الأربعاء 22 مايو 2024

ضحايا «الغدر» الدولي

مقالات30-1-2022 | 21:04

بسبب الأكاذيب والمتاجرات ودغدغة مشاعر الشعوب وتزييف وعيها.. وتسويق أوهام الحرية والديمقراطية والرخاء والازدهار لها.. نجحت دول كبرى في إسقاط وتدمير دول أخرى.. وبعد كل الخراب والدمار وقتل آمال وتطلعات الشعوب.. وللأسف تمشى الدول الكبرى المتآمرة في جنازات الدول.. وتغيب كل الحلول لاستعادة وحدتها وأمنها والدولة الوطنية فيها.
  
بالأكاذيب والتشويه.. وخداع الشعوب بالحرية والديمقراطية والرخاء.. فماذا يجدي الاعتذار والندم.. بعد الضياع؟!.
 
 ضحايا «الغدر» الدولي
 
 «يقتل القتيل.. ويمشي في جنازته».. ليس هذا على مستوى الأشخاص فحسب، بل الأخطر أن ينطبق هذا المثل على مستوى الدول.. فما أكثر الدول التي تآمرت على أخرى وأسقطتها، وتسببت في ضياعها، واغتالت أحلام شعوبها في الأمن والأمان والاستقرار والبناء والتقدم.

ما أبشع وأقبح التآمر والغدر، إنه ليس من شيم الأحرار الشرفاء.. فالغرب الذي يحاول أن يغسل يده من خراب وتدمير وإسقاط بعض الدول التي تهاوت فيها الدولة الوطنية ومؤسساتها.. يتشدق بالسلام، وتتوالى القرارات الأممية والدولية التي لا تعرف طريقها للواقع، رغم أن هذه الدول المتآمرة هي السبب الرئيسي في الفوضى والإرهاب والقتل والترويع وتمكين ميليشيات الإرهاب والتطرف والتشدد، وسلب ثروات ومقدرات هذه الدول وإحداث الانقسام والتشرذم فيها، حتى بات حلم العودة إلى استقرار الماضي بعيد المنال.

العراق، ضحية الغرب ومؤامراته وطعناته وغدره.. كان نموذجاً للتشويه والأكاذيب، وبالفعل «قتلوا القتيل ومشيوا في جنازته».. وسلبوا كل ميراثه وثرواته.. وتشدقوا بشعارات الديمقراطية والحرية والرفاهية والازدهار، ولم يجن العراقيون سوى الفوضى والإرهاب وسقوط الدولة الوطنية والمعاناة من التدخلات الإقليمية والدولية غير المشروعة في دولة ذات سيادة، وانتهاك أراضيها، والتهام مواردها ومقدراتها.. لم تشفع اعتذارات توني بلير، وتأكيده خطأ المعلومات التي استندت إليها قرارات ضرب العراق وتدميره، فيما تردد عن امتلاكه أسلحة محظورة.

المتاجرون بالديمقراطية.. والمتآمرون على وحدة وسلامة وأمن واستقرار الدول وتماسكها، لم تبد عليهم علامات أو مظاهر الندم.. بل لم يكفهم ما اقترفته أياديهم الآثمة من الإجهاز على الدولة الوطنية ومؤسساتها، وإشاعة الفوضى والإرهاب في الدول التي سقطت بفعل مؤامراتهم.. بل يماطلون في إيجاد الحلول لاستعادة استقرار هذه الدول، ويتفننون في اتخاذ القرارات الأممية والدولية، وعقد المؤتمرات بزعم طرح الحلول ومساعدة دول الأزمة لاستعادة أوضاعها الطبيعية.. ورغم كل ذلك لا ترى هذه الحلول النور.. بسبب إصرار الغرب على استمرار معاناة هذه الشعوب، وزيادة الفجوة بين مختلف الأطياف فيها.. وتعزيز الانقسام وبث الفتنة لتصبح فريسة سهلة لمخططاتهم وأطماعهم، تجسيداً لمقولة «يقتلوا القتيل.. ويمشوا في جنازته».

ليس هناك أحقر من التشويه والغدر والوشايات والاغتيال النفسي والمعنوي.. والتآمر سواء على مستوى الأشخاص أو على مستوى الدول.. وليس هناك أعظم من الشرف والنقاء والسلام والتعاون والشراكة بين الدول أو التسامح والموضوعية والنزاهة بين الأشخاص.. وللأسف فإن التداعيات الخطيرة وسلبيات ظاهرة التشويه والتقول والأكاذيب كثيرة.. في اغتيال مستقبل الدول واختطاف أمنها واستقرارها وتماسكها أو بث الرعب والذعر والخوف في نفوس شعوبها.. فالدول التي سقطت بفعل المؤامرة أو الأكاذيب والشعارات الشيطانية الكاذبة مثل الحرية والديمقراطية لا تجد حلولاً للخروج من أزماتها وكوارثها أو الخروج من النفق المظلم الذي باتت تعيش فيه من إرهاب ودمار وخراب وفتنة وهجرة غير شرعية تتسبب في غرق وموت الأبرياء أو معسكرات ومخيمات اللاجئين وما بها من مآسٍ.

ولعل ذلك يكون درساً وعبرة للشعوب التي خدعتها الشعارات والمتاجرات بالحرية والديمقراطية والرفاهية والازدهار.. بعد أن ذاقت الأمرين.. وأصبحت ميتة على قيد الحياة، فلا حياة بلا وطن. ولا وطن بلا حياة.

خطورة التشويه والأكاذيب والشائعات والغدر، كارثية لها تداعيات تفوق الخيال، سواء على مستوى الأشخاص.. أو تزييف الوعي لدى الناس.. وبناء الوعي المزيف في غياب التحقق والمعلومات الدقيقة يؤدى إلى فتنة.. وهذا المنهج استخدمته الدول المتآمرة في تنفيذ مخططاتها في إسقاط بعض الدول بالمنطقة العربية.. فما كان الربيع المزعوم في 2011 إلا حلقة من هذا المسلسل التآمري الذي مَنَّى الشعوب بالحرية والديمقراطية والازدهار والرفاهية.. وأطلق سيول الأكاذيب والشائعات وحملات التشويه في عقول خاوية لم تلتفت الدول التي أصيبت بجائحة 2011 لأهمية بناء الوعي الحقيقي في عقول ووجدان شعوبها، أو أهمية التواصل مع مواطنيها حتى لا تجد أكاذيب وشائعات وتشويه المتآمرين، طريقها للنفاذ إلى قناعة مواطنيها.. لذلك علينا أن نعظم من قيمة بناء الوعي والنزاهة والشفافية والمصداقية، والحقيقة أن مصر على مدار السنوات الماضية وتحـــديداً منذ بدء عهــد الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت في بناء وعى حقيقي.. والتزمت بأعلى درجات التواصل والشفافية والمصداقية، فتحطمت كل محاولات الوقيعة وبث الفتنة وحملات الأكاذيب والشائعات على صخرة وعى المصريين وإلمامهم بكافة القضايا والمعلومات والمؤامرات.. والاطلاع على نوايا وأهداف أعداء مصر.. فاستحقت أعلى مؤشرات الأمن والأمان والاستقرار والبناء والتنمية ونال شعبها الحياة

تحيا مصر