الأربعاء 25 سبتمبر 2024

في ذكرى رحيله ..أسرار نكشفها عن " الموجي" فارس النغم في عصر العمالقة

1-7-2017 | 22:40

كتب : خليل زيدان
عندما تولد الموهبة بين عمالقة في مجال التلحين ، فمن الصعب عليها أن تتخذ مكاناً بارزا بينهم ، إلا إذا كانت تلك الموهبة لا تقل براعة عن العمالقة أمثال محمد عبد الوهاب أو محمد القصبجي أو رياض السنباطي ، أو على الأقل أن تكون لوناً منفرداً على عالم النغم .. وهو ما حدث بالفعل للموسيقار محمد الموجي الذي تحل ذكراه اليوم.

من المؤكد أن العصر الذهبي في التجديد الموسيقى الذي بدأه الموسيقار محمد عبد الوهاب مع بداية الثلاثينيات والموسيقار محمد الصبجي والذي انتهى مع نهاية الستينيات من القرن الماضي ، كان سباقاً لم تشهد مصر مثيله ، فقد برع الملحنون في طرح ألحان واستهلاك كل الجمل الموسيقية في ألحانهم بما لايترك أي جملة واحدة لمن بعدهم ، وهذا ما نعيشه الآن .. فقد ظهرت موهبة الموسيقار محمد الموجي وهو في ريعان الشباب ، وولدت في عهد يخشى أي ملحن أن يظهر فيه ، فقد كان عصر عبد الوهاب والقصبجي والسنباطي ، فمن يظهر بجانبهم فلابد أن يكون ساحراً متميزاً ، وبالطبع يكون لوناً مختلفاً يدور في نفس فلك الموسيقى الشرقية الأصيلة .

ولد محمد أمين الموجي في بيلا بمحافظة كفر الشيخ في 4 مارس 1923وبعد حصوله على مؤهل دراسي عام 1944 بدأ العمل في عدة وظائف ، لكنه لم يجد نفسه فيها ، إذ شعر بجمال صوته وموهبته في التلحين ، لذلك اتجه للعمل بالفن في سن مبكرة ، فقد شارك محمد الموجي بالبطولة في فيلمين عام 1957 وهما فيلم " رحلة غرامية" مع شكري سرحان وسميرة أحمد ومريم فخر الدين ، وغنى فيه الموجي أربع أغان من كلمات توأمه الشاعر مرسي جميل عزيز ومن ألحانه ، وهي ياحب ايه الظلم ده ، عينيه ، أحب الحب ، يارب تنجح .. وعرض الفيلم في 17 مارس من نفس العام .. أما الفيلم الثاني فقد كان أيضاً من إخراج العبقري محمود ذو الفقار وهو فيلم "أنا وقلبي" وقد شارك الموجي كعنصر غنائي مع هند علام ـ شقيقة هدى سلطان ـ حيث قام بتلحين ثلاثة أغانِ وغنى منها أنا وقلب و الدنيا وتعجبني ، وعرف الفيلم في 25 نوفمبر عام 1957.. أما عن آخر مشاركة له في السينما فقد كانت من خلالمشهد واحد في فيلم العزاب الثلاثة عام 1964 .

قام الموسيقار محمد الموجي بتلحين أغاني 78 عملاً معظمها من الأفلام ، منها ثمانية أفلام لعبد الحليم حافظ وهم أيامنا الحلوة ولحن الوفاء ودليلة وفتى أحلامي والوسادة الخالية وحكاية حب وأبي فوق الشجرة ومعبودة الجماهير، ومنها أيضاً فيلم تمر حنة وأحبك يا حسن وحب ودلع وأدهم الشرقاوي وهو الفيلم التاسع من غناء عبد الحليم حافظ وحسن ونعيمة وبنات بحري ووداعاً يا حب والمرأة المجهولة وأنا وبناتي ومن غير ميعاد والحب كده .. كما شارك بوضع لحنين في فيلم رابعة العدوية ، غنام أم كلثوم وهما حانت الأقدار وأوقدوا الشموع من أشعار طاهر أبو فاشا.

لاحظت كوكب الشرق أم كلثوم موهبة الموجي الفذة في التلحين ، فكان لوناً مختلفاً عمن لحنوا لها ، لذا كلبت منه أن يكون له بصمة كلثومية ، فكانت أول أغنية لحنها لها " للصبر حدود " ثم أغنية إسأل روحك ، وبجانب الإغنيتين الدينيتين في فيلم رابعة العدوية ، لحن الموجي عدة أغانٍ وطنية لكوكب الشرق منها أنشودة الجلاء ، يامصر إن الحق جاء ، وأنشودة صوت بلدنا ويا سلام على الأمة ومحلاك يا مصري وانت ع الدفة .. كما لحن الموجي لنجوم الغناء مثل شادية وفايزة أحمد ووردة ونجاة الصغيرة ومحمد قنديل وصباح .