سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على استقبال بولندا الحافل للاجئين الأوكرانيين على خلفية العملية العسكرية الروسية، رغم نظام الهجرة الهش في البلاد، مشيرة أيضاً إلى التناقض الصارخ مقارنةً بتعاملها مع تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم من بيلاروسيا العام الماضي.
وذكرت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أن البولنديين اعتبروا استقبالهم للأوكرانيين "أمر مفروغ منه" .. موضحةً أن أكثر من 500 ألف بولندي انضموا لمجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتنسيق جهود دعم اللاجئين، لكن في بعض المناطق كان الدعم أكثر من الطلب.
وبحسب الأمم المتحدة، بلغ عدد النازحين من أوكرانيا حتى الآن بسبب الحرب 7ر1 مليون لاجئ، وتوجه أكثر من مليون منهم إلى بولندا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التدفق الهائل والمفاجئ للاجئين أثار تصاعداً كبيراً بالحركات الشعبية بالمجتمع البولندي، حيث أقدم الأفراد على جمع الأموال وتقديم أماكن للسكن ووسائل نقل مجانية للاجئين الأوكرانيين.
لكن في الوقت نفسه، فإن السنوات العديدة التي عاشتها بولندا بسياسات قومية مناهضة للاجئين، تركت البلاد بنظام هجرة هش للغاية، ولذلك فإن الأمر الآن يقع بشكل كبير على عاتق المواطنين في التعامل مع ما وصفته مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة "بأسرع أزمات اللاجئين نموا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة البولندية من جانبها تحاول اتخاذ خطوات تجاه تسهيل حياة الأوكرانيين في بلادهم، حيث تستعد لتقديم مشروع قانون طارئ أمام البرلمان لتيسير دخول اللاجئين الأوكرانيين إلى سوق العمل في بولندا والسماح لهم بالاستفادة من بعض الفوائد الاجتماعية الخاصة بالمقيمين الدائمين.
ونوهت الصحيفة عن أن بعض المراقبين سلطوا الضوء على التناقض الصارخ بين الترحيب الدافئ للأوكرانيين في بولندا واستجابة البلاد للأزمة الإنسانية التي شهدتها حدودها مع بيلاروسيا العام الماضي، وحينها لم تفتح الحكومة البولندية حدودها أمام هؤلاء اللاجئين الذين كان أغلبهم من دول الشرق الأوسط، بل وحظرت إمكانية وصول العاملين في المنظمات الإنسانية للحدود، وكانت تلك سياسات حكومية لاقت دعماً واسعاً من البولنديين أنفسهم.