الإثنين 1 يوليو 2024

يوسف السباعى شهيد السلام الذى اغتاله الإرهاب

6-7-2017 | 18:13

بقلم – إيمان حمزة

فى ذكرى ميلاده الذى كان فى الشهر الماضى عام 1917.. أحد رموز الثقافة المصرية والرواية العربية الذين أثروا حياتنا وتركوا بصماتهم على عالمنا..فكان علينا أنيتعرف أجيالنا الجديدة بهؤلاء النجوم..ومن بينهم يوسف السباعى فارس من فرسان الفن والأدب والحياة..عاش داعيا للحب والسلام كأسلوب حياة وفى كتاباته ورواياته الخالدة التى جسدتها روائع أفلامنا السينمائية من:"رد قلبى, نادية, إنى راحلة, بين الأطلال"..جريئا يحارب الأكاذيب والسلبيات التى شوهت حياتنا الاجتماعية كما فى روايته "أرض النفاق" التى تحولت إلى فيلم اجتماعى ناجح, كما جسد فلسفة الموت فى روايته وفيلم "السقا مات" وجاء استشهاده من أجل السلام فى دراما واقعية غريبة حين سقط الفارس مضرجا فى دمائه على يد الإرهاب وهو يدعوللسلام فىكلمات واضحة وحاسمة بوصفه رئيسا لمجلس التضامن للشعوب الإفريقية والآسيوية وسكرتير عام المنظمة الأفروآسيوية..كان يدعو للسلام فى المؤتمر الذى أقيم بقبرص فى فبراير من عام 1978..مناديا أن السلام فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى بما فيها حقه فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة, وقد جاءت كلماته من قبل فى روايته"طائر بين المحيطين" التى صدرت عام 1971.. والتى يقول فيها:ماذا سيكون تأثير الموت علي وعلى الآخرين..ستنشر الصحافة نبأ موتى كخبر مثير ليس لأنى مت بل لأن موتى سيقترن بحادثة مثيرة, ويا لغرابة القدر وقد تأثر العالم أجمع بموتهوليس فقط المصريون.

أثرى يوسف السباعى الحياة الأدبية والفنية بأكثر من 50 عملا روائيا مع 30 مجموعة قصصية قصيرة تحول الكثير منها إلى روائع من الأفلام المصرية مع أربع مسرحيات ليحوز على جائزة الدولة التقديرية للأدب وجائزة أحسن قصة لفيلمى:"رد قلبى" و"جميلة بوحيرد" ووسام الاستحقاق الإيطالى بدرجة فارس ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى وجائزة "لينين"للسلام..وكان وزيرا للثقافة عام 1973 وأيضا نقيبا للصحفيين عام 1977 بعدأن انتقل إلى عالم الصحافة والأدب ليتولى رئيس تحرير آخر ساعة عام 1965 ثم رئيس مجلس إدارة دار الهلال عام 1971..كان دائما يقول عن نفسه: "أنا كاتب وشاعر يؤثر فى نفسى جدا ماقد يظنه غيرى تفاهات وسخافات وإن كنت مؤمنا أن الحياة ليست حلما قائما على الخير وحده ولكن علينا مقاومة الشر فى كل صوره, الشر الذى ينقلب علىزارعيه دائما", كان يؤمن أيضا أن الحياة تقام على الحب والعلم والإيمان معا ليتحقق العدل والسلام بين الناس, وأن رسالة الفنان أن يغير نفوس البشر من الضيق والملل إلى الانطلاق لرحابة الحياة والحب مؤكدا على قيمة المشاعر بين الناس وليس الماديات الجافة التى تحيل الحياة لواقع مرير..تأثرت حياته كضابط فى سلاح الفرسان شارك فى حرب 1948مدافعا عن بلده ووطنه العربى مع حبه للأدب,فنشرت أول قصة له وعمره لايتعدى 16 عاما فى مجلة المجلة, فجمعت شخصيته بين كونه أديبا وشاعرا ورساما ومحبا للموسيقى مما أضفى كل ذلك من خلال شخصيات وأحداث رواياته..كان مولده ونشأته بين أحياء مصر العريقة خاصة السيدة مما جعله قريبا من حياة البسطاء يعبر عنهم بواقعية لذا وصف بأنه رائد الرومانسية الواقعية..كان دائما مساندا للحب يجعله ينتصر على كل الفوارق المصطنعة التى يفتعلها الإنسان لاذلال أخيه الإنسان كما فى "رد قلبى" والمناضلة "جميلة بوحيرد""ونحن لانزرع الشوك" و"العمر لحظة" وغيرها..وكان دائما معتزا بقيمة المرأة فى حياتنا جميعا وحياته بشكل خاص, فخورا محبا لأمه العظيمة التى وقفت شامخة تكمل رسالة أبنائها كأم وأب بعد رحيل زوجها متحدية كل العقبات, وأيضا حبه لزوجته وأبنائه..تحيةإلى روح فارس من فرسان الحياة الذى اغتالته يد الإرهاب.