مُنذ شهر ودعنا جميعا عاما مضى من أعمارنا لنستقبل عاما جديدا لا نعلم ما يخبئه لنا في طيات صفحاته ولكننا نأمل أن يفاجئنا بكل ما هو مبهج.
فلقد كان عام ٢٠٢١ مليئا ببعض الصدمات والأخبار السيئة التي تعبت قلوبنا كثيرا فقد فقدنا فيه الكثير من أحبابنا بسبب هذا الفيروس اللعين ونتمنى أن يخلصنا الله عز وجل قريبا من هذا الوباء.
ومع نهاية كل عام غالبا ما يسيطر علينا فكرة استرجاع شريط أحداث هذا العام و يجلس كلا مننا بمفرده يراجع حساباته وأهم المواقف والأحداث التي أثرت على شخصيته وأفكاره ومعتقداته وعلاقاته بالآخرين، وفي حقيقة الأمر أرى أنها ظاهرة صحية جدا، فيجب علينا مراجعة شريط ذكرياتنا مع نهاية كل عام بهدف التدبر والاستفادة من الأخطاء التي وقعنا فيها، لا بهدف الندم أو العيش في دوامة الذكريات المؤلمة، فيجب علينا أن نقدم لأنفسنا بشكل دوري كشف حساب يتضمن شريط معاملاتنا مع الآخرين، مع ضرورة وضع خانة للمدين وخانة للدائن، لكي نعرف جيدا ونحن على أعتاب عام جديد من أصبح مدينا لنا ومن أصبحنا مدينين له.
ولا أقصد هنا مدين أو دائن فيما يخص المادة أو النقود بل فيما يخص المشاعر والامتنان والحب،، فهناك من أثرونا بحبهم واهتمامهم ووقوفهم بجانبنا بأصعب لحظات حياتنا وهؤلاء نحن بالطبع مدينون لهم بالكثير وهناك أيضا من خذلونا وتخلوا عننا بأصعب المواقف في الوقت الذي توقعنا منهم أن يكونوا في مقدمة الصفوف وجدناهم تواروا عن أعيننا والتزموا الصفوف الأخيرة للأسف وهؤلاء مدينون لنا بالكثير .
وهكذا هي الحياة أعزائي أناس يأتون لحياتنا ليعطونا دروسا منها الممتع ومنها المؤلم ولكنها في نهاية الأمر دروس مفيدة لأنها سوف تمنحنا الكثير من الخبرات التي تجعلنا أكثر فهما ووعيا وأكثر حرصا أيضا فالثقة يجب أن تُمنح لمستحقيها فقط وكيف لنا أن نتعلم التفرقة بين الخير والشر وبين الصدق والكذب وبين الطيب والشرير....الخ إلا إذا تعاملنا مع الشيء ونقيضه لكي نستطيع التمييز بينهم مستقبلا.
لذلك ومما سبق أعزائي أدعوكم جميعا لإعادة حساباتكم كل عام ومراجعة الأشخاص والمواقف والتجارب والأحداث التي مرت عليكم وتحليلها جيدا ومعرفة أخطائكم لكي تتلاشوها مستقبلا ولكي تحيوا عاما جديدا مليئا بالإنجازات المثمرة خاليا من الألآم والخذلان.
وتذكروا أعزائي تقديم كشف حساب لأنفسكم ومراجعة رصيدكم النهائي جيدا.
دمتم في أمان الله وحفظه مع تمنياتي لكم جميعا بعام سعيد مليء بالخيرات.