الثلاثاء 16 ابريل 2024

أما زلت تنتظر ؟!

مقالات5-3-2022 | 13:13

أحيانًا تضطرك ظروف الحياة أن تأخذ  تلك الحسابات من وقتك عمرًا مترددًا في اتخاذ قرارك الأخير بالإبقاء على بعض الأشخاص في حياتك . أنك تتيقن من وجودك داخل دوامتهم البغيضة ، وكلما هممت للخروج منها تأخذك حلقاتها شيئًا فشيئًا فتحكم قبضتها عليك كقيد حديدي ثقيل . يدفعك يقينك الكامن داخل نفسك للسرعة في إنجاز مهمتك ؛ فالأمور تتضح أمامك يومًا بعد يوم ؛ ولكنك مازلت تصر على البقاء في مكانك . تقف لتشاهد دوامتك مستمعًا ، وأنت لاتدري أنها ستكون سببًا في مصرعك 

 إن عدت للخلف قليلًا ستوبخ نفسك كثيرًا حين لم تصدر قرارك الحاسم نحو هذه الأمور التي التهمت طاقتك ، وصادرت حريتك . إن تلك الخطوات المترددة ، والتي كادت أن تسجنك داخل زنزانة ذاتك ماكان لها أن تستمر طويلًا ! أراك تشعر بالغربة بعد أن نجحوا في عزلتك داخل ردائهم بعد أن حالوا بينك ، وبين كل ماكان يبهجك من قبل . إن هؤلاء المراقبين المتسللين إليك ينسجون لك جدارًا من العزلة ، وأنت مازلت واقفًا أمامهم منتظرًا إتمام عملهم 

الدلائل كانت واضحة كالشمس تدعوك في كل يوم محذرةً إياك من الاقتراب ، ولكنك لم تعرها اهتمامًا تكاد صيحات العالم أن تصم أذنيك بصيحتها القوية محذرةً ، ولكنك تؤثر البقاء ؛ وكأن طفولتك ، وبراءتك تأمرك بمشاهدة العرض للنهاية ! قرارك بالمغادرة الآن هو القرار الصائب ، فالعناد الذي يحركك ، ويدعوك للاحتفاظ بصغار الناس ، والإبقاء عليهم يعد قرارك الكارثي ، وحكمك النهائي بتدمير ذاتك . إنهم ينسجون شباكهم حولك ، وكأنك أصبحت جزءًا من ممتلكاتهم يستعبدونك ، ويدفعون بك للدوران في فلكهم ، وينجحون في جذبك ، وأنت مازلت تنتظر.

اعلم أن الحرية هى إرثك الثمين فلا تفرط فيها أبدًا . أحيانًا يؤلمك متابعة البعض لكل همساتك ، وسكناتك ؛ راغبين في استخدامك جسرًا للعبور لأهوائهم . هؤلاء الذين استطاعوا أن ينفذوا إليك عبر كل نوافذك راغبين في حصارك ، وإحكام السيطرة عليك بشكل كامل . إنهم بارعون في استخدامهم لفنون السحر ، يتحدثون به إليك ، يتحايلون به عليك ؛ فتصدقهم ! ولأن إنسانيتك لم تعد العملة الرائجة في هذا الزمان ؛ فهم سيقتحمونك نافذين إليك من منطقة نبلك ، وأدبك الجم . مفاتيحك الآن في يدهم ، وأنت مازلت تجهل هذا !

إن تلك التطبيقات اللعينة ستمكنهم من الوصول إليك ، واحتلالك في عصر مختلف للغاية ! تجد نفسك فجأة قد أصبحت تحت سيطرتهم . عجبًا لك أمازلت تنتظر حتى تقرأ كلماتي للنهاية ! أما زلت تفكر في الأمر ! قم ، واصدر قرارك الآن بنفيهم من أرضك . ثق في حديثي ؛ فأنا عائدة  للتو من تنفيذ حكم بالنفي على من هم أمثالهم . صدقني فهم لن يصدروا لك سوى الدمار ، وفي نهاية الأمر سيحصلون على سلامك النفسي كأغلى الغنائم تاركينك للندم في صحرائهم القاحلة ؛ لتقضي بقسوتها عليك ، وعلى ماتبقى لديك من أمل في إيجادك لقرارك الصحيح بضرورة التخلص منهم .