السبت 29 يونيو 2024

بالصور: الأدخنة المشروعة.. موت بطيء بنكهة الدخان الأبيض

4-7-2017 | 22:26

تعاني أغلب التكتلات السكنية وخاصة المناطق الشعبية الغير خاضعة للرقابة الكافية والغير محصنة بعوامل الأمان الكافية، من العديد من المشاكل والأزمات؛ بسبب غياب دور الأجهزة الرقابية وتراجع أداء المحليات خلال  السنوات الماضية، فلم ترحم الأزمات أحدًا أو تشفع لهم لدى المتجاوزين والمعتدين على حقوق المواطنين بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

اعتدنا جميعًا وتعلمنا أن المصانع والمطاعم تكون خارج الكتلة السكانية وتكون مؤمنة بالشكل السليم حتى لا تضر بصحة المواطنين ولا تكدر مخلفاتها وأدخنتها صفو حياتهم، والذين يقطنون داخل شقة محاصرة بأدخنة ومخلفات المطاعم والمصانع الصغيرة، والتي تعتبر أدخنة مشروعة متوافق عليها من الأجهزة المختصة.

مع تزايد الأعداد السكانية زاد التوسع في إنشاء المصانع والمطاعم داخل المدن المكتظة بالسكان، مما أدي إلى إصابة المواطنين بعدد من الأمراض أغلبها متعلقة بالجهاز التنفسي وتصيب البعض بأمراض الرئة، وتقدموا بشكاوى للمجالس المحلية التابع لها كل حي ولكن دون جدوى، وربما تغلق صفحاتها الرشوة والمحسوبية وتوصد جميع الأبواب المقلقة.

 

لعنة الأمراض تحاصر المدن

«الهلال اليوم» يستعرض أبرز تلك المصانع –بير السلم- والمطاعم الغير مؤمنة بالشكل الكامل والذي يؤثر على صحة المواطنين بشكل كبير وتصيبهم بالأمراض المزمنة المثبتة في التقارير الطبية.

أحد خالد، أحد الشباب القاطنين بمنطقة بولا الدكرور، يقول لـ"الهلال اليوم": دخانة المطاعم والمصانع الصغيرة الموجودة في الحي أثرت على صحة المواطنين، والحي عارف وبيكبر دماغة كله ماشي بالحب، حتى أدخنة المطاعم غير مؤمنة بالشكل الكافي والفنار غير مرتفع بالشكل المناسب عن العمارات السكنية، لتسريب الدخان لأعلى، وبيدخل الشقق العلوية في أغلب العمارات إذا فكر حد يفتح الشباك علشان يدخل شوية هوى".

وتابع:" المشكلة إن المطاعم دي شغالة 24 ساعة وأدخنتها رديئة للغاية، وبتأثر على صحة الناس ولو كلمنا أصاحبها يقولوا اللي معاكم أعملوه أحنا بناكل عيش"، لافتًا إلى أن الحي  يشن حملات كل فترة على تلك المطاعم والمصانع الصغيرة ولكن دون جدوى، من الآخر الكل بيتراضى".

 

الدخان الأبيض يطرق الأبواب

أما إسلام سيد، أحد سكان الحي أيضًا، فيقول والدي بيعاني من التهابات بالجهاز التنفسي والربو بسبب تلك الأدخنة الخبيثة التي لوثت الهواء، حيث يقطن والدي في الدور الخامس بجوار أحد المطاعم التي تفرغ أدخنتها أمام النافذة مباشرة، وطلبنا من صاحب المطعم أن يرفعها إلى منسوب أعلى من العمارة السكنية إلا أنه أبى ورفض".

وأشار إلى أن الأدخنة هي من سببت لوالدي وبعض أخوتي تلك الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي ونحاول إلا نفتح النافذة الآن حتى لا تتسرب الأدخنة إلى داخل الشقة، لافتًا إلى والده عندما يريد أن يستنشق هواءً يترجل في الشارع أو يجلس على أحد المقاهي.

 

الهروب من اللعنة

إبراهيم منصور، أحد السكان المنطقة، يؤكد أنه أغلق شقته منذ إنجابه لطفله الأول ولا يعود إلا على النوم ويجلس هو وزوجته وأولاده طوال اليوم عند والدته بعد أن توفى والده منذ فترة قريبة، مرجعًا ذلك إلى أن ابنه أصيب بضيق في التنفس وعندما توجه به للطيب، قال لي هو بيقعد جنب حد بيشرب سجاير ولا دخان، فأخبرته بأن جوار بيتي مصنعًا صغيرًا لإنتاج البلاط  وأدخنته تدخل من نافذة الشقة في بعض الأحيان، فنصحني بوضع ابني في مكان تهوية نقي حتى لا يصاب بسرطان الرئة المدمر وخاصة أن مناعته ضعيفة ففكرت جديًا في إغلاق الشقة وترك أسرتي بشقة والدتي التي تجلس فيها بمفردها بعد زواج أخوتي الفتيات ووفات والدي".

وأضاف:" بترك زوجتي وأولادي وأذهب إلى عملي وخلال عودتي أقوم بالمرور على والدتي واصطحب زوجتي وأبنائي ونعود للبيت للمبيت فقط".

 

بينما حمل أحد أصحاب المطاعم بالمنطقة، المواطنين المسئولية الكاملة عن الأضرار بصحتهم، حيث أكد أن العمارات السكانية أغلبها مخالف وتصل إلى 12 طابقًا ويستحيل أن تخرج المبخرة الدخان بالمسافة التي تتخطى كل تلك المساحة المرتفعة والشاهقة وسوف ترتد في المحل وتأثر على العاملين به.

ولفت إلى أن الحي يمنحهم التصاريح بمسافة معينة وبعيدة عن الشقق السكنية ولكن الكتلة السكانية ارتفعت من حولنا بمساحات هائلة ومرتفعة جدًا لا نتسطيع تجاوزها أو الهروب منها.

 

أمراض خطيرة تفتك بالإنسان

الدكتور وائل صفوت، استشارى أمراض الباطنية والجهاز الهضمى والكبد، يؤكد أن الدخان يقلل نسبة الأكسجين في الجسم ويدمر الخلايا التي تتغذى عليه، ويؤثر بشكل فج على كل الأنسجة الدموية في جسم الإنسان.

ولفت إلى أن الأدخنة والمخلفات تؤثر في المقام الأول على الجهاز التنفسي للإنسان وتدمره، حسبما أظهرت الدراسات المختلفة التي حذرت جميعها من مخاطر الدخان، مشيرًا إلى أن تدخين نسبة نوكتين من السجارة يدمر جسم الإنسان فما بالك بأدخنة وعوادم تحمل مئات السموم التي تدمر خلايا الجسم، وتتسبب بشكل رئيسي في سرطان الحلق وسرطان الرئة الجزئين الأساسيين في الجهاز التنفسي.

وكشف "صفوت" عن أضرار جديدة للدخان، وقال إنها تؤثر بشكل كبير على شرايين القلب ويؤدى إلى حدوث أمراض القلب التاجية، والسكتات الدماغية، فضلا عن تأثيره على الجلد فيؤدى إلى ظهور التجاعيد والعجز المبكر وضمور الخلايا الجلدية، ناهيك من سرطان القولون العصبى وفقدان الشهية وحدوث قرحات المعدة.

    الاكثر قراءة