الأربعاء 29 يناير 2025

تكشف السبب الحقيقي لانفصال سعاد عن حليم: جنجاه:عبدالحليم أنقذ سعاد من رجال صلاح نصر

  • 6-7-2017 | 19:26

طباعة

بقلم – أحمد سعيد

كشفت جنجاه عبدالمنعم شقيقة سعاد حسنى فى كتابها "سعاد أسرار الجريمة الخفية بقلم أختها جنجاه" عن السبب الحقيقى لانفصال سعاد عن زوجها عبدالحليم حافظ رغم أن البعض حتى الآن مازال يشكك فى أمر الزواج وقالت.

السبب الحقيقى الذى فرق علاقة الزواج بين سعاد وعبدالحليم: يرجع "لموافى" وشركائه المجرمين الذين انحرفوا بمهمة الجهاز الوطنى واستغلوا نفوذهم فى الضغط على فنانة صغيرة السن وأشاعوا من حولها كذبا وزورا ما يهدد سمعتها فتمكنوا بذلك من إدخال الشك والظنون فى قلب زوجها فكان الفراق الذى حدث بينهما على الرغم من علم عبدالحليم بالحقيقة منها شخصياً.. وكان السبب الذى أعلنه كلاهما للمقربين منهما فى ذلك الوقت هو حرص كل منهما على فنه وجمهوره مخفيان بذلك السبب الحقيقى لانفصالهما.

وهو أنه بعد أن اعترفت له وكلم المشير عبدالحكيم عامر ليرفع الجهاز يده عنها لم تحتمل نفسية حليم ما حدث وظل قلبه ممتلئاً بالشك من ناحيتها فزادت الخلافات بينهما وقررا الانفصال.

واضافت جنجاه: وأنا علمت من والدتى أن عبدالحليم بعد فترة قصيرة من انفصاله عن سعاد فكر مرة أخرى وراجع نفسه وتذكر ما كانت سعاد تتحمله أثناء زواجهما من محاولات تشهير بسمعتها وسلوكها فى الإعلام لإبعاده عنها وشعر بما تحملته من ضغوط نفسية وما تعرضت له من إجبار وتهديد لتجنيدها فشعر أنه ظلمها وحاولت أن يرجع لها ويعلن زواجهما رسميا أمام جميع الناس ولكن سعاد رفضت ذلك بعد أن شعرت بجرح مشاعرها بعد انفصالهما.

خصوصا أنها كانت قد حكت له كل شىء بصراحة ووضوح وكيف كانت تواجه جبابرة بمفردها ولم تستطع أن تتكلم مع حبيبها الوحيد وزوجها وهى التى كانت مستعدة أن تضحى بكل شىء حتى فنها الذى تعشقه لكى تعيش معه زوجة وأما لأولاده فقط فقررت الابتعاد لأن أصعب شىء على الزوجة عندما تحتاج لزوجها ولوقوفه بجانبها وفجأة لا تجده لذلك قررت الابتعاد رغم حبها الكبير له.. واضافت جنجاه:

أدرك أن هذه الحقيقة قد تكون مؤلمة للبعض لكنها حقيقة ظلت عشرات السنين داخل قلبى وقلوب أفراد أسرتها الذين عاشوا معها هذه الأحداث لكننى فكرت أن أقولها ليعلم الناس كم كان مقدار الظلم الذى تعرضت له أختى المسكينة وكيف تعانى وحدها فى حياتها وفى ذلك الوقت ترسم الفرحة على وجهها من أجل إسعاد الناس. وكيف ضحت بحبها وكيف كانت قسوة هؤلاء الظالمين وظلمهم لاثنين من أرق وأجمل من أنجبت مصر من فنانين وهما سعاد حسنى وعبدالحليم حافظ كانا اثنين من ضحايا هؤلاء الظالمين الذين لا يعرفون الرحمة ولا يخشون الله سبحانه وتعالى.

واضافت "جنجاه" علمت من المرحومة والدتى ووالدة سعاد السيدة جوهرة أنه قد حدث خلاف بين والدى عبدالمنعم حافظ وأختى سعاد بسبب تعنتها ورفضها نصيحة والدى بإعلان زواجها من عبدالحليم على الناس إرضاء لرغبة عبدالحليم وخوفا من أن تخسره للأبد وهى كانت تحبه جدا وهذا ما كان يعتقده والدى ووالدتى قبل أن أعرف الحقيقة وهى أن موافى ومن معه فكروا كيف يفرقون بين سعاد وعبدالحليم لأن عبدالحليم كان حبيب الزعيم جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر وهم يعلمون حرص الفنان عبدالحليم على سمعته واسمه أمام الناس وجمهوره ومحبيه فبدأوا بالتشهير بسلوكها وأخلاقها واختلاق الأكاذيب عنها فى الإعلام ومحاربتها بطريقة حقيرة.. وارجعوا للتاريخ واقرأوا ماذا كان يكتب عنها فى هذه الفترة فى أوائل الستينيات.

وللأسف نجحت خطتهم الشيطانية وبدأ عبدالحليم يتشكك فى سلوك زوجته وبدأ يراقبها هو الآخر ويشك فى كل تصرفاتها من كثرة حبه لها وغيرته عليها وحدثت خلافات كثيرة بينهما بسبب ما كتب عنها فى الصحف والمجلات بأقلام كتاب مأجورين وكانوا بالطبع مراقبين كل تحركاتهم وكانوا يتجسسون ويتنصتون على كل مكالماتهم وتأكدوا أن خطتهم قد نجحت بإدخال الشك فى قلب حليم وجاء وقت تنفيذ مخططهم لتجنيدها بالجهاز بتاريخ أكتوبر أو نوفمبر 1963 وأرسلوا لها المدعو "ممدوح كامل عباس" باعتبار أنه رجل أجنبى فرنسى الجنسية وطبعا معه الشخصية الأخرى المجهولة لأنهم يعلمون جيدا أنها لا تجيد اللغة الفرنسية وذلك على أنه منتج كبير من فرنسا ويمتلك شركة إنتاج سينمائية كبيرة بمصر وأنه معجب بفنها وأدائها التمثيلى البارع.

وشاهد كل أفلامها من أول "حسن ونعيمة، والبنات والصيف، وإشاعة حب، السفيرة عزيزة، وغصن الزيتون، الأشقياء الثلاثة" وغيرها لأنها من أول الستينيات حتى 1963 قدمت أكثر من عشرين فيلما وأنه يريد أن ينتج لها أفلاما كبيرة بإنتاج ضخم بعقد احتكار لمدة زمنية محددة وهذا كان يحدث كثيرا فى ذلك الزمن "عقود الاحتكار" مع الفنانين المشاهير وكان اختيارهم لشخصية ممدوح كامل اختيارا موفقا لأنه شخصية جذابة على ما سمعت من المقربين من شقيقتى سعاد فى ذلك الوقت وذكى ومظهره وأسلوبه الراقى لا يمكن أن يشك أحد فى أنه ليس أجنبيا أو أنه ليس منتجا سينمائيا مع العلم بأنها كانت فى ذلك الوقت صغيرة جدا وعمرها عشرون عاما فقط ومازالت تشق طريقها الفنى الذى تحبه وتريد إثبات وجودها بين عمالقة الفن فكان منطقيا أن تصدق هذا العرض السخى وأن تقع في الخدعة وكان ممدوح كامل قد خدعها بأن طلب منها عمل تيست "أى اختبار أمام الكاميرا" لها فى مقر الشركة مع المخرج والمصور اللذين قام بدورهما موافى وزملاؤه فى الجهاز.

وعرضوا عليها بعض المشاهد السينمائية لتؤديها أمام المخرج والكاميرات واختاروا الملابس والماكياج للدور الوهمى الذى ستلعبه فى السينما.

وذهبت سعاد بالفعل لعمل "التيست" بالشركة كما اعتقدت وأثناء عمل "التيست" لها فى الشركة أمام المخرج والمصور وهى تمثل المشاهد المطروحة عليها.

دخل عليها رئيس المخابرات فى ذلك الوقت صلاح نصر بنفسه ومعه أحمد يسرى الجزار رئيس هيئة الأمن القومى ومجموعة من رجال الجهاز بأجسادهم الضخمة ومناظرهم التى أرعبتها وأغمى عليها وبعدما فاقت وجدت نفسها فى مكان آخر وفى حالة رعب ورهبة وخوف شديد من هول المفاجأة والصدمة القاسية حتى اكتشفت الخدعة الكبرى التى مارسوها عليها وأوهموها بعدما أفاقت من الإغماء بأن الشخص الفرنسى هذا جاسوس "باعترافات موافى فى التحقيقات" ولفقوا لها تهمة التجسس لصالح بلد آخر ضد الوطن وخيروها بين مصيبة إما أن تمتثل لأوامرهم وتنفذ المطلوب منها أو يعلنوا أمام الرأي العام أنها جاسوسة وتعمل ضد مصر وطبعا اختارت الأقل ضررا عنها وامتثلت لأوامرهم وتم تجنيدها مجبرة واكتشفت بعد ذلك حجم اللعبة القذرة التى مورست عليها.

فكانت فى كثير من الأحيان تهرب من العمليات المكلفة بها وتتحجج وتتملص بذكاء وبكل الطرق الممكنة "باعتراف موافى فى التحقيقات" ولم تستطع أن تقول شيئا لعبدالحليم الذى كان زوجها فى ذلك الوقت لأنها كانت خائفة عليه منهم حسب اعتقادها أنهم ممكن يأذوه لو عرفوا أنهم متزوجان عرفيا لإنهم جبارين ووحوش ممكن يفعلوا أى شىء ومن لا ينفذ أوامرهم يذهب وراء الشمس والكل كان يعرف من هو صلاح نصر ورجاله ومراكز القوى فى مصر فى تلك الفترة وطلبوا منها عملية تقوم بها ضد الكاتب الكبير مصطفى أمين لأنهم كانوا يريدون اعتقاله بسبب كتاباته وهجومه على السلطة واعتقلوه فعلا بعد ذلك ولفقوا له تهمة التجسس لصالح أمريكا.. فكانوا يريدون تلفيق تهمة له تمس الشرف لكى يتحكموا فيه وفى قلمه ويكون تحت رحمتهم ليكتب ما يأمروه.

ولكنها رفضت لأنها مستحيل أن تفعل مثل هذه الأشياء وعند رفضها للامتثال لأوامرهم هددوها بإعلانهم بأنها جاسوسة ويلفقوا لها تهمة التجسس أمام الرأى العام فكانت فى حيرة لا تعرف ماذا تفعل ولم يكن أمامها إلا حل واحد وهو أن تعترف لزوجها عبدالحليم وتقول له الحقيقة وهى تعرف جيدا أنها باعترافها له بهذا الموضوع ستخسره للأبد ولكنها فضلت حماية مصطفى أمين على حياتها مع حبيبها عبدالحليم وكانت لحسن حظها فى ذلك الوقت قد عرفت صلة عبدالحليم بالمشير عامر.

وبعد أن اطمأنت لقوة العلاقة بين زوجها حليم وثانى رجل فى الدولة حين ذاك المشير عامر وأمام القدر الهائل من الضغوط النفسية الواقعة عليها خصوصا بعد محاولة استخدامها لتلفيق تهمة للكاتب الكبير مصطفي أمين حكت لعبدالحليم الحكاية بكل تفاصيلها وطلبت منه أن يبلغ المشير عامر بكل شىء لكى يتدخل لحمايتها من هؤلاء المجرمين وقالت له إنها كانت خائفة جداً أنهم يعرفون أنها تزوجته فيقومون بإيذائه وأنها لم تكن تعرف بعلاقته بالمشير عامر.

وبالفعل أصدر المشير عامر أوامره بنفسه إلى رئيس المخابرات العامة صلاح نصر باستبعاد الفنانة سعاد حسنى من جهاز المخابرات بعد أن أبلغه عبدالحليم بإجبارها وتهديدها وكل ما فعلوه معها من خدعة ومارسوه عليها من ضغوط لتعمل لحسابهم.

وهذا الموقف يحسب للمشير عامر الذى ما أن علم من عبدالحليم بحالة سعاد إلا وأصدر أوامره فورا لحمايتها من هؤلاء المجرمين ويمكنكم الاستدلال على ذلك بأقوال "موافى" فى التحقيقات التى قرر فيها أنه فجأة تلقى تعليمات من حسن عليش باستبعاد سعاد دون أن يعرف الأسباب أما عن زواج سعاد وعبدالحليم فذكرت "جنجاه" القصة وقالت : سأحكى لكم ما عرفته من إخوتى وأمى رحمهم الله الذين عاصروا زواجهما فقد كانت سعاد فى الصغر قبل دخولها مجال الفن تذهب مع أختها نجاة إلى معظم حفلاتها هى وأمى وأختها صباح وكانت نجاة على صلة قوية بعبدالحليم وتعرف علي سعاد وصباح أثناء تواجدهما الدائم مع نجاة فى الحفلات وبدأ الحب يدخل إلى قلب سعاد وحليم ومرت تقريبا سنتان أو ثلاث حتى أصبح عمر سعاد 17 عاما والحب ملأ قلبهما وأصبح حبا كبيرا وتم الزواج عام 1960 وكان زواجا عرفيا وكان حليم يكبرها بسنوات كثيرة.

ولكن حبهما كسر كل الحواجز وتم عقد قرانهما في مصر بين عدد من الأصدقاء والأقارب للطرفين وشهد على الزواج الفنان يوسف وهبى والإعلامى وجدى الحكيم.

وتم عقد القرآن بتاريخ 10/4/1960 ثم أقاموا حفلا فى منزل أحد الأصدقاء.

    الاكثر قراءة