الجمعة 26 ابريل 2024

القيصر يحاول إعادة عقارب الساعة للخلف

مقالات24-2-2022 | 13:13

كأنه يعيد عقارب الساعة إلى الخلف، ويحاول إعادة تشكيل النظام العالمي أحادي القطب إلى النظام ثنائي القطب من جديد، متلبسا عباءة القيصر، بوتن ضابط المخابرات السابق في مواجهة مع بايدن الثعلب العجوز وأحد رموز الدولة العميقة، وكلاهما يملك أوراق ضغط في مواجهة الآخر على رقعة الشطرنج.

لم تعد هناك مساحة الآن كي يحبس العالم أنفاسه، مع بداية الحرب علي أوكرانيا وخلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن، كسر سعر برميل البترول الـ100$، وارتفع سعر الذهب 2%، وهو ما يعني توتر كبير في حالة الاقتصاد العالمي، وزيادة في مختلف أسعار السلع، متأثره بأسعار الطاقة، ناهيك عن تأثير تلك الحرب علي أسعار القمح خلال الفترة المقبلة، حيث تحتل روسيا المركز الأول في إنتاج القمح بـ76 مليون طن وتقوم بتصدير 35 مليون طن إلي العالم، وهي تمثل 17% من تجارة القمح عالميا، بينما تزود روسيا  أوروبا بنحو 40% من الغاز، وبالتالي فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا هو سلاح ذو حدين بقدر ما يضغط على القيصر، بقدر ما يرفع سعر الطاقة ويؤثر سلبا على الاقتصاد الغربي.

ودعنا هنا نقف أمام أولى حلقات سيناريو العقوبات على روسيا، والتي بدأت قبل بداية الحرب من جانب ألمانيا عندما أعلنت وقف التصديق علي إنشاء خط الغاز نورد ستريم 2، وعقب ذلك الإجراء غرد دميتري ميدفيديف رئيس مجلس الأمن الروسي قائلا: مرحبًا بكم في العالم الجديد الشجاع حيث سيدفع الأوروبيون قريبًا 2000 يورو مقابل متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يؤشر إلى أن العقوبات الاقتصادية سوف تطول الجميع، ما يعني أيضا أن روسيا ماضية في طريقها.

تلك هي بدايات التأثير على الجانب الاقتصادي، وعلى الجانب السياسي، إذا استطاع القيصر فرض شروط روسيا علي المجتمع الدولي لن يعيد فقط صورة العالم ثنائي القطب لكنه سيعيد تشكيل النظام العالمي وفق تطورات الموقف، إعادة النظر في الوزن النسبي للدور الأوربي عالميا و مدي تأثيره.

أمام المتغير الجديد الذي سوف يشهده العالم في الحرب، هو الحرب السيبرانية، وهي عبارة عن هجمات إلكترونية بقيادة عسكرية تقوم باختراق الأنظمة الإلكترونية وكل ما يعتمد على التكنولوجيا، لتضر بالحواسيب والأجهزة التي تستخدم شبكة الإنترنت العالمية والتي قد تفضي لنتائج كارثية، مثل سرقة بيانات خاصة، وغيرها من الكوارث التي قد تكون عالمية مثل الحروب النووية وغيرها.

وأن بدأت شواهد ذلك المشهد قبل بداية العملية العسكرية، ومحاولات تعطيل بعض الشبكات الإلكترونية التي تعتمد عليها أوكرانيا في تقديم الخدمات لمواطنيها، وفي اعتقادي أن المواجهات المقبلة سوف تصل إلى رقعة أوسع ربما تطول أوربا وسوف يشهد العالم حرب كبري من اختراق الأنظمة الإلكترونية بين كافة الأطراف.

وفي اعتقادي أن الولايات المتحدة لن تتدخل بشكل عسكري واضح علي الأرض، لكن سوف تستخدم سلاح فرض العقوبات الاقتصادية، ومد الجانب الأوكراني بالسلاح دون الدخول في معركة عسكرية على الأقل خلال المرحلة الحالية حتي لا يدخل العالم في حرب عالمية ثالثة.

Dr.Randa
Dr.Radwa