الإثنين 29 ابريل 2024

كاتب أمريكي: ترامب ليس مرغوبًا ولا مرهوبا كرئيس وقوّته آخذة في التآكل

3-7-2017 | 07:56

ذكر الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس، أن نيكولو ميكافيللي، صاحب كتاب الأمير، كتب قائلا إن الحاكم ينبغي أن ينشد أن يكون مرغوبا ومرهوبا في آن واحد - لكن إذا تعين على "أمير" أن يختار أحد الأمرين فينبغي عليه أن يختار أن يكون مرغوبًا.

وفي مقاله بصحيفة (لوس انجلوس تايمز)، أسقط مكمانوس حديث ميكافيللي على الرئيس دونالد ترامب، قائلا إن الأخير ليس مرغوبا ولا مرهوبًا بين الجمهوريين في الكونجرس؛ وإنما هو قد جعل نفسه "غير ملائم" أو أقرب ما يكون إلى ذلك، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتشريعات.
ورصد مكمانوس دعوة ترامب الأسبوع الماضي أعضاءً جمهوريين إلى البيت الأبيض للمطالبة بدعمهم لصالح مشروع قانون الحزب الخاص بالرعاية الصحية -في استعراض تقليدي للعضلات الرئاسية- إلا أن أيًا من هؤلاء الأعضاء لم يستجب لمطالب ترامب؛ حيث لم يروا شيئا يرهبونه.

ورصد الكاتب تحذير ترامب لمتشددين محافظين -إبان التصويت على مشروع قانون مشابه في مجلس النواب- بأنهم قد يفقدوا مقاعدهم (في البرلمان) إذا هم لم يصوتوا بـ "نعم"؛ وما كان من هؤلاء إلا أن تجاهلوا تهديد ترامب وصوتوا بـ "لا" - وما كان من ترامب إلا أن أذعن على الفور ودعم التغييرات التي سعى لها هؤلاء النواب.... وأكد مكمانوس أنه لا يوجد جمهوريّ واحدٌ مُنْشقّ لقي عقابًا على انشقاقه عن توجهات البيت الأبيض، بل إنهم يُكافؤون على ذلك إذا كان ثمة حساب. 

كان هذا فيما يتعلق بالترهيب، ولكن ماذا عن الترغيب؟ يقول مكمانوس، إن الرئيس ترامب منذ دخوله البيت الأبيض لم يُزد عدد الناخبين الذين دعموه؛ بل لقد أنقصه - ذلك أن معدل الرضاء الشعبي عن أدائه كرئيس قد تضاءل إلى نسبة 40% واستقرّ عند ذلك؛ وعلى الرغم من أن ترامب لا يزال يلقى دعما من نسبة تزيد على 80% من الجمهوريين، وهو أمر ينبغي أن يؤخذ في الحسبان؛ إلا أنه مع ذلك لم يحشد قاعدته للمساعدة في مشروع قانون الرعاية الصحية. 

وعلى الرغم من الوصف الملازم لترامب بأنه "تاجر ماهر" إلا أنه، بحسب الكاتب، لا يستخدم مواهبه كثيرا؛ فهو لم يتحدث من المكتب البيضاوي مع الأمريكيين موضحا لهم لماذا ينبغي عليهم احتضان مشروع قانون الرعاية الصحية هذا؛ كما أنه لم يقم بجولة رئاسية للترويج لفوائد هذا المشروع الذي وإنْ لم يكن قد وصل إلى صيغته النهائية بما يُصعّب الترويج له بالتفصيل إلا أن ترامب لم يفعل الكثير للترويج لخطوطه العريضة - وهذا أحد الأسباب وراء عدم اقتناع ناخبين جمهوريين بدعم المشروع، بحسب استطلاعات رأي حديثة.

ورأى مكمانوس أن الرئيس ترامب لم يفعل الكثير لبناء روابط ودّية بينه وبين أعضاء جمهوريين في الكونجرس لضمان ولائهم له؛ وفي حوار تليفزيوني حديث، وجّه ترامب رسالة مزعجة لأعضاء الكونجرس قائلا: أريد منكم تصويتا قد يُخاطر بأماكنكم، لكن لا تتوقعوا مني أن أحميكم من العواقب؛ وفي يوم الجمعة الماضي، هاجم ترامب كبير مفاوضيه ميتش ماكونيل، عندما اقترح أن الوقت ربما قد حان للاعتزال. 
ورصد الكاتب تغريدة لترامب قال فيها "إذا كان الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ غير قادرين على تمرير ما يشتغلون عليه الآن، فينبغي عليهم على الفور أن يقوموا بإلغائه" ثم في وقت لاحق غيّر ترامب الكلمة الأخيرة في تغريدته بكلمة "باستبداله" (بدلا من إلغائه).
واختتم الكاتب قائلا "منذ نحو خمسمائة عام، خلص ميكافيللي إلى أن أكثر ما يحتاجه الحاكم هو أن يجمع بين الجرأة والمهارة؛ ويبدو واضحا أن ترامب يمتلك الأولى (الجرأة) غير أنه لم يُظهر من الثانية (المهارة) غير القليل؛ وعليه فإن ترامب ليس مرهوبًا ولا مرغوبًا، وكنتيجة لذلك، فإن قوّته كرئيس آخذة في التآكل سواء أدرك ذلك أم لم يدرك" - حسب الكاتب -.


 

    Dr.Randa
    Dr.Radwa