يجري المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في المملكة السعودية، في الفترة الحالية، دراسات ميدانية لمعرفة التأثيرات السلبية التي خلّفتها مشكلة تكاثر قرود "البابون" في محافظة الطائف، بكثرة مؤخرًا.
وأوضحت صحيفة "سبق" السعودية، أن المركز يعمل على معرفة الآثار السلبية البيئية، والاجتماعية، والصحية، والاقتصادية، بسبب تكاثر قرود البابون، من أجل إعداد خطط متكاملة وحملات توعية لمعالجة أضرارها المختلفة.
وأفادت الصحيفة بأنه "تم رصد عدد من الأحداث المخيفة في الآونة الأخيرة، شَهِدها حي "المنتزه"، وأحياء، ومواقع أخرى داخل المحافظة مثل طريق جبل كرا، ومركز الشفا السياحي، وحي النسيم بجوار سوق المسترجعات، وطريق الملك فهد الدائري الجديد، ومنطقة الردف، والمراكز والقرى القريبة؛ حيث قامت جماعات من قرود "البابون" -في وقائع مرعبة للأهالي- بتسلق أسوار المنازل، والتسلل داخلها بحثًا عن الطعام، والاعتداء على المارة والزوار، متسببة في تلوث بيئي، وبعض الأمراض المعدية، وأربكت مرتادي الطرق السريعة، والحدائق العامة والمدرجات الزراعية، وبات تواجدها نهارًا في فترات الصباح الأولى، وتختفي ليلً"، لافتة إلى أنه "مع تزايد أعداد مركبات الزوار في أعلى قمة مركز الهدا السياحي بالطائف، أصبح منظر انتظار قرود "البابون" للسيارات القادمة بحثا عن بقايا الطعام مشكلة ومسببا للازدحام والحوادث المرورية الكثيرة".
وأكدت في تقريرها، أنه "بالرغم من أن هناك من يصنف انتشار قرود "البابون" بالطائف على أنه من سمات المحافظة السياحية الجاذبة، ويقصد الزوار مواقع تواجدها، ويقتربون منها هم وأطفالهم للتصوير معها، إلا أنه تصنيف خاطئ على اعتبار أنها حيوانات غير مسالمة؛ بل متوحشة في أحيان كثيرة، وقد تحدث أضرارا جسدية في حال مهاجمتها لهم".
هذا وشدد "المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية" على أن "وجود قرود "البابون" في بيئتنا بشكل متوازن أمر فطري وصحي، وهو لا يبحث عن التخلص منها نهائيا، ويهدف من خلال دراساته وبرنامجه إلى إحداث توازن بيئي وطبيعي؛ لكنها تثير قلقا من إحداثها خللا في التوازن البيئي وإمكانية دخولها إلى المناطق السكنية، ومخاوف من سلوكيات قطعان القرود التي تروع الأطفال والأهالي، بالإضافة إلى تضرر المحاصيل الزراعية وتأثير ذلك على اقتصاديات المزارعين، إذ تؤكد الدراسات أن أحد الأسباب الجوهرية لازدياد أعداد "البابون" السائبة في بعض مناطق المملكة، هو إطعامها وتغذيتها من قِبَل المارة، مما يؤدي إلى تكاثرها وزيادة أعدادها كما يتسبب إطعامها في نثر المخلفات الغذائية وتراكم النفايات"، وفق "سبق".
ودعا المركز الوطني للحياة الفطرية، المجتمع إلى "التعاون مع الحملة كجزء من الحل، وذلك بعدم إطعامها والتخلص من النفايات في أماكنها المخصصة، وعدم اقتناء القرود وتربيتها في المنازل وتكييفها للعيش في غير بيئتها الطبيعية".