الأحد 22 سبتمبر 2024

"الحفر على المعادن" تبحث عن مفر

7-2-2017 | 15:24

كتبت- فاطمة مرزوق

ورشة صغيرة تحت بير السلم، أشبه بجحر الفئران، بداخلها مذياع قديم ينبعث منه صوت "أم كلثوم"، يجلس بجواره رجلان منهمكان في العمل، لا ينتبهان لما يحدث حولهما، تحيطهما أدوات المهنة التي تشمل النحاس والفضة والشاكوش، ويتبادلان أحاديث متعلقة بعملهم بين الحين والآخر ثم يعاودان استكماله مرة أخرى.

بجوار منطقة بيت السحيمي بشارع المعز بالجمالية توجد ورشة "محمد عبد الرحمن" و"مجدي محمد"، التي يعملون بها منذ سنوات عديدة، والتي شهدت ازدهار مهنتهما قديمًا، ونعت اندثارها تحت الثرى أيضًا، "عبد الرحمن" يقول: "المهنة بتعتمد على المهارة الكتابية والزخارف، اتعلمناها من الصنايعية الكبيرة زمان"، يمر النقش على المعادن بعدة مراحل، أولها الحفر بالقلم ثم مرحلة التطعيم ثم التلميع، ويضيف الرجل الستيني: "بنجيب نحاس وإحنا نرسم عليه ولو في زبون في دماغه حاجة معينة بنعملها ليه، زي ترابيزة مملوكي قديمة أو مبخرة وأشكال تحف".

يلتقط منه أطراف الحديث صديقه "مجدي محمد"، مشيراً إلى أنهم يستعينوا بكتب الزخرفة الخاصة بالثانوي الفني الصناعي لحفظ أشكال النحاس الفارسية والأيوبية والمملوكية، يؤكد الرجل الخمسيني أن مهنتهم لم تشهد أي ازدهار بعد التسعينات، حيث كانوا يسافرون إلى العراق وسوريا للقيام بعملهم هناك، يقول: "شغلنا كله معتمد على السياحة ومن بعد الثورة مفيش سياحة دخلت مصر، دلوقتى شغلنا كله معتمد على العرب والسوريين، ده غير ارتفاع الأسعار، حبل الفضة اللي بستخدمه للحتة درجة أولى عشان يستحمل بشتري الحبل بـ1000 جنيه، المهنة بتضيع وسط ارتفاع الأسعار والسياحة اللي اتضربت وإحنا ملناش مصدر رزق غير، لا معاش ولا تأمين ومش معانا غير ربنا".