحث كل التحديات والتهديدات التى تواجه الأمة، والتأكيد على أهمية العمل العربى المشترك، وتوحيد صف وقوة أمة العرب لمواجهة الأطماع والأوهام، وحل الأزمات والقضايا من منظور وطنى، والتصدى لكل التدخلات الأجنبية غير المشروعة فى الشئون الداخلية للدول العربية ووقف الانتهاكات وخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضى العربية فى ليبيا وغيرها.

«مصرــ السيسى» تتحرك بصدق وإخلاص وشرف من أجل تحقيق الهدف الأسمى.. والغاية النبيلة فى توحيد صف العرب، وحل أزماتهم ومشاكلهم، واستعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها فى بعض دولهم.. وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.. فى إدراك حقيقى لما يدور من مؤامرات ومخططات وأطماع وأوهام تستهدف أمن ووجود ومقدرات الأمة العربية.

مصر تفرح وتسعد بنجاحات وقوة الأشقاء وأمنهم واستقرارهم.. وستنتفض إذا واجهوا أي مكروه أو عدوان أو تهديد.. كما أن قوة ونجاحات مصر تبث الأمان والاطمئنان فى قلوب الأشقاء.. ولعل ما قاله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عندما ثمَّن النهضة التنموية الشاملة التى شهدتها مصر تحت قيادة الرئيس السيسى خلال السنوات الماضية، والتى انعكست على توفير مناخ جاذب للاستثمار، وتعزيز بيئة الأعمال، ثم إقامة المشروعات الكبرى الجارى تنفيذها فى مختلف ربوع مصر وما توفره من فرص استثمارية متنوعة وواعدة فى جميع القطاعات، مما أحدث نقلة لافتة فى جميع نواحى الحياة وما أسهم فى حرص رجال الأعمال الإماراتيين على زيادة استثماراتهم فى مصر، فى ضوء ما يلمسونه من تطور كبير وجاد فى مناخ الاستثمار.. وتلك سعادة من الإمارات الشقيقة بما تحقق فى مصر من إنجازات ونجاحات كبيرة.

الرئيس السيسى عبَّر عن موقف مصر الثابت تجاه الأشقاء فى الإمارات وما بين مصر والإمارات من علاقات وثيقة ومتميزة وما يجمعهما من مصير واحد ومستقبل واحد.. وتضامن مصر حكومة وشعباً، مع دولة الإمارات الشقيقة، جراء الحادث الإرهابى الأخير، الذى أسفر عن وفاة وإصابة عدد من المدنيين والتأكيد على إدانة مصر لأى عمل إرهابى تقترفه ميليشيات الحوثى لاستهداف أمن واستقرار دولة الإمارات الشقيقة ومواطنيها ودعم مصر لما تتخذه الإمارات من إجراءات للتعامل مع أى عمل إرهابى يستهدفها.

موقف «مصرــ السيسي» واضح مثل الشمس تجاه أمن الإمارات الشقيقة، وسلامة شعبها، وأنها لن تسمح بتهديد أمن واستقرار الإمارات، انطلاقاً من موقفها المتجدد أن أمن الإمارات مرتبط بشكل وثيق بأمن مصر.

نحتاج المزيد من التقارب والتلاحم العربى فى ظل ما يواجه أمتنا من تحديات وتهديدات وفى ظل كونها تعيش فى منطقة صراعات ملتهبة وأطماع وأوهام متصاعدة جل أهدافها الشيطانية المساس بأمن الدول العربية ووحدتها وسيادتها وثرواتها ومقدراتها.. ولعل جهود مصر التى تسابق الزمن فى هذا السياق تستحق التحية والفخر والاعتزاز، انطلاقاً من كونها الشقيقة الكبرى لكل العرب.

الصور ومشاهد الاستقبال والحفاوة التى قوبل بها الرئيس السيسى وعلاقات الأخوة والصداقة التى تجمعه بشقيقه الشيخ محمد بن زايد، هى رسالة قوية حاسمة للمتربصين والحاقدين والمتآمرين على أمن ولُـحْمَّة العرب.. فجاءت الصور ومشاهد الزيارة لتجسد حالة التلاحم والتكامل ووحدة الهدف والمستقبل والمصير، وارتباط الوجود والأمن.. وأيضاً ترسيخاً لمقولة القائد العظيم «مسافة السكة»، لتطمين كل دول وشعوب الأمة أن مصر القوية القادرة الشريفة لن تسمح بالمساس بالأمن القومى العربي، وسوف تدحر مع أشقائها كل الأطماع والأوهام والعمليات الإرهابية والإجرامية.

الزيارة أيضاً وفى توقيتها وما تضمنته من مشاعر وحفاوة وأخوة رسالة واضحة للجميع بأن العرب على قلب رجل واحد.. بقيادة مصر «العفية» الكبيرة القادرة التى استطاعت أن تعيد لموازين القوة فى المنطقة توازنها، وتتفوق على الجميع لتتصدر المعادلة العربية فى وجه المعادلات الخبيثة والشيطانية.. وهو ما يطمئن الشعوب العربية على أمن واستقرار وسيادة الأمة.

تحيا مصر

Egypt Air