استيقظ العالم صباح اليوم، على بداية حرب بين روسيا وأوكرانيا، مع خلال عملية عسكرية خاصة أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تنفيذها لحماية إقليم دونباس الواقع في شرق أوكرانيا، كتطور كبير شهده الصراع بين روسيا وأوكرانيا والممتد من عقود طويلة، وكانت أوكرانيا في وقت سابق جزءًا من الإمبراطورية الروسية.
واليوم تطور الصراع ليشهد الغزو البري من قبل القوات الروسية للأراضي الأوكرانية، وأعلن حرس الحدود الأوكراني أن القوات البرية الروسية دخلت أوكرانيا، بعد قصف عدة مواقع في الداخل الأوكراني، واستهدف القصف مقار عسكرية ومطارات، بصواريخ كروز وصواريخ بالستية على العاصمة الأوكرانية كييف.
تاريخ الصراع بين روسيا وأوكرانيا
بعد سقوط الإمبراطورية الروسية عام 1917 حصلت أوكرانيا على الاستقلال لكنها في 1922 برزت كأحد مؤسسي الاتحاد السوفيتي، ثم حصلت أوكرانيا على الاستقلال مرة أخرى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، عندما جرى الاستفتاء على الاستقلال حيث صوت أكثر من 90% أي 32 مليون مواطن أوكراني بـ"نعم" لاستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي.
وظلت أوكرانيا تعاني خلال فترة التسعينيات حتى برزت كقوة اقتصادية واعدة بعد سنوات، وقد اعترفت موسكو رسمياً من خلال ما يسمى بـ"العقد الكبير" بحدود أوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، التي تقطنها غالبية ناطقة بالروسية في عام 1997.
وفي 2003 بدأت أول أزمة دبلوماسية كبيرة بينهما في عهد فلاديمير بوتين، عندما أعلن عن بناء سد في مضيق كريتش باتجاه جزيرة "كوسا توسلا" الأوكرانية، وهو ما رأته كييف بأنه يستهدف إعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين، وزادت حدة الصراع بين البلدين حتى توقف بناء السد بعد لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني.
وكانت الثورة البرتقالية 2004 أيضا حلقة من حلقات الصراع، حيث أدت إلى وصول فيكتور يوشتشينكو إلى السلطة بدلا من المرشح المقرب من روسيا فيكتور يانوكوفيتش، ما دفع روسيا إلى قطع إمدادات الغاز عن البلاد مرتين، في عامي 2006 و2009، وكذلك اتخذت قرارا بقطع إمدادات الغاز إلى أوروبا المارة عبر أوكرانيا.
وكانت محاولات أوكرانيا الانضمام لحلف الناتو أيضا سبب في اشتداد حدة الصراع، حيث رفض بوتين تلك المحاولات، وأعلنت بشكل واضح أنها لن تقبل الاستقلال التام لأوكرانيا، وبعدها تعزيز ارتباطها بالغرب من خلال اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي بعد فشل محاولات انضمامها للناتو.
ثم في 2014 أعلنت روسيا ضم شبه جزيرة القرم، ففي 18 مارس 2014، وقعت روسيا والقرم معاهدة انضمام جمهورية القرم وسيفاستوبول في الاتحاد الروسي ما اعتبر حينها بداية لحرب غير معلنة، ثم بدأت قوات روسية شبه عسكرية في حشد منطقة الدونباس الغنية بالفحم شرقي أوكرانيا من أجل انتفاضة، وبعدها أعلنت الحكومة الأوكرانية بعد الانتخابات الرئاسية في مايو عملية عسكرية كبرى اسمتها "حرباً على الإرهاب"، ثم في سبتمبر انتهت الحرب بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في مينسك.
وظلت الأمور في احتدام منذ مطلع 2015، حيث ظل الانفصاليون يشنون هجوما على في مناطق الصراع، ثم تم الاتفاق على "مينسك 2"، وهي اتفاقية لإحلال السلام لكنها لم تنفذ بالكامل بعد، وظلت المطالب الروسية بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، خشية أن يؤدي ذلك إلى تهديد الأمن القومي الروسي.
والإثنين الماضي، وقع الرئيس فلاديمير بوتين، مرسومي الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، بالإضافة إلى اتفاقيتي الصداقة والتعاون مع رئيسي الجمهوريتين، كما وافق على إرسال قوات "حفظ سلام" إليهما إذا دعت الضرورة ذلك، داعيا كلا من مجلس الدوما والجمعية الفيدرالية إلى الاعتراف الفوري بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك.
وقال بوتين في كلمته، إن "أوكرانيا بالنسبة لروسيا ليست مجرد دولة مجاورة، بل هي جزء من التاريخ، رفاقنا وأقاربنا"، حتى أعلن في صباح اليوم بدء العملية العسكرية الخاصة على إقليم دونباس، قائلا" أوجه الآن بعض الكلمات المهمة جدا إلى الذين قد تسول لهم نفسهم التدخل في الأحداث الجارية: أيا كان من سيحاول الحيلولة دون إجراءاتنا ناهيك عن تشكيل خطر على دولتنا وشعبنا، يجب عليه أن يعلم أن رد روسيا سيكون فوريا وسوف يؤدي إلى نتائج لم تواجهوها أبدًا في تاريخكم".