الثلاثاء 18 يونيو 2024

قمة التحديات المشتركة.. والمصير الواحد

مقالات8-3-2022 | 19:56

 

جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى السعودية وسط حفاوة رسمية وشعبية..  لتؤكد عمق العلاقات بين البلدين الكبيرين ركيزتى أمن واستقرار المنطقة.. كما عكست القمة التى عُقدت بين الرئيس السيسى والملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين اهتمام وإدراك القيادتين للتحديات الإقليمية والدولية والأزمات التى أصابت المشهد العالمى  بتداعيات كثيرة.. كما جسدت القمة الإرادة السياسية لتطوير التعاون والشراكة بين البلدين.. ودفع العلاقات  الثنائية إلى آفاق أكثر رحابة فى ظل الفرص الهائلة التى تمتلكها الدولتان الكبيرتان بعد نجاح تجربة الإصلاح  والبناء والتنمية لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين

زيارة الرئيس السيسى إلى السعودية والقمة المشتركة مع الملك سلمان بعثت رسائل الطمأنينة.. وبث الثقة  لدى الشعوب العربية فى ظل شراكة الكبيرين.. فى ظل ما تموج به المنطقة من متغيرات واضطرابات ومشهد دولى ضبابى لا نعلم إلى أين يذهب بعد الأزمة الروسية - الأوكرانية وتداعياتها وتقسيماتها وهو ما يحتم تفعيل وتعظيم العمل العربى المشترك.. والتضامن والتكاتف والشراكة بين دول الأمة لمواجهة التحديات والتهديدات الإقليمية  والدولية.

جاءت القمة «المصرية ــ السعودية» قبل أيام من القمة العربية المرتقبة بالجزائر وما سوف تتضمنه من أجندة حافلة بالقضايا والملفات العربية وأيضًا انعكاسات وتداعيات الأزمات الدولية على المنطقة العربية وكيفية التعامل مع أزمات العرب فى ليبيا وسوريا والأوضاع فى اليمن والقضية الفلسطينية ومستجداتها.. حيث تأتى القمة العربية فى توقيت بالغ الدقة إقليميًا ودوليًا وأيضا ما يتعرض له الأمن القومى العربى من مخاطر وتهديدات

 

عبد الرازق توفيق

 

زيارة مهمة فى توقيت دقيق.. وقمة جسَّدت التحديات التى تواجه الأمة.. وما تفرضه من أهمية التقارب والتعاون والشراكة بين البلدين الكبيرين

 

العلاقات المصرية - السعودية وما تستند إليه من تاريخ وحاضر ومستقبل.. وما تمثله من أهمية إستراتيجية للأمة والأمن القومى العربى خاصة أنهما أكبر دولتين عربيتين.. تعد النموذج الأمثل للعلاقات العربية والعمل العربى المشترك.. فلا يكفى أن نتحدث عن الشراكة والتكامل فى جميع المجالات والقطاعات ولكن أيضا علاقة المصير المشترك بما تملكه الدولتان من قواسم وأهداف.

الحقيقة أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمملكة العربية السعودية والقمة التى جرت بالأمس فى أجواء من الإخوة العميقة المستندة إلى علاقات مصرية جاءت فى توقيت دقيق للكثير من الأسباب تتعلق بطبيعة ما تموج به المنطقة من تحديات ومتغيرات حادة واضطرابات.. وتأثيرها على الأمن القومى العربى الذى يواجه تهديدات غير مسبوقة سواء فيما تتعرض له بعض الدول العربية من مخاطر وأوضاع وأزمات صعبة ومعقدة أو تنامى الأطماع والأوهام الإقليمية أو انعكاسات الأزمات الدولية التى باتت تقسم العالم إلى معسكرين والتداعيات الخطيرة التى خلقتها الأزمات الدولية وعلى رأسها الأزمة الروسية - الأوكرانية وتأثيراتها على دول العالم فى جميع المجالات وفى مقدمتها الأبعاد الاقتصادية التى تلقى بظلالها على الشعوب.

القمة المصرية ــ السعودية تأتى قبل أيام من القمة العربية المرتقبة والتى تأتى فى توقيت شديد الدقة والحساسية وتضم على طاولتها عدداً كبيراً من الأزمات العربية والقضايا والملفات المهمة من القضية الفلسطينية إلى الأوضاع فى ليبيا وسوريا واليمن بالإضافة إلى دقة الأوضاع فى السودان والصومال أيضا.تواجه القاهرة والرياض تحديات كبيرة تتعلق بأمنهما القومى وهو يمثل ارتباطا محوريا وعلاقة ذلك بالأمن القومى العربى حيث تعد مصر والمملكة هما ركيزتاه الأساسيتان.

القمة «المصرية ــ السعودية» ناقشت التحديات التى يتعرض لهما الأمن القومى فى أكبر دولتين عربيتين فى ظل التهديدات التى تشكلها الأزمة الليبية على الأمن القومى المصرى والعربى وسعى القاهرة الدءوب لاستعادة الدولة الوطنية الليبية ومؤسساتها وفى مقدمتها الجيش الوطنى والمؤسسات الأمنية لفرض السيطرة واستعادة الأمن والاستقرار ومجابهة الإرهاب والميليشيات وبالتالى تهيئة أنسب الظروف للبناء والتنمية بما يحقق تطلعات الأشقاء والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى الليبية والتأكيد على خروج جميع القوات الأجنبية والعناصر المرتزقة من أراضيها كذلك التأكيد على حقوق مصر المشروعة فى مياه النيل بحتمية الوصول إلى اتفاق قانونى منصف وقانونى ومتوازن يحقق مصلحة جميع الأطراف.

القمة أيضا ناقشت الأزمة اليمنية وسبل معالجتها والتأكيد على الحفاظ على أمن المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى مناقشة القضية الفلسطينية وآخر مستجداتها والمساعى العربية والدولية لاستئناف الحوار والمفاوضات من أجل الوصول إلى حل الدولتين.

القمة «المصرية ــ السعودية» ناقشت أيضا الوضع الدولى وانعكاسات الأزمة الروسية - الأوكرانية وأهمية التنسيق والتشاور المستمرين بين البلدين خاصة فى ظل تداعيات الأزمة على دول المنطقة الغربية وتأثيراتها على البلدين خاصة فى المجالات الاقتصادية إضافة إلى تداعيات جائحة كورونا وهو ما يتطلب تطوير التعاون والشراكة بين البلدين فى الكثير من المجالات ولتحقيق أقصى استفادة ممكنة من قدرات وإمكانيات وخبرات البلدين لتحقيق تطلعات الشعبين المصرى والسعودى.

القمة جاءت فى هذا التوقيت بالغ الأهميه لتعكس وجود إرادة سياسية لأهمية تطوير التعاون والشراكة بين البلدين من ناحية وعلى الجانب الآخر فإن قراءة البلدين للمشهدين الإقليمى والدولى تدفعهما للتقارب والتعاون والتنسيق الفعال وترسيخ العمل العربى المشترك والتضامن بين الدول والشعوب العربية لمجابهة التحديات الأمنية والاقتصادية.

فى اعتقادى أن قمة الشقيقين عكست وجود إرادة سياسية حقيقية للتقارب والتعاون فى كافة المجالات وفى المقدمة التعاون الاقتصادى التى تفرض الظروف الدولية والإقليمية تطويره إلى أعلى الدرجات وفتح آفاق جديدة ومسارات للاستفادة من إمكانيات وقدرات وموارد البلدين.. فالقاهرة والرياض ينفذان أكبر عملية إصلاح فى تاريخيهما على طريق البناء والتنمية والتقدم.. فمصر قطعت شوطًا كبيراً وامتلكت تجربة ملهمة حققت الكثير من النتائج التى صنعت الفارق وخلقت فرصا غزيرة واعدة وباتت أكثر استعدادا لاستقبال أضخم الاستثمارات وتحظى بإشادات دولية محترمة وفرص كبيرة للنمو فى ظل توقعات النمو بما يزيد عن ٦% بما يفوق توقعات البنك وصندوق النقد الدوليين وتمضى بخطوات واثقة وثابتة نحو تحقيق أهدافها.

أيضا المملكة تشهد أكبر عملية إصلاح وانفتاح بفكر ورؤية جديدين تستشرف المستقبل وخلال وجودك فى الرياض أو جدة أو مكة ترى تغييرات جذرية ومنشآت ومشروعات عملاقة إذن هناك تشابه كبير فى الرؤية والواقع على الأرض ورغم ان السعودية هى صاحبة أكبر الاستثمارات العربية فى مصر.. فإن ذلك يشير إلى القدرة على زيادة التعاون والاستثمارات بين البلدين فى الفرص الثمينة التى يمتلكها البلدان.. فالإرادة حاضرة  والفرص وفيرة والظروف والتحديات كثيرة.. لذلك القمة تعكس وجود الرؤية لتطوير علاقات الشراكة بين القاهرة والرياض.

فى قراءه للمشهدين الدولى والإقليمى وما يتضمنه من تحديات وتهديدات تستلزم الاصطفاف العربى من ناحية..  وتستوجب الشراكة المصرية - السعودية باعتبارهما أكبر دولتين عربيتين.

أيضا لا يخفى على الجميع التحديات التى يشهدها البحر الأحمر فى ظل ما يتعرض له من تهديدات وما يواجه الأمن فى هذا الممر الاستراتيجى من تهديدات وعدائيات وهو أيضا يفرض على البلدين التنسيق والتعاون المشترك لمجابهة هذه التحديات.

زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمملكة وهذا الاستقبال الأخوى والحفاوة الرسمية والشعبية فى ظل ما يربط الشعبين من علاقات وقواسم وشواغل ومصير مشترك ثم القمة بين الزعيمين الكبيرين ومضمونها وموضوعاتها وقضاياها وآفاق المستقبل للبلدين الشقيقين جاءت فى اعتقادى فى توقيت يمثل غاية فى الأهمية والمحورية ما يعكس أهمية الزيارة والقمة بين الرئيس السيسى والملك سلمان بن عبدالعزيز وإدراك أهمية الحديث والنقاش والتباحث حول ما يحدث من تحديات وأزمات دوليا وإقليميا وكيفية الخروج بسلام من نفق التداعيات والتأثيرات الصعبة لكن فى اعتقادى أن مصر والسعودية بقدراتهما وحكمة القيادة فى البلدين وما يحظيان به من ثقل ومكانة إقليمية ودولية يستطيعان تجاوز هذه التحديات بتعظيم العمل العربى المشترك وتطوير الشراكة بين البلدين.

من أهم الملفات التى تناولتها القمة «المصرية - السعودية» العلاقات الثنائية وزيادة الاستثمارات وتطوير الشراكة فى كافة المجالات واستغلال الفرص الموجودة فى البلدين.

ملفات وقضايا كثيرة ناقشتها القمة المصرية السعودية خاصة إننا على بعد أيام من القمة العربية بالجزائر بالإضافة إلى اتساع رقعة الأزمات فى المنطقة والعالم.

مصر والسعودية جناحا الأمن والاستقرار فى المنطقة وركيزتا السلام فى منطقة شديدة الاضطراب وتستطيع الدولتان الإسهام بقوة فى ترسيخ الأمن والسلم الإقليمى والدولى.. كذلك التصدى لكل المشروعات والأوهام التى من شأنها إثارة التوترات.

تقارب مصر والسعودية يبعث برسائل الاطمئنان للشعوب العربية فى هذا التوقيت الصعب فمصر بما تملكه من قوة وقدرة وخبرات وإمكانيات وتجارب والسعودية بما لديها من قدرات وإمكانيات وما تتمتع به البلدان من مكانة يؤكد الثقة فى قوة وقدرة الأمة العربية.. وقيادة العمل العربى المشترك.

تحيا مصر