قال الكاتب الصحفي البريطاني جوناثان ويلسون إن منتخب السنغال لكرة القدم خاض مهمة ناجحة حتى الآن في طريقه للحصول على كأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه، لكن في المباراة النهائية سيحاولون تجاوز العديد من خيبات الأمل التاريخية في لقائهم ضد منتخب مصر الشرس صاحب سلسلة الإنتصارات الذي يعتبر أصعب خصم يمكن مواجهته في المباراة النهائية.
وأشار المؤلف والصحفي الرياضي ويلسون في مستهل مقاله الذي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن اللقاء سيضم مواجهة بين محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه لاعبي الهجوم في فريق ليفربول الإنجليزي، واصفا اللقاء بأنه مواجهة بين أكثر المنتخبات نجاحا في تاريخ كرة القدم الإفريقية ومنتخب لم يرفع الكأس على الإطلاق.
ونوه ويلسون بأن السنغال لديها العديد من الذكريات السيئة في مواجهتها لمصر بكأس الأمم، أحدهم كان في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية عام 2006 بالقاهرة عندما رفض الحكم إعطائهم ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة بينما كانوا مهزومين هدفين مقابل هدف، مضيفا أن المدير الفني الحالي للمنتخب السنغالي أليو سيسيه عندما كان مهاجما بالفريق أخطأ في تسديد ضربة جزاء حاسمة في نهائي البطولة عام 2002.
ولفت ويلسون إلى أن مسار المنتخب المصري للوصول إلى نهائي البطولة كان أصعب بكثير من مسار السنغال، حيث واجهوا كوت ديفوار (ساحل العاج) والمغرب والبلد المُضيف الكاميرون، منوها أنه لا يمكن بالطبع نسيان مدى الصعوبة التي دائما ما وجدتها فرق شمال أفريقيا في لعب البطولات جنوب الصحراء الأفريقية، لكن مصر هي الفريق الوحيد من شمال أفريقيا الذي فاز بكأس الأمم خارج شمال أفريقيا وذلك في 2008 و2010.
وعن استراتيجية المنتخبين المصري والسنغالي، قال ويلسون -صاحب الـ11 مؤلفا في الرياضة- إن كلاهما يتمتعان بتأثير في أواخر المباريات ويميلان بشكل كبير إلى اللعب الدفاعي.
وأوضح ويلسون أن استراتيجية مصر هي أيضا خنق الفريق الخصم، وبجانب حذر المدير الفني للمنتخب المصري كارلوس كيروش، فإن الفريق أحرز 4 أهداف فقط خلال 630 دقيقة من اللعب خلال البطولة رغم أنهم يسددون متوسط 12 ركلة على الهدف في كل مباراة، وفي المقابل سمحوا بدخول هدفين فقط في مرماهم.
وأضاف أن أعظم ميزة لدى الفريق المصري هي قوتهم المعنوية وطريقة تلاعبهم عقليا بالخصوم، وبالطبع قدرتهم على الفوز بضربات الجزاء، موضحا أن منتخب مصر فاز آخر 6 ضربات جزاء لعبها وكان بينهم اثنين خلال كأس الأمم الإفريقية.
وعلى الجانب الآخر، قال ويلسون إن طريقة السنغال تتمحور حول خنق الفريق الخصم والسيطرة على وسط الملعب والهجوم في وقت متأخر من المباراة، وما ساعدهم في ذلك خلال آخر مباراتين عودة اللاعب إسماعيلا سار الذي أضاف تهديدا كبيرا إلى جانبهم الهجومي، مشيرا إلى أن السنغال في الوقت نفسه شكلت دفاعا بلا عيوب طوال البطولة وسمحوا فقط بدخول هدفين في مرماهم.
واختتم ويلسون مقاله قائلا إن السنغال بمواجهتها لمصر تحاول تجاوز العديد من خيبات الأمل التاريخية، فالفوز بكأس الأمم أصبح مهمة بالنسبة للفريق ولكن شكوكهم تُشكل حاجزا قد يكون في نفس قوة خصمهم منتخب مصر الشرس صاحب سلسلة الانتصارات الذي قد يكون أصعب خصم لهم في هذه البطولة.