هناك العديد من الجرائم التي لم يتضح فيها المجرم الحقيقي ورائها إلا بعد سنوات، وكانت واقعة الاعتداء الجسدي وقتل ماريز آن تشيفيريلا، واحدة من تلك الجرائم التي كشفت تفاصيها بعد عقود من وقوع الجريمة.

بداية الجريمة المؤلمة كانت  في 18 مارس 1964 ، عندما غادرت ماريز آن تشيفيريلا إلى المدرسة، حاملة سلعًا معلبة لتسلمها لمعلمتها، الراهبة في مدرسة سانت جوزيف الأبرشية في هازلتون، بولاية بنسلفانيا الامريكية.

سارعت ماريز التي كانت وقتها تبلغ  9 أعوام، والتي كانت تطمح لأن تكون راهبة، من منزلها لإحضار الهدايا إلى فصلها الدراسي لكنها لم تصل إلى قداس الصباح في الوقت المحدد.

بالنسبة لأفراد عائلتها ، كانت تلك هي الذكريات الأخيرة لديهم عن ماريز، التي عثر عليها بعد ظهر ذلك اليوم في حفرة استخدمت للقمامة حيث  تعرضت للاعتداء جسدي والقتل.

وظهر الملازم ديفون إم بروتوسكي في مؤتمر صحفي كشف فيه عما فعله المحققون في البحث الذي دام عقودًا عن القاتل، مضيفا أن المحققين استخدموا اختبارات الحمض النووي وأبحاث الأنساب لتحديد جيمس بول فورتي، الذي كان آنذاك 22 ، باعتباره الشخص الذي قتل ماريز، وقالت الشرطة إنه كان يعيش على بعد ستة أو سبعة شوارع من ماريز ، لكنهم لا يعرفون بأي صلة تربطه بها أو بأسرتها.

قال المسؤولون إن السيد فورتي كان يبلغ من العمر 38 عامًا عندما توفي لأسباب طبيعية، وربما نوبة قلبية، في الحانة حيث كان يعمل في عام 1980،  وكان لا يزال يعيش في هازلتون، وهي بلدة سابقة لتعدين الفحم على بعد حوالي 100 ميل شمال شرق فيلادلفيا ، وكما على حد علم الشرطة، غير متزوج، وتم جمع معظم المعلومات التي كانت لدى السلطات عن فورتي من سجلات جريمتين أخريين كان مرتبطًا بهما.

وأوضح بروتوسكي أن فورتي اعتدى جسديا على امرأة في عام 1974 في منطقة تستخدم لتعدين الفحم، وقد أخبرت الشرطة أنها كانت تعتقد أنها كانت ستقتل أثناء الهجوم لولا شخص رأى ما كان يحدث وأوقفه، وفي نفس العام أقر فورتي بأنه مذنب في الاعتداء المشدد على ماريز وحكم عليه بالسجن لمدة عام تحت المراقبة.

في عام 1978 ، وجهت لفورتي تهمة تعريض شخص آخر للخطر والمضايقة، وقالت الشرطة إنها ليس لديها مزيد من التفاصيل حول هذه القضية.

ربطت الشرطة فورتي بقضية ماريز بمساعدة اختبار الحمض النووي والبحث الذي أجراه عالم الأنساب، إيريك شوبرت، الذي اتصل بالشرطة في عام 2020 وتطوع للمساعدة.

قال إيريك شوبرت، إنه اكتشف قصة ماريز بينما كان يبحث عن شيء جديد للعمل عليه وحدد الشاب البالغ من العمر الآن 20 عامًا والطالب الذي يدرس التاريخ في كلية إليزابيثتاون في إليزابيثتاون ، بنسلفانيا ، الأقارب المحتملين باستخدام تطابق سابق للحمض النووي تم إجراؤه في القضية.

في عام 2007 ، أنشأ المحققون ملف تعريف الحمض النووي للمشتبه به باستخدام سوائل الجسم الموجودة على سترة ماريز.

في عام 2019 ، ساعدت شركة Parabon NanoLabs ، وهي شركة لتكنولوجيا الحمض النووي ، الشرطة في تحميل ملف تعريف الحمض النووي إلى قاعدة بيانات الأنساب ، مما أدى إلى تطابق مع قريب بعيد للضحية وكان يجلس ويغني معهم وهو الآن يعيش بحالة جيدة لكن أسرة الضحية سامحته وهو يدعى "Chiverella".