رحل عن عالمنا بالساعات الماضية المخرج أحمد يحيى عن عمر يناهز الـ78 عامًا، متأثرًا بمرضه، وهو واحد من أبرز المخرجين في جيله، والذي استطاع أن يحفر أعماله في قلوب جمهوره بموهبته التي لم يستطع أحد الاختلاف عليها، فلم تقتصر فقط على الإخراج بل اتسعت لتشمل أيضًا الإنتاج، والتأليف، فمن منا ينسى "حتى لا يطير الدخان"، و"الصبر في الملاحات"، و"يا عزيزي كلنا لصوص"، وغيرها من الأعمال الفنية الكثيرة.
وولد المخرج أحمد يحيى عام 1947، وانخرط بالمجال الفني منذ الصغر حيث أنه تعاون مع "العندليب" عبد الحليم حافظ بالتمثيل في فيلم "البنات والصيف"، وبعدها التحق بالمعهد العالي للسينما، ودرس الإخراج، ووصفه النقاد بخليفة المخرج عز الدين ذو الفقار.
وواجه أحمد يحيى العديد من المصاعب في بداية مسيرته الفنية، والتي أجبرته على المشاركة في عدد من الرهانات مع الكثير، من بينهم المنتجين الذين عارضوه في بداية حياته، وأيضًا الزعيم عادل إمام الذي اختلف معه في تعاونهما بفيلم "حتى لا يطير الدخان"، كما راهن "وحش السينما" الفنان فريد شوقي على أهم أفلامه "لا تبكي يا حبيب العمر"، وبموهبته استطاع أن يربح كل هذه المنافسات، وهو ما سنرصده في السطور التالية.
أحمد يحيى راهن المنتجين
اضطر في بداية مشواره الفني لبيع منزله، وأثاثه من أجل شراء سيناريو فيلم "العذاب امرأة"، وأكد يحيى في عدد من لقاءاته أنه بعد شراءه رفض المنتجين العمل معه، وذلك خوفًا من الفشل لأنه كان في بداية مشواره، وظل يبحث عامين عن منتج أو ممول لفيلمه، ولم يمل من ذلك، وكان يثق في نجاح هذا العمل، وفي موهبته.
وبالرغم من ضيق الحال إلا أنه رفض التنازل عن حلمه، وبعد عامين قرر أحد المنتجين التعاون معه، واكتشاف موهبته، وبالفعل نجح في ذلك، وحقق هذا الفيلم إيرادات كبيرة، ونجاح جماهيري كبير، وتحولت حياة المخرج أحمد يحيى بعد عرض العمل في السينمات.
راهان الزعيم والوحش
وكشف أحمد يحيى في أحد لقاءاته بأن الزعيم عادل إمام عارضه في نهاية فيلم "حتى لا يطير الدخان"، وذلك لموت البطل في النهاية، وأيضًا لأن الفيلم يحتوى على نزعة انتقامية، وهو ما كان يخشاه عادل إمام، ولكن يحيى حرص على التمسك برأيه، وراهنه بنجاح الفيلم، وبالفعل نجح هذا العمل، وأصبح من أهم أعمال الزعيم عادل إمام.
كما أعلن يحيى بأنه راهن الفنان فريد شوقي على نجاح فيلم "لا تبكي يا حبيب عمر"، وأنه سيصبح من أهم الأعمال في مسيرة "وحش الشاشة"، وبدأت القصة عندما عرض الأخير عليه فيلم "الأيدي القذرة"، ولكن الأول لم يعجب بالقصة كثيرًا، وأضاف أنه بعدها كان جالسًا بصحبة "وحش الشاشة" في منزله، وعرض عليه سيناريو العمل الإ أن الفنان فريد شوقي بكى عندما سمع السيناريو، فقرر إنهاء المقابلة سريعًا، ولكن شوقي خرج مسرعًا وراءه ليدفع له عربون للاتفاق على الفيلم ، وبعد فترة قصيرة وقعوا العقود، وبالفعل أصبح الفيلم من أهم الأعمال التي شارك بها فريد شوقي.