قال المخرج علي بدرخان، إن الأديب الكبير نجيب محفوظ، استفاد من الراحل صلاح أبو سيف في كتابة السيناريو والحوار، وانعكس ذلك في كتاباته في عالم الرواية، حيث تتسم الكتابة في السينما من ضرورة الاختزال والتكثيف، ولا تتحمل الإسهاب والسرد والوصف، كما تتيح النص الروائي.
وأكد علي بدرخان، كنت أقبل على تقديم روايات نجيب محفوظ لتقديمها بالسينما لما تتسم وتتميز هذه الأعمال الروائية عن غيرها لغيره من الكتاب، فهي أكثرهم مناسبة لتقديمها بعالم الدراما في السينما.
جاء ذلك في ندوة الكبير علي بدرخان بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الثالثة والخمسين، التي بدأت مساء اليوم، ليتحدث عن تجربته في السينما والكتابة عنها، في قاعة الصالون الثقافي، في بلازا 1، وتدير الصالون الناقدة فايزة هنداوي، وفي حضور جماهيري وإعلامي كبير .
وفي بداية اللقاء رحبت فايزة هنداوي ، بالمخرج والفنان القدير علي بدرخان ، وحضور الصالون، وتابعت هنداوي موضحة قيمة ومكانة علي بدرخان بالسينما المصرية، وإسهاماته التي لاتتسم بالكم، بينما قدم على مستوى الكيف أعمالا مهمة ومتميزة، وتشكلت موهبته الفنية منذ الصغر، فهو ابن المخرج الكبير أحمد بدرخان، ونشأ في أجواء فنية في فترة مهمة بالسينما المصرية، وكان شاهدا على أعمال والده، وغيره من المخرجين، والفنانين، ونجوم السينما المصرية.
وأكدت هنداوي أن علي بدرخان استطاع أن يقدم أفلاما تتشابك مع قضايا المجتمع المصري، كما يرى من رؤيته الفكرية والفنية، أن دور الفن أن يتماس مع المجتمع ومشكلاته، وأضافت أنه مع ذلك، لم ينغمس عن المباشرة في معالجة ومحاكاة قضايا المجتمع المصري قدمها بمعالجة وإبداع فني له قيمته الجمالية.
واستطردت هنداوي في عرض السيرة الذاتية الفنية لرحلة ومشوار المخرج الكبير علي بدرخان منذ بداياته إلى آخر ماقدم بالسينما المصرية، وإسهاماته عن عالم السينما في مؤلفاته الأخيرة، والتي حاز عنها جائزة معرض القاهرة الدولي لدروته بالعام الماضي 2021.
ويذكر أن المخرج علي بدرخان، درس الإخراج بالمعهد العالي للسينما وتخرج منه في عام 1967، وحاز بعدها على منحة للتدريب في استوديوهات مدينة السينما الإيطالية لمدة عامين.
وكان علي بدرخان أخرج أول فيلم طويل له بعنوان"الحب الذي كان" 1973، وأخرج بعدها عددًا من الأفلام المهمة منها "الكرنك، شفيقة ومتولي، الجوع، الراعي والنساء".
ويعد آخر أعمال علي بدرخان، هو فيلم "الرغبة"2002، وتدور أحداثه في إطار الدراما، حول ليلى "إلهام شاهين"التي تعيش حياة هانئة مع زوجها حسام "ياسر جلال" في إحدى المدن الساحلية، لكنها تفاجأ بعودة شقيقتها الكبرى نعمت (نادية الجندي) كى تعيش معها بعد أن تدهورت أحوالها المالية، وفي نفس الوقت يحاول حسام أن يفتش وراء نعمت، وخاصة بعد أن وقع واحد من أعز أصدقائه في غرامها، لتدور وقائع صراع داخل المنزل.
"الرغبة" من بطولة: نادية الجندي، إلهام شاهين، ياسر جلال، صلاح عبدالله، صفوة، عادل الفار، علي الزيدي، حازم فودة، محمد مرزبان، جلال رجب، كمال زعيتر، إيهاب راشد، وتأليف تينيسي وليامز، رفيق الصبان، وإخراج علي بدرخان.
يذكر أن الدورة الـ 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وافتتحها الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وتقام بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وتختمم فعالياتها اليوم 7 فبراير 2022، تحت شعار "هوية مصر..الثقافة وسؤال المستقبل"، وتعد إحدى أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم حيث يشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلًا من 51 دولة، وتحل عليها دولة اليونان ضيف شرف، وتشهد إطلاق مشروع الكتاب الرقمي في الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي يبدأ بـ "موسوعة مصر القديمة" لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتي "ما" و"رؤية".
ويتم لأول مرة في تاريخ المعرض استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، حيث تظهر شخصية الأديب يحيى حقي "شخصية الدورة الحالية" بتقنية الهولوجرام في عرض تفاعلي مع الجمهور، من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف "شخصية الدورة الحالية"، مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D، كما تشهد استحداث جائزة لأفضل ناشر عربي وزيادة قيمة جوائز المعرض في كل مجال ثقافي بالتعاون مع البنك الأهلي، المؤسسة المالية المصرية الرائدة في دعم ورعاية المواهب المصرية في المجالات كافة، ومنها الثقافة والفكر.
وتشمل الفعاليات برنامجًا مهنيًا يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، إلى جانب إتاحة البيع Online للكتب على المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع وزارة الاتصالات ممثلة في البريد المصري لأي مكان داخل مصر.