ذكرت صحيفة (جلوبال تايمز) الصينية أن منافسة الساسة الأمريكيين على مناهضة الصين أصبحت منافسة "مسعورة" مع سعي بعضهم للعثور على مواد يمكنهم استخدامها لسرقة الأضواء، والآن يستهدفون حيوانات الباندا.
وفي مقال افتتاحي نشرته الصحيفة الحكومية على موقعها الإلكتروني اليوم، أشارت إلى أن الألعاب الأوليمبية الشتوية في بكين 2022 زاخرة باللقطات الرائعة، لعل أبرزها تميمة الأولمبياد التي تتخذ شكل باندا ضخم يُدعى "بينج دوين دوين" والذي أصبح بالفعل رمزا شهيرا حول العالم.
وبحسب الصحيفة، يبدو أن نائبة الكونجرس الأمريكي نانسي مايس تخطط لتقديم مشروع قانون صادم يستهدف حيوانات الباندا الضخمة؛ حيث يهدف لإلغاء الاتفاق الصيني - الأمريكي بوقف إرسال صغار الباندا الذين يولودون في الولايات المتحدة مرة أخرى إلى الصين.
وقالت مايس في هذا الصدد: "نحتاج إلى التفكير خارج الصندوق فيما يخص التعامل مع عداء الحكومة الصينية".
ورأت الصحيفة أن "الانطباع الأول الذي تتركه مايس لدى الناس هو رغبتها في الاحتفاظ بحيوانات الباندا لكن بطريقة وقحة".. مضيفة أن "حجة النائبة الأمريكية بالتأكيد من خارج الصندوق".
وأضافت الصحيفة أن حيوان الباندا اللطيف والمحبوب من المفترض أن يكون رمزاً للسلام ودائماً ما تم اعتباره "تميمة" للعلاقات الصينية-الأمريكية، لكن الآن بعض الناس في الولايات المتحدة يرغبون حتى في استهداف تلك "التميمة".
وردا على تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ذكرت فيه أن الصين "تستغل دبلوماسية الباندا لتلطيف صورتها وصرف الانتباه عن سجلها في انتهاكات حقوق الإنسان"، رأت الصحيفة الصينية أن السلوك الغريب والسخيف لهؤلاء الساسة المناهضين للصين يعكس النفسية المُظلمة لديهم والمنطق السخيف وراء سياسة الولايات المتحدة المناهضة للصين.
يُشار إلى وجود برنامج قائم منذ 50 عاماً لتنظيم تبادل حيوانات الباندا بين الصين والولايات المتحدة، وينص على اقتراض حدائق الحيوان الأمريكية حيوانات الباندا مقابل 500 ألف إلى مليون دولار سنويا لكل حيوان، على أن يتم إرسال أي صغار مولودين حديثا إلى الصين بعد عدة سنوات من ولادتهم.
وفيما يخص اقتراض حيوانات الباندا، نوهت الصحيفة عن وجود عقود صارمة بين الصين والولايات المتحدة وهو أمر لا يمكن لواشنطن تغييره بشكل أُحادي عن طريق الدفع بمشروع قانون في الكونجرس .. لافتة في الوقت نفسه إلى أن واشنطن دائماً ما تتحدث عن "روح العقود" وتتهم الصين بأنها الطرف الذي يخرق القواعد.
ووصفت الصحيفة ادعاءات النائبة الأمريكية سعياً للاحتفاظ بحيوانات الباندا داخل الولايات المتحدة بناء على حججها المزعومة بـ"العداء وحقوق الإنسان"، بأنها مثال على منطق العصابة الذي يُظهر حقيقة "روح العقود" الأمريكية.
ورأت الصحيفة أن تشويه صورة الباندا نتيجة طبيعية للمنطق الأمريكي المناهض للصين، وهو ما يعني أيضاً أن هذا المنطق يقترب من نهايته، لأن ما يحدث الآن يدل على نفاد الأفكار من الساسة الأمريكيين في مناهضتهم للصين.
وأضافت أن هذا النوع من التلاعب دون أي دليل سيثير الشكوك والمعارضة حتى بين أفراد الشعب الأمريكي، فلا عجب أن الأمريكيين يتسائلون ما إذا كان الساسة قادرين فعلاً على تحديد مصالح بلادهم.
واختتمت الصحيفة المقال الافتتاحي موضحة أن نانسي مايس تحاول ضم مُقترح "الباندا" في مشروع قانون "أمريكا تنافس 2022"، والذي تراه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن دليلاً عاماً لسياستها تجاه الصين .. مضيفة: "نرى أن ذلك أمر جيد، فقانون أمريكا تُنافس ببند خاص بالباندا سيكشف تماماً الوجه الحقيقي (للساسة الأمريكيين) ويوضح خداعهم، ويجعل المزيد من الأمريكيين يدركون أن العديد من القضايا في العلاقات الثنائية خلقها اللصوص الذين يؤويهم الساسة الأمريكيون المتطرفون في عقولهم".