رسائل رئاسية من مصنع الرجال وعرين الأبطال تجسد الثقة والإنجاز والعمل المستمر، واستشعار الصعوبات التى تواجه المواطن.. والعمل على تخفيف آثار تداعيات الأزمات العالمية.. لنخرج فى النهاية برسالة قوية مفادها.
يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على الحديث ومد جسور التواصل مع الشعب المصري، وتتعدد أشكال هذا التواصل سواء فى افتتاح المشروعات القومية أو فى جولات الرئيس التفقدية لمواقع العمل والبناء، أو منتديات الشباب..
الرئيس السيسى لا يفوت فرصة للتواصل مع شعبه إيماناً بأنه أمر مهم للغاية لبناء الوعى الحقيقي، والفهم الصحيح لدى المصريين، وإدراك التحديات التى تواجه الدولة والجهود التى تبذلها والإلمام بما يدور حولنا من متغيرات..
التواصل الرئاسى مع المصريين يكون بأعلى درجات التواصل والمكاشفة والمصارحة.. ولعل أعظم ما فى سياسات الرئيس السيسى مقولته: «اعرفوا من الناس عاوزة إيه.. وكيف يرون الأمور.. وتعرفوا على مطالبهم.. واستمعوا إلى وجهة نظرهم».. هذا ما قاله الرئيس قبل تنفيذ مشروع تنمية وتطوير الريف المصري.. المشروع الأعظم الذى أطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».. ولعل سؤال الرئيس السيسى أمس الأول خلال تفقده الكلية الحربية لأحد الطلاب عن مبادرة «حياة كريمة»: أنت شايف إيه نعمله إضافة إلى ما يتم تنفيذه فى مشروع تطوير القرى المصرية؟.. الرئيس السيسى يرحب بآراء ومقترحات ورؤى الناس، ويمثل قمة الانفتاح.. بل دائماً يحرص على سؤال المواطنين خلال جولاته التفقدية، ويستفسر عن أحوالهم وظروفهم المعيشية والاستجابة لمطالبهم.
الحقيقة أن زيارة الرئيس السيسى للكلية الحربية أمس الأول، كانت حافلة برسائل ومضامين قوية ومهمة للتواصل.. ولعل الحرص على التواصل مع شباب وطلاب الكلية الحربية هو محور مختلف.. فهذا الطالب هو المسئول فى المستقبل عن حماية مصر وشعبها.. وكذلك يعبر عن جيل الشباب.. هذه الفئة المهمة فى المجتمع، التى تحمل لواء المستقبل.. بالإضافة إلى فهم ووعى هذا الشاب، سيكون مصدراً للوعى والفهم لدى أقربائه أو زملائه وأصدقائه من الشباب فى المجتمع المدني، بالإضافة إلى أسرته لأننا فى حاجة إلى انتشار الوعى والفهم والمعلومات الصحيحة والدقيقة التى تأتى من قيادة سياسية تتمتع بأعلى درجات المصداقية والشفافية.
أتوقف كثيراً عند بعض الرسائل المهمة التى جاءت من خلال الحوار المفتوح بين الرئيس السيسي، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وطلاب الكلية الحربية كالتالي:
أولاً: فى ظل التوترات والقلاقل الدولية وما يشهده العالم من أزمة عنيفة وجائحة جاءت بتداعيات خطيرة على دول العالم فى كافة المجالات خاصة الاقتصادية والأمنية، الرئيس السيسى يبعث برسالة طمأنينة إلى المصريين قائلاً: مصر بخير بفضل اللَّه بعدما مرت بظروف صعبة خلال السنوات الماضية.
توقفى عند كلمة الرئيس «مصر بخير» لا يجب أن يكون عابراً.. لكن لها مضمون ومحتوى دقيق.. فمصر دولة تقف على أرض صلبة وقوية رغم كل التحديات والتهديدات والمخاطر.. ورغم ما تموج به المنطقة والعالم من اضطرابات وتوترات وقلاقل ورغم جائحة «كورونا» إلا أن الرئيس قال إن مصر حالياً أفضل بكثير بالعمل والجهد والصبر والتحمل والأمانة والإخلاص، مشبراً إلى أن كرم اللَّه سبحانه وتعالى وعطاءه على مصر كبير، أفاض علينا بالخير والستر والسلام والأمان والاستقرار.. وقد تحدثت فى مقال الأمس عن الملحمة المصرية خلال الـ7 سنوات الماضية على الصعيدين الداخلى والخارجي، على صعيد امتلاك القوة والقدرة لحماية الوطن ومقدراته.. ومازلت أدعو الجميع لطرح السؤال: ماذا لو لم تنجز مصر ما حققته خلال السبع سنوات فى الصناعة والأمن الغذائى والبنية التحتية وامتلاك القدرة على الردع ومشروعات الطاقة العملاقة والإصلاح الاقتصادي.. والدور والثقل والمكانة الإقليمية والدولية.
إن هذا العالم الذى لا يلتفت للضعفاء.. والأقوياء يفرضون إرادتهم.. وهو ما أدركته «مصرــ السيسي» التى تواجه أخطر التحديات والتهديدات والمخاطر، لذلك كانت القيادة السياسية ومازالت تحرص على امتلاك القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة.. إن مصر بخير فى كل المجالات.. دولة تفكر وتجرى تقديرات موقف وتستشرق المستقبل وتستعد له جيداً بامتلاك القوة الاقتصادية والتنموية والعسكرية والأمنية والاجتماعية، وتوفير احتياجات شعبها.
مصر ليست فى أزمة.. فقد تحصنت.. وإن تضررت قليلاً من تداعيات الأزمات والتوترات والصراعات الدولية والإقليمية.. وتصدت برؤية محترمة وثاقبة تجاه جائحة كورونا.
ثانياً: الرئيس السيسى قريب من معاناة وأحوالهم والصعوبات التى يقابلها المواطن البسيط.. والدولة لا تقف مكتوفة الأيدي، بل تبذل جهوداً كبيرة من أجل التخفيف من وطأة تداعيات الأزمة العالمية وتأثيراتها على مصر.
الرئيس السيسى أشار إلى تعداد مصر الذى تجاوز الـ100 مليون نسمة، وبالتالى فإن توفير احتياجاتهم فى ظل الظروف التى يمر بها العالم هو أمر صعب، لأنه حدث فى جائحة كورونا، وقد حرصت مصر على تحقيق التوازن مابين الإجراءات الاحترازية والحفاظ على صحة الناس، وأيضاً حملات التطعيم، وبين عدم توقف عجلة التنمية، وهو ما لم تفعله الدول الأخري، بل توقف معظمها، مؤكداً أن ما يحدث فى العالم له تأثير كبير علينا لأننا لسنا فى معزل عما يحدث حولنا فى المنطقة والعالم.
الرئيس السيسى أكد أن زيادة تكلفة السلع فى العالم بسبب الأزمة العالمية لها تأثير علينا، لكن الدولة المصرية تسعى بقدر الإمكان أن تحد من أثر زيادة التكلفة، لكن لا يزال هناك عبء وحمل على الناس، فالرئيس يستشعر نبض المواطن، والصعوبات التى تواجهه.
ثالثاً: الدولة تبذل جهوداً كبيرة وتنفذ رؤية شاملة وبعيدة النظر من خلال تنفيذ برامج زراعية ضخمة جداً، وتبذل جهداً كبيراً لزيادة الرقعة الزراعية على المستويين.. بالتوسع الأفقى والرأسي.. من خلال تبنى النظم الحديثة فى الرى والزراعة، وهو ما سيكون له نتائج إيجابية، مشيراً إلى أنه خلال عام زادت المساحة المنزرعة بنحو 200 إلى 250 ألف فدان، وستزيد العام القادم بنحو مليون فدان، ثم 2.5 مليون فدان فى العام الذى يليه.. بهدف تقليص الاعتماد على استيراد السلع من الخارج، وزيادة نسبة الاكتفاء وتحقيق الأمن الغذائى فى ظل حرص الدولة وجهودها على استغلال موارد المياه المتاحة، وإعادة معالجتها لتحقيق الاستفادة القصوى من كل قطرة مياه فى مكانها الصحيح.
رابعاً: أشار الرئيس السيسى فى حديثه إلى طلاب الكلية الحربية إلى أهمية وحتمية أن نكون جميعاً على قلب رجل واحد، سواء للوقاية من التهديدات وحملات الزيف والتشكيك وبث الفتن والتحريض، بالإضافة أيضاً إلى أهمية أن نكون على قلب رجل واحد من أجل تطور وتقدم البلاد وتغيير الواقع إلى الأفضل من خلال البناء والتنمية ومواكبة العلم والتكنولوجيا.. الاصطفاف أن نكون على قلب رجل واحد هو أهم سلاح لمواجهة كل أنواع التحديات والتهديدات.
خامساً: إن هناك رسالة مهمة يتشرف بها كل أهالى الصعيد عندما قال الرئيس: «إن العسكرية ليست خشونة، ولكن رجولة.. وإن النسبة الغالبة عندنا فى الكلية من محافظات الصعيد، وهم يمثلون الأصالة والجدعنة والعزة.. وهى شهادة تعد وساماً على صدور أهالينا فى الصعيد، وهى ليست المرة الأولى التى يتشرف بها أهالينا فى الصعيد بشهادة رئاسية شريفة لهم.
سادساً: تحدث الرئيس السيسى عن مبادرة «حياة كريمة» التى تستهدف تطوير الريف المصرى وتحسين الأوضاع المعيشية لنحو 60٪ من سكان مصر وتوفير جميع الخدمات للمواطنين وأن هذا المشروع العملاق والأعظم سيتم تنفيذه على 3 مراحل تنتهى فى 2024 ولعل ما طلبه الرئيس السيسى من أحد الطلاب قائلاً: «لو أنت شايف حاجة نعملها، معملنهاش.. أسمعك».. ما هذا الرقى والتواصل والحرص على معرفة مطالب الناس والاستماع إلى رؤاهم.
سابعاً: إن وصايا الرئيس السيسى لطلاب الكلية الحربية تنبع وتصدر من رمز عسكرى فذ، وقائد عسكرى عظيم.. وصل إلى أعلى قمة الهرم العسكري.. لذلك جاءت توجيهات ونصائح الرئيس السيسى لأبنائه من الطلاب لتجسد شمولية الشخصية ما بين اللياقة البدنية والذهنية والسلوكية والعلم والمعرفة، والاطلاع وتحمل المسئولية الوطنية.. فهذه مواصفات ضباط القوات المسلحة الذين بذلوا الغالى والنفيس من أجل الحفاظ على مصر وأمنها القومى وشعبها بتضحياتهم وبطولاتهم التى سطرت أمجاداً مصرية جيلاً بعد جيل.
ثامناً: تحدث الرئيس السيسى عن جهود مصر فى تعزيز التعاون الثنائى مع كافة دول العالم بما فى ذلك الصعيد العسكرى موضحاً مجمل القضايا فى المنطقة والثوابت الأساسية التى تقوم عليها السياسة المصرية من الانفتاح على كافة الدول الكبرى وإقامة علاقات متوازنة ومعتدلة مع هذه الدول من أجل البناء والتنمية وتحقيق السلام والأمن.. وهو ما يجسد الرؤية المصرية على المسارين الداخلى والخارجي.
تساؤلات مهمة من قلب الأزمة الروسية ــ الأوكرانية
هل نحن أمام نظام عالمى جديد؟
أسئلة كثيرة تقفز إلى العقل بعد تطور الأحداث بين روسيا وأوكرانيا واتخاذ الرئيس فلاديمير بوتين القرار، بتنفيذ عملية عسكرية فى أوكرانيا وأصبح قاب قوسين أو أدنى من العاصمة «كييف».
السؤال الأول: هل نحن أمام نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب، ولا يعتمد على قطب واحد يمارس الهيمنة؟.. وهل سيكون هذا النظام ثلاثيًا أو رباعيًا.. فالروس يحاولون صياغة النظام العالمى فى تحدى الإرادات واستعراض القوة وعدم اللامبالاة بالتهديدات الأمريكية التى لم تخرج عن مسار العقوبات حتى هذه اللحظة؟
هل سيكون بوتين هو الوحيد ــ فى المشهد الذى يتضمن أطراف الصراع والتوترــ الجاد والفاعل باستخدام القوة وفرض الإرادة الروسية.. وإزاحة كافة التهديدات المحتملة من اقتراب «الناتو» من حدودها، بعد طلب كييف الانضمام إلى حلف الأطلسي؟
السؤال الثاني: هل نحن أمام وخروج أسلحة جديدة فتاكة أكثر حسماً أم نحن أمام اختبار لنظم تسليح بين قوى مختلفة متصارعة إذا ما أقدمت أمريكا وأوروبا والناتو على مواجهة الدب الروسى على الأرض؟
السؤال الثالث: هل نحن أمام اتفاق روسى صينى على إعادة نظام عالمى جديد والإطاحة بالقطب الأمريكى الأوحد من خلال جرأة وشجاعة الدب والتنين فى الإسراع لحسم المعركة قبل فوات الأوان؟
السؤال الرابع: هل نحن أمام تاريخ جديد تعلن فيه فشل الحروب الجديدة فى حسم الأزمات والصراعات ومعارضة فرض الإرادات.. وما يحدث فى «أوكرانيا» هو عودة من جديد للحروب النظامية خاصة أن أحكام السيطرة على الداخل من خلال بناء الوعى وتطهير البلاد من الخونة والعملاء والمرتزقة، يحبط ويجهض ويفشل الحروب الجديدة التى تعتمد فى المقام الأول على تزييف الوعى وخلق بؤر التوترات والاحتقان داخل عقول الشعوب؟
السؤال الخامس: هل يستفيد العالم من «تعدد الأقطاب».. وتتوقف الصراعات، وتتحول المحنة إلى منحة باستعادة التوازن فى القوى بالعالم؟
السؤال السادس: هل باعت أمريكا والغرب «أوكرانيا».. وهل التهديد بالعقوبات والتهديد والوعيد لروسيا يكفي؟.. هل يتدخل «الناتو».. هل أوروبا استدرجت مع أوكرانيا بالفعل الأمريكي؟.. وهل تطور روسيا مساحة أهدافها لتصل إلى مناطق أخرى فى أوروبا؟.. وهل تقدم الصين على تنفيذ نفس سيناريو روسيا مع «تايوان»؟
السؤال السابع: هل نحن أمام حرب عالمية ثالثة، سوف تتسع ويزداد وطيسها؟.. وما هو تأثير ذلك على العالم، خاصة العالم الثالث؟.. وهل تنشط حركة «عدم الانحياز»؟.. وهل تتطور الأزمة إلى حرب نووية؟.. وهل خسر الرئيس الأوكرانى فى رهانه على الغرب.. وهل فشل فى تقديراته.. وهل ألقى زيلنسكى مع أوكرانيا كطعم غربى لروسيا.. خاصة أن السيناريو الأمريكى تقليدى وقديم، وواشنطن لا تجدد وسائلها، وتكون مفهومة ومكشوفة؟.. وماذا عن تأثيرات المواجهات العسكرية فى أوكرانيا، وفى حالة تطورها واتساعها على منطقة الشرق الأوسط.. هل ستوظف قوى المرتزقة والعملاء والإرهابيين والمقاتلين الأجانب، وتنقل إلى مناطق الصراع لتخوض حرباً بالوكالة، نيابة عن الغرب والناتو فى محاولة لاستنزاف الدب الروسي.. أم أن الروس عقدوا العزم وحسبوا حساباتهم جيداً على كافة الأصعدة الاقتصادية والعسكرية، وأساليب الهجوم والخطط العسكرية بشكل جيد وبقراءة أساليب وخطط الغرب والناتو؟.. وهل ستخرج الأمور عن السيطرة وتظهر الأسلحة الفتاكة والمدمرة التى يضمها باطن الأرض.. فالعالم يعيش على صفيح ساخن لا يعرف إلى أين يمضى وإلى أى مصير فى ظل التوتر العالمى وأيضاً فى ظل جائحة كورونا.
«إكسترا نيوز» .. والأداء الاحترافى
أداء محترم واحترافى لقناة «إكسترا نيوز» فى تغطية التوتر الروسى الأوكراني.. حضور ومتابعة من قلب الأحداث على مدار الساعة.. وهو ما جعل المواطن المصرى يحرص على مشاهدتها للتعرف على التطورات لحظة بلحظة.
تحيا مصر