قال الخبير الاقتصادي، الدكتور محمد الكيلاني، إن انعقاد مؤتمر إيجبس 2022 يأتي في إطار خطة مصر نحو التغيرات المناخية التي أصبحت تؤثر على كافة جوانب الحياة، مشيرا إلى أن هذه القضية أصبحت أكبر تحدي للدول المتقدمة والنامية أيضا.
وأضاف الكيلاني في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن السبب في تفاقم أزمة التغيرات المناخية يعود إلى اعتماد الدول المتقدمة بشكل أساسي على الوقود الأحفوري، وعدم مراعاة السعي نحو الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة كبديل وحافز لتخفيض الانبعاثات الكربونية خلال السنوات الماضية، لذا من الضروري أن يجتمع قادة العالم للوقوف على هذه الأزمة الحقيقة، وهذا ما تسعى إليه مصر من خلال مؤتمر إيجيس 2022، وأيضا قمة المناخ المقرر أن تنعقد في نوفمبر 2022 بشرم الشيخ.
وأكد أنه مازال هناك فرصة للسيطرة على الوضع، ووضع أطر مستقبلية لهذه القضية وحينما نتعرض لذلك ينبغي النظر إلى الخسائر الاقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي في حالة عدم المواجهة والتكلفة الاقتصادية للتأخير في المواجهة فنجد أن الخسائر للاقتصاد العالمي على المدى القصير تتراوح بين 2 إلى 3% من الناتج العالمي وعلي المدى البعيد سوف تتخطى 7% لكن التكلفة في حالة التباطؤ ستكون 15% من حجم الناتج العالمي، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية فاتورة تدفعها الدول المتقدمة فهناك دول تكسب ودول تنهار بنيتها التحتية نتيجة التغير المناخي والاحتباس الحراري ومن ثم تكلفتها أكبر من نظيرتها المتقدمة.
وعن دور المجتمع الدولي، أوضح أنه سيكون هناك تحرك يضع استراتيجية لحماية الأرض وفرض عقوبات مالية على الدول المتقدمة، وكذلك تحويلها من خلال صندوق تأمين دولي إلى الدول المتضررة، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي بحاجة إلى قرض ضرائب بنسب تزيد عن النسب المعتادة كضريبة إضافية وعقوبة عن عدم التزام المصانع بتخفيض الانبعاثات علاوة على حرمان هذه المصانع من أحقية التصدير للدول النامية والمتضررة.
واقترح الكيلاني، أن يتم تحديد سعر عالمي للكربون لا يقل عن ١٠٠ دولار كتدبير ومساعي حميدة من الدول الغنية نحو الدول الفقيرة، مؤكدا أن العالم أمام أسوأ سيناريو للدمار الاقتصادي الكبير، في حالة زيادة نسبة الحدود الآمنة لدرجة الحرارة من 1.4% إلى 4.4%.
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين 14 فبراير 2022، مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول "إيجيس 2022"، والذي يقام على مدار الـ 4 سنوات الماضية، حيث انطلق في دورته الخامسة بشعار "شمال أفريقيا والبحر المتوسط.. ضمان إمدادات الطاقة"، وذلك خلال الفترة من 14 إلى 16 فبراير 2022 في القاهرة، حيث تتضمن جلسات المؤتمر 73 جلسة حوارية، بها 260 متحدثاً، وكذلك هناك أكثر من 1900 يمثلون الشركات والمنظمات والجهات المشاركة.
ويشارك في المعرض أكثر من 26 ألف مشارك من جميع دول العالم وأيضا 25 شركة بترول عالمية ومحلية، كما يشارك في المؤتمر 11 وزيراً للبترول والطاقة من عدة دول، وأيضا 19 من رؤساء كبريات شركات البترول والطاقة العالمية، وهناك أكثر من 450 شركة عارضة و7 أجنحة دولية بالمعرض المصاحب للمؤتمر، و8 قيادات لمنظمات بترولية عالمية كبرى في مقدمتها منظمة أوبك،