السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

حد شاف علا؟

  • 7-3-2022 | 17:42
طباعة

بمجرد الإعلان عن حلقات "البحث عن علا" الذى عرض مؤخراً على منصة نيتفلكس للكاتبة غادة عبد العال ومها الوزير والمخرج هادى الباجورى؛ تصدر قوائم البحث؛ فقد اشتاق الجميع لعلا عبد الصبور الباحثة عن عريس، والتى أعلنتها صراحة فى مسلسل "أنا عايزة أتجوز" للكاتبة غادة عبد العال والمخرج رامى امام، ليفاجأ الجمهور منذ اثنتى عشرة سنة بحالة درامية مختلفة، فقد كانت "علا" ساعية بلا كلل أو ملل فى البحث عن ذلك العريس راضية بوجوده؛ حتى لو كان مجرد لص لذيذ يسعى لسرقتها فحسب، أو ضابط كان من الممكن أن تتبرع باعترافها أمامه بجريمة قتل، فقد بحثت بشتى السبل وارتبط الجميع ببحثها وانتظروا مع كل حلقة نتيجة ذلك، متمنين لها عريساً فى الحلقة المقبلة.

 

كانت "علا" مثل الكثير من الفتيات اللاتى يبحثن عن الاستقرار العائلى، وبعضهن يعلن ذلك بكل وضوح والآخر يخجل؛ لذلك كان المسلسل الذى كان مجموعة من "التدوينات" تحولت إلى كتاب بذات العنوان قبل أن يصبح مسلسلاً، نوع من التصريح اللطيف دون حساسية، فقد كانت "علا" تمثل شريحة كبيرة من الفتيات؛ لذلك أُعجب بها الجميع وبتلك اللمسة الكوميدية الواقعية فى شخصيتها.

كل ذلك يبرر الفرحة والسعادة بالاعلان عن عودتها مرة أخرى بعد كل هذه السنوات ومعرفة ماحدث لها، ولم يتصور الكثيرون أنها نجحت فى الزواج بطبيب غنى بهذه الصورة، ففشلها فى الامساك بعريس طوال ٢٩ حلقة لم يطرح فى خيالهم ذلك الاختيار!

فخيال جمهورها لم يكن ليتجاوز استمرارها كموظفة ونجاحها فى الزواج بموظف آخر واستمرار الحياة بمعاناتها لتمثل مرةً أخرى الكثيرين، هذا الطريق سيسير بنا نحو لحظة "طلاق" مختلفة حيث المشاكل المعتادة.

 

مفاجأة "علا" للجمهور الذى أحبها ليست مجرد انتمائها لطبقة مادية واجتماعية أخرى وحياتها فى ذلك "الكومبوند" ؛ بل التعامل مع اللحظة الصادمة فى حياتها ومواجهة الطلاق بعد معرفتها بعلاقة "عريسها" السابق بفتاة صغيرة السن، والذى كان بصورة ما مثالى، فنضج شخصيتها جعلها تتعامل مع أزماتها بصورة "راقية" ناضجة لم يعتدها الجمهور مع أزمات الطلاق التى عادة ما تمتلئ بالضجيج.

 

حلقات "علا" الستة كانت متكاملة بتطور شخصيتها وتفكيرها فى مواجهة تلك اللحظة وإعادة اكتشاف ذاتها كانت فى اتجاه آخر غير ما تخيل جمهورها، جمهور "علا" هو الذى لم يتقبل أن تقوم الهام شاهين بدور "زهرة" فى مسلسل "ليالى الحلمية" بدلاً من آثار الحكيم، وهو ذاته الجمهور الذى لم يتقبل الجزء السادس لليالى الحلمية مع الكاتب عمرو محمود يس وأيمن بهجت قمر والمخرج مجدى أبو عميره؛ نظراً لذلك الحنين الذى شكل علاقته بالأجزاء الخمسة، هو ذلك الجمهور الذى يتصور حياة أبطاله ولايقبل بتغييرات مهما كانت منطقية ومهما أظهر صانعوا العمل من مبررات.

ورغم كل هذا تجاوز ذلك الجمهور "الصدمة" وتعامل معها أنها علا "أخرى" وليست من عرفوها منذ اثنى عشر عاما، وعاشوا حياتها الجديدة واختياراتها ليعلن فريق العمل عن جزء جديد.

الاكثر قراءة