السبت 4 مايو 2024

حسين صدقي.. هكذا أثر شيوخ الأزهر على مسيرة «واعظ السينما المصرية»

حسين صدقي

فن16-2-2022 | 19:59

همت مصطفى

«أوصيكم بتقوى الله .. وأحرقوا كل أفلامي ماعدا سيف الإسلام خالد بن الوليد»، كانت هذه آخرالكلمات التي يتداول أن الفنان القدير حسين صدقي أوصى بها أبنائه قبل وفاته بدقائق، والذي وصف أنه الداعية في رداء فنان.

وتوافق اليوم ذكرى رحيل حسين صدقي، والذي يعد أحد من رواد السينما المصرية، وقد لقب بخطيب السينما المصرية، كما لقب بـ «الفنان الملتزم»، وصديق المشايخ، وأشهر ألقابه «واعظ السينما المصرية».

نشأة ملتزمة

ولد حسين صدقي  9 يوليو  1917 بحي الحلمية الجديدة في القاهرة لأسرة متدينة، وتوفي والده وهو لم يتجاوز الخامسة، فكانت والدته التركية لها الدورالأول والأهم في تنشئته ملتزمًا، ومتدينا فكانت حريصة على أن يذهب ابنها للمساجد، والمواظبة على الصلاة ، وحضور حلقات الذكر، والاستماع إلى قصص الأنبياء، مما  نتج أن ينشأ  ملتزمًا و يتسم بالأخلاق الحميدة.

صديق المشايخ

كان حسين صدقي خجولًا، حتى لقبه كل من حوله بالخجول، وكان يجلس في المقاهي بالقاهرة، في صباه منها مقهى ريجينا واعتاد أن يشرب الينسون ويستمع إلى أخبار الفن والفنانين ويغادر مبكرًا.

كان حسين صدقي  تربطه صداقة قوية بشيخ الأزهر محمود شلتوت، وهو من وصفه بأنه «رجل يجسد معاني الفضيلة ويوجه الناس عن طريق السينما إلى الحياة الفاضلة التي تتفق مع الدين» ، كما ارتبط أيضا بصداقة قوية مع الشيخ الراحل عبد الحليم محمود شيخ الأزهر في حياته، وكان حسين صدقي يستشيره في كل أمور حياته، ويأخذ برأيه.

الممثل حسين صدقي وعن... - صور أعلام الديار المصرية وعلمائها | Facebook

جيل الرواد

درس  حسين صدقي  التمثيل في الفترة المسائية بقاعة المحاضرات بمدرسة الإبراهيمية، وكان زملاؤه من رواد الفن المصري والعربي جورج أبيض وعزيز عيد وزكي طليمات، ثم حصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة، وبدأ حياته الفنية بمشاركته في فيلم (تيتاوونج) عام 1937 وهو من إخراج أمينة محمد، ثم أسس  في 1942 شركته السينمائية «أفلام مصر الحديثة»، وكانت باكورة إنتاجها فيلم (العامل) .

نحو سينما هادفة

عمل ومنذ دخوله عالم الفن في أواخر الثلاثينيات على إيجاد سينما هادفة كما كان يرى بعيدة عن التجارة الرخيصة، وعالجت أفلامه بعض المشكلات، مثل: مشكلة العمال التي تناولها في فيلمه «العامل» 1942، ومشكلة تشرد الأطفال في فيلمه «الأبرياء» 1944، وغيرها من الأفلام الهادفة، وأسس شركته لتخدم الأهداف التي كان يسعى لترسيخها في المجتمع، وكان يرى أن هناك علاقة قوية بين السينما والدين؛ حيث كان يقول، ويعتقد، من جانبه، أن السينما من دون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة في خدمة الشعب.

أفلام اجتماعية

اشتهر حسين صدقي بتقديم الأفلام ذات الطابع الاجتماعي والذي يبث قيم ومبادىء عليا، ولعل صداقته بعدد من رجال الأزهر الشريف هو ما دفعته لاستلهام تلك القصص السينمائية في أفلامه.

 بلغ الرصيد الفني للفنان حسين صدقي  نحو 32 فيلمًا سينمائيًا، عالج من خلالها العديد من المشكلات ومن أبرزها  «الشيخ حسن ، العامل، الأبرياء، ليلى في الظلام، المصري أفندي، شاطىء الغرام، طريق الشوك، الحبيب المجهول» ،وشارك إضافة إلى  التمثيل  بالإنتاج والإخراج في عدد من الأعمال السينمائية، من خلال شركة الإنتاج التي أسسها، دفعًا منه لتخدم الأهداف التي يسعى لترسيخها في المجتمع، وشارك بالمسرح من خلال عمله بفرقة جورج أبيض و مسرح رمسيس» .

تكريم واعتزال

أدى حسين صدقي دور البطولة فى 32 فيلمًا، واعتزل بعدها العمل في السينما في الستينات بالقرن الماضي، وتوجت رحلته  بالتكريم من الهيئة العامة للسينما عام 1977 كأحد رواد السينما المصرية.

وافق صدقي على الترشح في البرلمان، وذلك بعد أن طالبه أهل حيه وجيرانه بذلك فكان حريصًا على حل مشاكلهم، وعرض مطالبهم ولكنه لم يكرر التجربة، لأنه لاحظ تجاهل المسئولين للمشروعات، التى يطالب بتنفيذها والتي كان من بينها منع الخمور في مصر.

نهاية الرحلة

وفارق  حسين صدقي الحياة في مثل هذا اليوم  يوم 16 فبراير 1976، وبعد أن لقنه الشيخ عبد الحليم محمود الشهادة وقت وفاته، وصلى الشيخ الجليل عليه حسبما ذكرت زوجته السيدة فاطمة المغربي في أحاديثها الصحفية حينذاك .

وانتشرعن حسين صدقي أنه  أوصى أولاده قبل وفاته بحرق ما تصل اليه أيديهم من أفلامه بعد رحيله، لأنه يرى أن السينما من دون الدين، لا تؤتي ثمارها المطلوبة.

Dr.Randa
Dr.Radwa